بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
النظارة الشمسية تقي من الأشعة فوق البنفسجية
أقبل فصل الصيف وأقبلت معه حرارته اللاهبة وجفاف جوه والتي في كثير من الأحيان لا تطاق ولا تحتمل. ويحرص الكثير من الناس على أخذ الاحتياطات التي تقيهم مما قد يصاحب هذه الأجواء من مشاكل صحية يتضرر منها الجسم وخاصة الجلد والعينين. وما يعنينا هنا هو العين. فخلال فصل الصيف يكثر الناس من استخدام النظارات الشمسية كرد فعل طبيعي لعدم الارتياح من النظر خلال النهار. ويأخذ المنظر الجمالي دوره أيضا مع تنوع هائل لأشكال هذه النظارات وألوانها المختلفة وكذلك حرص المنتجين لها على إبراز أشكالها الجمالية دون النظر إلى التركيز على ما يهم المستخدم لها من معلومات طبية تساعده علي الاختيار بدقة.والنظارات الشمسية لها أهمية وفائدة عظيمة للعين فهي تستخدم أيضاً في الوقاية من مخاطر أشعة الشمس الضارة.
من المخاطر التي تهدد العين وخاصة في فصل الصيف الأشعة الضارة التي تصدر من الشمس. ولقد تنبه العالم بالتحديد إلى ذلك الخطر بعد اكتشاف ثقب طبقة الأوزون في بداية عام 1980م والمخاطر المهددة للحياة الناجمة عن اتساع هوة هذا الثقب، الأمر الذي يفقدنا الحماية الطبيعية التي يمارسها الغلاف الجوي للحد من وصول الأشعة الضارة أو المؤذية، ومع الاتساع المتزايد لثقب طبقة الأوزون تزداد المخاطر المحدقة بنا وتزداد كذلك الحاجة إلى فهم الأضرار الناجمة عن التعرض الزائد للأشعة الشمسية والوعي لضرورة اتباع الإجراءات الوقائية للاستمتاع بأشعة الشمس مع تقليل فرص ظهور مشاكل صحية في مراحل لاحقة من الحياة .
فائدة طبية
وللنظارات الشمسية فائدة طبية أكثر من كونها إحدى خطوط الموضة التي تأتي بالجديد كل يوم، فهي تعكس الأشعة فوق البنفسجية أ، ب سواء في الأيام المشمسة أو التي تتكاثر فيها السحب. والأشعة البنفسجية ب لها مخاطر كثيرة عند التعرض لها فهي التي تسبب حروق الشمس ومن الممكن أن تعرض العين للأذى، والتعرض لها لمدة 30 دقيقة على مدار السنة كافية للإصابة بالماء الأبيض على العين، أو ضعف في الرؤية بنسبة 10 %، كما تشير الدراسات الأخرى أن الأشعة (أ) تتشابه إلى حد كبير مع الأشعة (ب) فيما تسببه من مخاطر. وأيضا تسبب الكثير من الأمراض والمشاكل الجلدية تصل إلى سرطان الجلد.
وأشارت الأبحاث إلى أن الأشعة فوق البنفسجية تزيد من إمكانية الإصابة بالماء الأبيض وهو اضطراب عيني ينجم عن نقص شفافية عدسة العين ويؤدي إلى ضبابية الرؤية أو كأن الإنسان ينظر من خلال زجاج مثلج أو عليه بخار الماء. وقد ينتهي إلى العمى في حال تركت الحالة دون علاج، وقد تتسبب الأشعة فوق البنفسجية بحدوث اضطرابات أخرى للعين مثل سرطان الجلد المحيط بالعين، كما قد تسبب هذه الأشعة في نمو أنسجة الملتحمة من الجهة الأنفية للقرنية يسمى طبياً الظفرة أو اللحمية مما يؤدي إلى حجب الرؤية عند وصولها إلى القرنية.
امتصاص الأشعة الضارة
وللوقاية من هذه المخاطر تبرز النظارات الشمسية كحل والتي تكون قادرة على امتصاص هذا النوع من الأشعة الضارة أو عكسه أو تشتيته بعيداً عن العين وبالتالي تساهم وبشكل كبير في التقليل من وصوله إلى أجزاء العين الداخلية. ولا أعني هنا أن جميع النظارات الشمسية تساهم في ذلك بل أقصد الأنواع الجيدة منها التي تحوي على مرشحات أو فلتر قادر على امتصاص الأشعة فوق البنفسجية ومنعها من الدخول. فهناك أنواع من النظارات الشمسية الرخيصة جداً مطلية بطبقة داكنة لا تحوي على أي مرشح أو فلتر لهذا النوع من الأشعة وهذه خطيرة جداً على العين كونها ونظراً لأنها داكنة وغير منفذة للضوء جيداً تجعل بؤبؤ العين يتسع لسحب أكبر كمية من الضوء تساعد العين على الرؤية وهذا يساعد على دخول كمية كبيرة من الأشعة فوق البنفسجية للعين لعدم وجود عناصر تمتص الأشعة الضارة وبالتالي يحصل الضرر للعين دون علم الشخص بذلك .
وتتميز النظارات الشمسية الجيدة بقدرتها على امتصاص ما نسبته 90 -100% من الأشعة فوق البنفسجية. كما يجب أن تغطي العينين كليا ولديها القدرة علي امتصاص أو دخول القليل من الضوء الأزرق الذي يسبب أضراراً كبيرة للشبكية. ويمكن التأكد من هذه الميزة بالنظر إلي السماء الزرقاء والتي يجب أن تبدو رمادية إلي حد ما.
أما ما يخص الجزء الرئيس في النظارة الشمسية وهو لون العدسة فيجب أن لا يسبب تداخلا سلبيا قي رؤية الألوان حتى لا تسهم النظارات الشمسية في تغيير لون الأجسام. وينصح دائما اختيار العدسات البنية أو الرمادية. فاللون البني هو أفضل الألوان على الإطلاق لتقديم الحماية كما أنه يعكس اللون الأزرق بعيداً عن العين وهو الذي لا يمكن الإنسان من التركيز، كما أنه أفضل الخيارات للتعامل مع الألوان.
يأتي اللون الرمادي في المرتبة الثانية لعكس الألوان، لكنه يأتي في المرتبة الأولي للقيادة حيث لا يؤثر على رؤية ألوان إشارات المرور وأيضاً في الاستخدامات العامة وللأعماق مثل الرياضات المائية.
وينصح بلبس النظارات الشمسية في فصل الصيف وخاصة من هم في مناطق صحراوية يتعرضون فيها للأشعة بشكل مباشر ومن يعملون جل وقتهم في أماكن مكشوفة وكذلك من يقضون إجازاتهم على السواحل البحرية وأيضاً من يعيشون في الأماكن المرتفعة حيث تزداد القدرة الإشعاعية للأشعة فوق البنفسجية حوالي 4- 5 لكل 1000 قدم فوق سطح البحر.
مع تمنياتى للجميع بالصحة والعافية,,,والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مواقع النشر