عبد الله الفهيد : أكدت أمانة منطقة الرياض، أنه تم طرح وترسية المرحلة الأولى من تنفيذ مشروع حدائق الملك عبد الله العالمية، والتي تشتمل على أعمال تجهيز الأرض من قطع وردم حسب متطلبات كل عنصر، حيث إن الكمية الإجمالية لأعمال القطع زادت على 1.2 مليون متر مكعب، أما الكمية الإجمالية لأعمال الردم فقد زادت على مليون متر مكعب، إضافة إلى تسوير الموقع للعمل وتركيب لوحة المشروع وتهيئة بيئة العمل من مكاتب ومرافق وخلافه، وهذه المرحلة قد أوشكت على الانتهاء.
wh_59109242.jpg
وقال الدكتور إبراهيم مبارك الدجين، وكيل أمانة منطقة الرياض للخدمات: إنه بعد ذلك تم طرح المرحلة الثانية والتي تشتمل عناصر المشروع كافة؛ ولكون المشروع من المشاريع الضخمة والحديثة والفريدة في نوعها على المستوى العالمي، فقد تقدمت كبرى الشركات لتنفيذه، وفتحت مظاريفه نهاية عام 1431هـ، إلا أن الاعتمادات المتوافرة لا تغطي تكاليف إنشاء المشروع، وقد طلبت الأمانة رفع الاعتماد المخصص لمشروع حدائق الملك عبد الله العالمية من الجهات المختصة، وفي انتظار إقراره ليتم ترسية المشروع لأهميته القصوى لمدينة الرياض والمملكة بشكل خاص والعالم بشكل عام لأبعاده البيئية والعلمية والترفيهية والسياحية.
ونتوقع أن يكون ذلك في قادم الأيام، خاصة أن المشروع يحظى بمتابعة واهتمام الأمير سلمان بن عبد العزيز والأمير سطام بن عبد العزيز والأمير محمد بن سعد بن عبد العزيز.
وأضاف الدجين، أن مشروع حدائق الملك عبد الله العالمية هدية أهالي الرياض لشخص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز عند توليه قيادة البلاد، والذي يعتبر صرحا علميا وبيئيا وترفيهيا عالميا، والرياض المدينة وعموم الوطن بمؤسساته العلمية والبيئية في أمس الحاجة إليه، حيث إن المشروع عبارة عن مجموعة من الحدائق ذات الصبغة العلمية والثقافية والبيئية الخاصة، ومن أهم عناصره الحديقة النباتية والمتحف النباتي، وبنكا البذور والجينات، والحدائق العلمية ''الطيور، الفراشات، الطبيعية، الجيولوجية، الضوء والصوت، الزهور، الاكتشاف'' والحديقة الدولية، والحدائق المائية.
وما يميز المشروع أنه يقوم على الطاقة المتجددة واستخدام أقل كميات ممكنة من المياه. ولأن المشروع يحتاج في تصميمه إلى بيوت الخبرات الدولية في المجالات العلمية والهندسية والبيئية فقد تم طرح تصميم المشروع كمسابقة دولية أجريت وحكمت من قبل أمانة منطقة الرياض بالاستعانة بمجموعة من الخبراء في هذا المجال، وفاز بتصميمها تحالف مكتبين استشاريين من المملكة المتحدة هما (بورتن ولمور) BARTON WILLMOR و(بروهابولد) BURO HAPPOLD.
ولفت إلى أن تصميم المشروع قد جذب اهتماما عالميا، حيث كان هناك أكثر من 40 مقالة عن المشروع في صحف ومجلات في منطقة الخليج العربي، أستراليا، نيوزلندا، الصين، الولايات المتحدة الأمريكية، أوروبا، إضافة إلى أن كل من بي بي سي وسي إن إن.
كما فاز تصميم المشروع بمجموعة من الجوائز العالمية مثل جائزة درجة الخمسة نجوم للمشاريع الترفيهية في منطقة الشرق الأوسط من CNBC، وفي منافسة مع خمسة مشاريع مماثلة على المستوى الدولي حقق تصميم حدائق الملك عبد الله جائزة أفضل مشروع ترفيهي في العالم 2009م بسانديجو في الولايات المتحدة، إضافة إلى تحقيقه أفضل فكرة تصميمية للمشاريع البيئية المستدامة من (ستي سكيب) Cityscape عام 2010.
وقال الدكتور الدجين: إنه بالإضافة إلى عناصر المشروع المتعددة فإن العنصر الرئيس في المشروع هو الحديقة النباتية، حيث تنقسم إلى قسمين، أحدهما مغطى ومتحكم في بيئاته مكون من حديقتين عملاقتين مغلقتين على شكل هلالين تفوق مساحتاهما 24 فدانا، أي أكثر من 100 ألف متر مربع، وهذا يزيد على خمسة أضعاف حجم مشروع قبة عدن الشهيرة في بريطانيا، وسيرتفع هذا الإنشاء لـ40م عن مستوى الأرض، ويصبح أضخم مشروع إنشائي بيئي من نوعه في العالم (أكبر حديقة نباتية مغطاة في العالم)، وسيتم تنظيم درجات الحرارة والرطوبة داخله بشكل دقيق لكي يكون ملائما لنمو النباتات، حيث سيغطي المشروع تاريخ الجزيرة العربية الطبيعي لـ400 مليون سنة ماضية، وحتى الآن بهدف تثقيف الزوار بالتغيرات النباتية التي حصلت منذ آلاف السنين في منطقة صحراوية مرت بتغيرات مناخية دراماتيكية على مر العصور، حيث سيكون بمقدور الزائرين السير عبر الزمن للاطلاع على تغييرات النشوء والتطور والتكيف للنباتات.
وسيحتوي المشروع أيضا أجزاء أخرى ستخصص لإنشاء حدائق ذات بيئات مختلفة مماثلة لما هو في بيئات العالم.
أما الجزء الآخر من الحديقة النباتية فسيكون مفتوحا وسيضم النباتات المختلفة للبيئة المحلية ومماثلة للتكوينات البيئية لها، إضافة إلى ما ذكر سلفا من حدائق علمية متعددة وبنك البذور والجينات والمتحف النباتي، فهذا المشروع لا يوجد مثيل له إلا في عدد محدود من الدول المتقدمة مثل إدن بروجكت والكيوقاردن في إنجلترا، والحدائق النباتية في باريس، وحدائق سان مارينو في الولايات المتحدة، وحدائق سنغافورا النباتية، ومنتزه أليس في أستراليا، وحدائق كارو النباتية في جنوب إفريقيا، رغم أن مشروع حدائق الملك عبد الله هو الأكثر تكاملا في عناصره من بين هذه المشاريع.
مواقع النشر