الفيصل يكتشف الخلل الأمريكي
لعلكم تابعتم ولازلتم تتابعون اضطراب و تسارع الأحداث والمتغيرات السياسية والإقتصادية وتلون مواقف بعض الدول تجاه كثير من القضايا المشتعلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينيه التي دارت رحا الموت فيها واشتعلت نيرانها بحرب عدوانية مفرطة القوة من طرف واحد ومهما كانت الدوافع والمسببات التي تجاوزها العالم كحجج إسرائلية إلا أنها كانت من الفضاعة بمكان
حيث أطلقت إسرائيل لنفسها العنان الإجرامي في القتل الجماعي الجائر وبدون تمييزبعد أن تلقت إشارة نازية من طرف عين بوش ولعل هذه الإشارة جائت على إثر اختلال توازنه العصبي الذي أفقده كرامته الأمركية عبر الحذاء الشهير وقد لاتتوقف هذه الحرب القذرة إلا في لحظة خروج بوش من البيت الأبيض
وردود الأفعال على الممارسات الإسرائلية كانت عاطفية متأججة على مستوى الشارعين العربي والإسلامي ولكنها كانت متوازنة من حيث العواطف والعقلانية المتزنة على المستوى السياسي القيادي لدى بعض الحكومات والقادة العرب تحديدا وفي مقدمة تلك الدول المملكة العربية السعودية ممثلة بوزير خارجيتها المحنك الأمير سعود الفيصل
الذي انتقد مجلس الأمن بشدة ولهجة شديدة
على تقاعسه تجاه القضية الفلسطنية والتلكؤ في وقف عدوان إسرائل على الفلسطينيين
وقد حذر سمو الأمير سعود الفيصل، مجلس الأمن من أن عدم معالجته القضايا العربيةالمشروعة بالجدية والمسؤولية ستدفع العرب بأن يجدوا انفسهم مرغمين على إدارة ظهورهملمجلس الأمن والنظر في أي خيارات تطرح نفسها
ودعونا نتأمل مليا في قول سموه أعلاه
فهذا ليس مجرد كلام أو خطبة بليغة وإنما هو موقف وقرار
قرار حازم جاء بلهجة شديدة وواضحة جدا والمتأمل هنا يستنتج أن القرارقد اتخذ فعلا وإن جاء بصيغة التحذير
واسمحوا لي أن أعود بكم إلى الوراء قليلا حتى تكتمل الصورةالتي سنصل إليها فعود على بدء
فمن أبرز المتغيرات الإقتصادية الزلزال الإقتصادي الذي عصف باقتصاد أمريكا وأوروبا والذي لاتزال توابعه تتابع في العمود الفقري الأمريكي ومعه الأوروبي
سيكون أثرهذه التوابع مدمرا في فقرات هذا العمود الفقري على المدى البعيد البعيد ولن يتعافى منه بدن الإقتصاد الغربي برمته في الوقت والزمن الراهن وقد اكتشف العرب وفي مقدمتهم الداهية سعود الفيصل عمق التلف الذي لحق بعمود الإقتصاد الأمريكي الذي وصل النخاع الشوكي
وهاهي الفرصة السانحة والمواتية جدا للتخلص من التسلط والعجرفة والطغيان الأمريكي وهنا تأتي ضربة المعلم تكتيكا وتوقيتا ودقة إصابة
وعودة مباشرة لصلب الموضوع
فالفيصل حين قال ماقال فإنه كان يعني مايقول
حين قال
العرب بأن يجدوا انفسهم مرغمين على إدارة ظهورهملمجلس الأمن والنظر في أي خيارات تطرح نفسها
فعبارة مرغمين عبارة دبلوماسية شكلية فقط .وإدارة الظهور لمجلس الأمن هي كناية المقصود بها أمريكا وأوروبا
وحين تلتفت الدول العربية إلى المعسكر الشرقي ممثلا بروسيا والصين فهذا يعني الحياة بعينها لتلك الدولتين العظميين وهذا يعني أختلالا سياسيا واقتصاديا واستراتيجا لصاح الدولتين روسيا والصين
مايعني أيضا التكافؤ في الندية بينهما وبين العرب إنسانيا وأخلاقيا في تعاملاتهم فالسلاح يقابله البترول
وبالتالي خلق توازنات بين الجميع بدون سيطرة فالتسلح مطلوب وبإلحاح على المستويين التقليدي والنووي حتى لو اضطررنا لعقد معاهدات تعاون استراتيجي على غرار المعاهدة الأمريكية الإسرائيلية كإحراء وقائي من أي اعغتداء محتمل وهذا مستبعد
أعتقد أنها أفضل فرصة للخروج من مناطق الجاذبية الأمريكية والعبور من خلال انعدام الوزن إلى مجال ومناخ إنساني يضمن لنا جوا ومدارا عربيا إسلاميا مستقل مستغلين بذلك وجع العمود الفقري للمتعجرف الأمريكي والكمبارس الأوروبي
رؤية قابلة للتحليل والتعديل والنقد وحتى النقض موضوعيا
مواقع النشر