السلام عليكم
يتردد دائماً على مسامعنا عبـــارة "الرأي والرأي الآخر"،يغلو البعـض حتى في العقيــدة فيقول "الرأي والرأي الآخر" 000

في الحقيقـــــــة أرى بأن هذه الجملة مُشكِلَة؛ فليســـــت على [إطلاق] ،ففي الأصول لا يوجد إلا رأي واحد؛أما في الفروع فالرأي الحق واحد؛ ولكن دائرة الاختـــــــلاف قد تتســع،والفروع على ضروب عديدة منها ما ينكر عليه ويشدد في الإنكـــار،ومنها ما يتذاكر البعض القول الأرجح بدليله، ومنها ما يبين الوجه الصحيح لديه دون تشديد على الآخـــر 00 وهذا موضوع حديثنا المرة القادمة 00 ولنضرب على ما سبق أمثلة:

فالذي يشك في وجود الله كـــــــــافر؛ فالرأي هنا واحد0
الدين الحق الذي لا يقبل الله بعد مبعث محمدٍ عليه الصلاة والسلام سواه [الإســــلام] ،وغير الإســــلام كفر،فالرأي هنــــــا واحد0
أصـــــــول العقيدة الرأي فيها واحد؛ ويكفر أو يبدع كل من خالف ذلك على حسب الخلل الذي ارتكبه0
فالشيعـــــة النصيرية(العلوية) وبعض الإثني عشــــــرية الذين قالوا بأن علي هو الله؛ فهذا القول كفرٌ مُخرجٌ من الملة0
بينما بدعة الأشـــــــاعرة الشنيعة القبيحة في أسمـــــــاء الله وصفــــــاته حيث عطلوها [بدعــة] لا تُخرجُ من الملة؛إلا من عرف الحق وكابر وأمور أخرى0
الشيعــــــة الإثني عشرية –غالبيتهم وخاصة علمائهم- والإسماعلية والنصيريـة والدروز يقولون بتحريف القرآن؛فمن قال بهذا [كَفَرَ] بكتاب الله وبكــــلام الله،وهو بهذا يخرجُ من الملة؛ولا يُقبلُ في هذه المســـــــائل إلا رأياً واحدا0

بينمـــــــا في الفروع [فالمسألةُ تختلف] 00 وكل مسألــــة يختلف النظر فيها من حيث أدلتها:
فمثلاً الأمور البين حُكمهـــا؛فهذه واضحة ويضلل من حاد عن الدليل فيها،واستحـــلال أمر لأجل الهوى كفر0
بينمــــا إذا كانت المســــــــألة قد تخفى فيتم البيــــــان بالليل مع دفع المخطأ إلى الحق بالنصحة والإنكــــار بالتي هي أحســـــن0
وهنـــــاك مســـــــائل لكل فريق دليله الصحيح 00 ولكن الفهم اختلف 00 فهنـــــــا الرأي والرأي الآخـــر وأحدهما راجح والآخر مرجوح فلا يُعنف الجميع،وكلاهما على خير،وإن كان الأرجح أحدهما00
مثـــــــــال:
قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم ((لا يصلين أحدكم العصر إلا في بني قريظة))
فهم بعض الصحـــــــابة أن هذا أمر بالصــــلاة هناك0
وفهم فريق آخر بأنه نَدَبَ إلى هذا –يعني الاستعجــــال- ولدينـــــا دليل آخر بعدم إخراج الصلاة عن وقتها؛ (فصلـــــــوا) ثم أكملوا المسير0
فأقر النبي عليه الصلاة والسلام الفريقين 00 وإن كان الفريق الثاني كان أقرب إلى الصواب0

وهكـــــــــذا نرى من الواجب الوقوف أمام كل من يُخلُ أ ويحــــور في الثوابت والمسلمــــات وأصول وعقــــائد الناس؛وأن يتعامل معه بشدة خاصة إذا بان بأنه يطرح شبهات ولا يحاور أو يناظر؛بل صاحب مُراوغة وهرب أو جاهل 00 فهؤلاء لا يناظرون0