كيف أقيد لساني
أحبتي في الله احفظوا ألسنتكم فمن أراد أن يتكلم فليقل خير أو ليصمت , لا يستهوينه الشيطان فيغويه ويوقعه في حمأة الرذيلة بكلمة نابية تصدر منه , فإن عثرت اللسان وسقطاته تورد المرء موارد الهلاك , ولذا كان اهتمام الإسلام بموضوع الكلام وأسلوب أدائه عظيماً فقد قال تعالى لا خير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلح بين الناس ومن يفعل ذلك إبتغاء مرضت الله فسوف نؤتيه أجر عظيما وعن أبي سعيد الجدري يرفعه عن النبي (( إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلها تكفر اللسان , فتقول : اتق الله فينا , فإنما نحن بك , إن استقمت استقمنا , وإن اعوججت اعوججنا )) .
أحبتي في الله اعلموا أنكم محاسبون عن كل كلمة تخرج من أفواهكم , فإذا أردتم الكلام في شيء فتذكروا دوماً قوله تعالى ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وتذكروا أيضاً وصية معلم البشرية لمعاذ بن جبل في الحديث حيث أخذ رسول الله بلسانه وقال (( كف عليك هذا )) قال معاذ يانبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟! قال (( ثكلتك أمك يا معاذ , وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم )) .
إخواني في الله إن عثرات اللسان لا تنحصر في حد معين , وإنما هي أنواع كثيرة , فمنها ما يؤدي إلى الكفر كالإستهزاء بدين الله وكتبه ورسله أو العلماء والدعاة أو شيء من شرعه , ومنها ذلك كالغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور وما شابة ذلك , فكلها من كبائر الذنوب .
أخي في الله إن أردت أن تجرب نفسك ولسانك وما يخرج منه عبارات فتأمل في نفسك وقت الغضب وأنظر إن قدرت أن تملك لسانك وقت الغضب فاحمد الله وإن لم تقدر فعود نفسك ودربها على أن تقدر أن تتحكم في لسان وأن لا تدع للشيطان فرصه أن يوقعك في مهاوي الردى من الألفاظ السيئة ورحم الله عبدالله بن المبارك عندما قيل له اجمع لنا محاسن الخلاق فقال رحمه الله ترك الغضب ورسولنا وقدوتنا يقول (( من ضمن لي ما بين فخذيه وما بين فكييه ضمنت له الجنة )) .
مواقع النشر