احبتي،،، للمقارنة
احببت عرض موضوع نشرته جريدة الرياض قبل خمسة سنوات
الجمعة 18 المحرم 1427هـ العدد 13752
تقع وسط منطقة ذات جذب سياحي
اكتشاف آثار في جبال القهر بجازان تعود لأكثر من 4000 سنة
رسومات لحيوانات تعود الى 4000 عام
جازان - تحقيق - انور خواجي ومحمد مجيري
تزخر منطقة جازان بالكثير من المواقع الأثرية المتنوعة حيث تتكئ المنطقة على موروث حضاري بديع ولا يمر يوم إلا ونجد موقعاً أثرياً جديداً أو تُكتشف حفريات أو نقوش ورسومات تعود لآلاف السنين ومازالت المنطقة بكراً في هذا الجانب وتحتاج إلى الكثير من الدعم والخبرات الآثارية لاكتشاف مكنوناتها وأسرارها في هذا المجال الخصب.
ومن هذا المنطلق قامت «الرياض» بجولة على آثار جبال القهر النائية الواقعة شمال محافظة بيش وتتبع لمحافظة الريث السياحية الجبلية ذات المناظر الخلابة والشلالات المتدفقة والغابات الكثيفة وقد عثر عدد من المواطنين هناك على بعض الرسومات القديمة في أحد الكهوف النائية بجبال القهر وقد قامت لجنة من وحدة الآثار والتراث بجازان بزيارة لتلك المواقع النائية وقد تكوّن الوفد من الأستاذ فيصل بن علي الطميحي مدير الوحدة والاخصائي في الآثار ومدير المتحف الأستاذ حيدر بن زيد وقد التقت «الرياض» بالأستاذ فيصل الطميحي الذي حدثنا عن آثار جبال القهر التي تم اكتشافها حديثا فقال: تقع جبال القهر الى الشرق من محافظة صبيا وتتبع لمحافظة الريث وقد وصلنا اليها عبر الطريق المعبد من محافظة بيش شمالاً ثم الاتجاه الى مفرق مركز الحقو وتبعد حوالي 70 كيلاً عن المحافظة عبر طريق وعر يمر بسلسلة من الجبال الصلدة «البازلت» وفي الطريق تواجهنا قرية اسمها «الرهوة» وبها بعض المنازل المتناثرة ويقودنا الطريق الى قمم الجبال العالية الى موقع يسمى «الواديين» وهو عبارة عن حقول زراعية وسط حوض كبير تحيط به جبال رسوبية ذات تشكيلات جيلوجية رائعة تحيط بها المناظر الطبيعية والسياحية الجذابة من كل اتجاه حيث يكثر هطول الأمطار هناك.
وفي الركن الجنوبي الغربي للحقول الزراعية وجدنا تشكيلا جيولوجيا عبارة عن هبوط في الصخر نتج عنه ما يشبه القوس الكبير وتوجد فوهة في الشمال توحي بأنها باب مغارة وأسفل منها إلى اليمين يوجد بعض التكوينات التي قد تكون مقابر
إلا اننا لم نستطع الوصول إليها والتحقق منها لصعوبة تضاريسها حتى بالسير على الأقدام.
ويواصل الأستاذ فيصل الطميحي حديثه ل «الرياض» فيقول: وصلنا إلى موقع يسميه الأهالي «الشَّرقي» في وسط جبال القهر العالية ذات التضاريس الصعبة بعد مشقة والموقع الأثري المكتشف عبارة عن كتلة صخرية كبيرة أدت بها عوامل الجرف والتعرية إلى جعلها تبدو على شكل كهف وبالبحث بالعين المجردة وجدنا رسوماً ملونة لأكف مختلفة الأحجام ولأكف كاملة مع الساعد إلى منتصفه حيث جرى نثر اللون الأحمر من الخارج على الكف والساعد الملاصقين ونتج عن ذلك تكوَّن الطبقات الملونة.
ويصعب رصد تاريخ تلك الرسومات الملونة ولكن ومن واقع الخبرة والتجارب في مجال الآثار نقول إن تاريخها قد يتراوح ما بين 4000 إلى 6000 سنة من الآن وذلك لمجاورتها لنقوش صخرية أخرى تنتمي إلى هذه الفترة بعد مقارنتها مع غيرها من النقوش الصخرية المكتشفة في مناطق المملكة الأخرى وتعود هذه الآثار المكتشفة في جبال القهر إلى العصر الحجري الحديث مما يدل على تاريخ المنطقة الموغل في القدم وبالبحث داخل تلك الكهوف يوجد قبران أثريان أحدهما دائري كبير والآخر صغير غير منتظم الجوانب لكنه مغطى تماماً أما القبر الكبير فمكشوف عنه بعض أحجاره التي تغطي فتحة القبر ويتضح خلال الفوهة بعض الهياكل العظمية التي لا نستطيع تحديد تاريخها إلا بعد إجراء التحاليل اللازمة ولكن من خلال شكل القبر وطريقة الدفن يتضح لنا أن القبر غير إسلامي وعلى الأرجح أن القبرين ينتميان إلى نفس فترة الرسومات والنقوش المكتشفة حديثاً.
وفي موقع آخر قريب من الموقع المسمى «الشرقي» يوجد موقع آخر ولا يبعد سوى مسافة بسيطة عن الموقع الأول ووصلنا إليه عبر الأقدام لأنه أفضل وأيسر من استخدام السيارة وقد وجدنا به نقوشاً صخرية لرسوم آدمية وحيوانية عبارة عن وعول وأبقار نفذت بطريقة الحز وأخرى عن طريق التفريغ وإلى الشمال من نفس الموقع عثر الوفد الآثاري على رسوم ملونة لحيوانات أخرى وبعض النقوش الصخرية وتنتمي إلى نفس الفترة «العصر الحجري الحديث».
ويؤكد مدير وحدة الآثار بجازان في ختام هذا التحقيق الممتع والمثير إلى أن هذا الاكتشاف الأثري الحديث يؤكد أن تاريخ المنطقة موغل في القدم ويؤرخ لفترة مهمة من تاريخ منطقة جازان وتكاد تكون الرسومات والنقوش المكتشفة والموجودة في هذا الموقع هي الوحيدة من نوعها في منطقة جازان حتى اليوم علاوة على المقابر الغريبة وآمل تكليف فريق عمل مزود بكافة المعدات والأجهزة اللازمة لدراسة واستكشاف تلك المواقع التي يبدو أنها غنية جداً بغير هذه الآثار المكتشفة سيما وأن هذه المواقع الأثرية تقع وسط منطقة جذب سياحي رائعة ومناظر خلابة مما يزيدها جمالاً وبهاءً وأهمية كونها مناطق سياحية جديدة ذات غابات كثيفة وأودية واسعة متدفقة تجري فيها السيول طوال العام والشلالات العالية المتدفقة مثل شلالات وادي لجبْ الشهيرة بمحافظة الرَّيث وهي دعوة توجهها «الرياض» لزيارة هذه المواقع الأثرية والسياحية الجميلة والحالمة من قبل المختصين في الهيئة العليا للسياحة.
رحلة إلى أعجب قرية في المملكة - إبراهيم سرحان
مواقع النشر