باندا آتشيه محمد عطيف (سبق) : كان صباح الأحد 26 ديسمبر 2004م موعدًا لواحدة من أقسى الكوارث الطبيعية ربما في تاريخ العالم وتحديدًا في العديد من الدول التي ضربها المد البحري الهائل (التسونامي) ومنها إندونيسيا وتحديدًا في إقليم (آتشيه) الواقع في أقصى شمال جزيرة "سومطرة" الإندونيسية حيث لقي الآلاف مصرعهم بعدما وصل ارتفاع الأمواج إلى قرابة 30 مترًا.
هذه الكارثة من المستحيل أن ينساها من عاناها تحديدًا فهي مليئة بالقصص المؤثرة ومازال وقعها حاضرًا حتى بعد مضي قرابة 13 عامًا على وقوعها.
الإقليم الذي أعيد إعماره تمت المحافظة على بعض آثار التسونامي وحولت إلى مزارات سياحية يعرفها الكثير.
إندونيسيا أنشأت متحفًا جميلاً ليكون مصدر المعرفة الموثقة علميًا للزوار لهذا الإقليم الجميل والمعروف بخصوصيته الإسلامية وأنظمته التي تضع العديد من القوانين تطبق فيها تعاليم الإسلام على برامجها السياحية المتاحة للزوار.
الجولة داخل المتحف تبدأ بالدخول عبر نفق ينقل لك الإحساس كأنك في اللحظات الأولى تحت الأمواج وبدايات الغرق كما يصف ذلك المرشد المصاحب لنا. كما ستشاهد في جولتك مخططًا ينقلك عبر الشاشات التفاعلية واللوحات المجسمة وما يعرض خطوة بخطوة ليعطيك صورة كاملة ويفسر لك بشكل علمي كيف حدثت الكارثة. كما يتيح لك فرصة قراءة قصص العديد من الناجين ويبرز أيضًا كيف رصد الإعلام العالمي الكارثة.
كما ستشاهد قاعة كتبت عليها أسماء من رحلوا في الكارثة وتسمع تلاوة القرآن الكريم بشكل مستمر في تلك القاعة. ثم تنتقل للصعود عبر جسر في إشارة للعودة للحياة لتدخل في قاعة أخرى بها أعلام جميع الدول التي شاركت في الإسعاف والدعم والإغاثة وإعادة الإعمار.
أيضًا يوثق المتحف كيف حصل الصلح بين الإقليم وحكومة جاكرتا بعد الكارثة. أيضًا من المعلومات أن سطح المتحف تمت تهيئته ليكون ملجأً في حال عودة التسونامي حيث يستوعب قرابة عشرة آلاف شخص.
كما يوفر المتحف لوحات مجسمة ثلاثية الأبعاد تضع الزائر في قلب الحدث وكيف وصل التسونامي والكارثة وهروب الناس بشكل مؤثر جدًا حيث بلغ ارتفاع الأمواج قرابة 30 مترًا.
ويضم المتحف العديد من بقايا ما حمله التسونامي من أغراض الناس كمذياع وأجهزة عديدة. وكيف كان الزلزال مؤثرًا؟ وكيف لم تكن هناك تحذيرات كافية ربما لكون البلد تواجه زلازل مثل ذلك وبالتالي كان يظن أنه سيكون مثلها. وتشير العديد من اللوحات إلى قصة متداولة كيف أن انحسار المد بشكل سريع جدًا أغرى الكثير بالدخول لالتقاط الأسماك ثم فجأة عاد الموج وابتلعهم بالسرعة نفسها.
يُذكر أن المد البحري الهائل (التسونامي) الذي حدث في قبل أيام من نهاية 2004م قد اجتاح 14 دولة ونتج من ذلك بحسب التقديرات الدولية وفاة قرابة 300 ألف شخص نصفهم على الأقل من إندونيسيا الدولة التي كانت الأكثر تضررًا في أكثر من إحدى عشرة بلدة حيث بدأ بزلزال عنيف تحت مركزه تحت البحر وتسبب في حدوث موجات مد بحري مدمرة على طول الساحل الغربي لجزيرة "سومطرة" الإندونيسية ومعظم السواحل اليابسة المطلة على المحيط الهندي.
ووفقًا لتقارير من المتحف نفسه يعد التسونامي مجموعة من الأمواج العاتية التي تنشأ من تحرك مساحة كبيرة من المياه، مثل المحيط ويحدث أيضًا نتيجة الزلازل والتحركات العظيمة سواء على سطح المياه أو تحتها.
وقد يبلغ الطول الموجي للتسونامي في أعماق المحيطات 200 كيلومتر (120 ميلاً)، حيث قد تتحرك الموجة بسرعة تتجاوز 750 كم في الساعة. وقد لا يكون ملحوظًا إلا في أوقات يصعب معها التحرك بإجراءات استباقية للكارثة.
وستُقدم لكم "سبق" لاحقًا العديد من تقارير الناجين من هذه الكارثة.
تصوير: عبد الملك سرور
مواقع النشر