بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
قراءة للمواجهة المرتقبة بين حزب الله وإسرائيل
يبدو من الخطأ الفادح النظر إلى حادث الاشتباك المسلح بين الجيشين اللبناني والإسرائيلي الذي وقع في الثالث من الشهر الجاري، بمعزل عن "التسخين" الحاصل للجبهة المتوترة أصلا.
فقد توالت ردود الفعل الإسرائيلية على الاشتباك، وحملت مصادر سياسية نافذة حزب الله المسؤولية عنه، بالرغم من عدم ثبوت مشاركة عناصره بصورة مباشرة، في ضوء ما أسمته تل أبيب "تغلغل" عناصره داخل صفوف الجيش اللبناني.
وبغض النظر عن التفاصيل الميدانية للحادث، فإن العنصر الأكثر خطورة فيه بالنسبة لإسرائيل، يتمثل في دخول الجيش اللبناني على الخط، وبالتالي ارتفاع فرضية أن يكون فاعلا مؤثرا في أي مواجهة مرتقبة على أرض الجنوب اللبناني، بعكس ما كان عليه الحال في مواجهات سابقة، حين اقتصر دوره على إحصاء الخروق الإسرائيلية فحسب.
دلالات الاشتباك الأخير
ولهذا يحمل اشتباك "العديسة" دلالة في غاية الأهمية لكونه جاء بمثابة "جس نبض واستطلاع مواقف وبناء ذهنية معينة" تريدها إسرائيل لتبني عليها في الحرب المقبلة على لبنان، وبالتالي جاءت المبادرة الإسرائيلية بالتحرش بالجيش اللبناني اختبارا لاستعداداته للحرب المحتملة، وأين سيكون موقع الجيش فيها.
أكثر من ذلك، فقد جاء الاشتباك "محاولة استفزازية" لحزب الله، لاختبار تصرفه عندما يكون الجيش اللبناني في الميدان، علما بأن اشتباك "العديسة" كاد يتحول بنظر بعض الخبراء الإسرائيليين إلى عدوان شامل على لبنان، بعد أن أخرج الجيش الإسرائيلي فور وقوع الاشتباك خطته العسكرية القاضية بتدمير كافة مواقع الجيش اللبناني في الجنوب، وإلحاق تدمير لا يمكن إصلاحه بهذه المواقع، بما سيؤديه ذلك من ردة فعل من قبل الجيش اللبناني ومقاتلي حزب الله.
هنا يبدو منطقيا التشديد على أن الاشتباك كان يهدف لإيصال رسالة للجيش اللبناني لردعه عن القيام بأعمال "استفزازية" على جانب الحدود، مما يعني بصورة أو بأخرى أن "الاشتباك القادم" سيكون مغايراً تماماً لما انتهى إليه اشتباك العديسة.
الاشتباك "محاولة استفزازية" لحزب الله، لاختبار تصرفه عندما يكون الجيش اللبناني في الميدان، علما بأن اشتباك "العديسة" كاد يتحول بنظر بعض الخبراء الإسرائيليين إلى عدوان شامل على لبنان
استعداد الحزب للحرب
في مثل هذه الأيام قبل أربع سنوات، وتحديدا بتاريخ 12 أغسطس/ آب 2006، اتخذ مجلس الأمن الدولي القرار رقم 1701 الذي أدى إلى وضع حد للمعركة التي استمرت 34 يوماً متواصلة، وتم خوضها بين إسرائيل وحزب الله، وباتت تعرف باسم "حرب لبنان الثانية".
هذه الحرب التي شكلت "فيتنام إسرائيل"، حين حاولت إخضاع "تنظيم عصابات" بواسطة القصف المدفعي والجوي، واستخدمت قواتها بصورة تدريجية متدحرجة، بينما انكسرت الرغبة الشعبية في ظل تنامي عدد المصابين، واستخدمت القوات بصورة غير صحيحة، وجاء إنهاؤها دون نصر إسرائيلي، ودون أن تتمكن الحكومة من مجرد الادعاء بالنصر، وتسبب ذلك للدولة بمشاكل داخلية وخارجية، وأدى إلى نهاية أسطورة الردع الإسرائيلي، وطرح علامات سؤال حول وجود إسرائيل، ودورها في خارطة الشرق الأوسط.
وباتت نتائج الحرب بعد مرور أربعة أعوام واضحة أكثر على الصعيد الإسرائيلي، وبرهنت حدود القوة والقيود التي تكبلها، خصوصاً إن لم تجد قيادة حكيمة ذات خبرة قادرة على استخدامها، واستحالة هزيمة المقاومة، خصوصاً إن توفرت لها الإرادة والإمكانيات والدعم والعمق الإقليمي.
وبالتالي فإن التقدير الإسرائيلي لاستعداد حزب الله للمواجهة القادمة، كما ونوعا، يأخذ بعين الاعتبار ما يعتبر "خسائر" فقدها الحزب خلال الحرب الأخيرة، ومن أهمها:
1- تدمير الضاحية الجنوبية التي شكلت مقر القيادة المركزية للحزب.
2- تدمير جميع المواقع العسكرية على طول الحدود.
3- تدمير المئات من الأهداف التي تعتبر داعماً لوجستياً ومدنياً للحزب.
4- مسحت منازل المئات من نشطائه عن وجه الأرض.
في المقابل، فقد نجح حزب الله في عدد من المحطات اللافتة ضد إسرائيل، ومنها:
1- الحفاظ على إطلاق زخات يومية من القذائف الصاروخية.
2- مفاجأته الحقيقية باستهدافه للبارجة البحرية "حانيت" .
3- إطلاق الصواريخ الأرضية التي استهدفت الجنود الإسرائيليين، وأسفر ذلك في النهاية عن مقتل 119 جندياً إسرائيلياً، وإصابة 45 دبابة بقذائف مضادة للدروع متطورة ومحسنة الأداء.
ومع ذلك، فإن قراءة للواقع الميداني على الجبهة التي قد تشهد في أي وقت مواجهة مفترضة، تشير إلى رغبة حزب الله الحثيثة في ترميم قواته العسكرية، لاسيما في مجال القوى البشرية والكادر المقاتل، إلى جانب اللجوء إلى وسائل قتالية وأساليب حربية جديدة، تتناسب مع الواقع الميداني الجديد الذي بات معروفا في الجنوب اللبناني.
أكثر من ذلك، فقد تطلب الأمر -وفقا لتقديرات إسرائيلية عسكرية وأمنية- من حزب الله، استحداث طرائق واتجاهات جديدة، من شأنها تقديم إجابات عملية ميدانية للتحديات التي باتت ماثلة أمامه، لأن على مقاتليه في موجة القتال القادمة مع الجيش الإسرائيلي أن يتمرنوا ويتدربوا على فرضية "الاجتياح الإسرائيلي الكامل للجنوب اللبناني"!
هنا بالذات، يقر الإسرائيليون "بمرارة" أنه بالرغم من الصعوبات التي واجهت الحزب عقب انتهاء الحرب، فقد أحسن استخلاص عدد من الدروس، وخرج بمجموعة من التوصيات، دلت على أنه درس يوميات الحرب جيداً، وأنه بصدد التوجه فعلياً لتطبيق ما استخلصه على أرض الواقع في المواجهة القادمة.
وبالإمكان هنا تقديم استعراض تقديري لأبرز مفاصل القوة والاستعداد التي باشرها حزب الله:
1- القوى البشرية، حيث أفسح الحزب المجال للقيام بحملة تجنيد واسعة النطاق، وتم استيعاب معظم الرجال من القرى اللبنانية في منطقة الجنوب، وإرسالهم إلى مخيمات تدريب عسكري، مما يعني أن ما ستواجهه الوحدات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي في المواجهة القادمة سيتركز في ألوية وكتائب عسكرية من مقاتلي حزب الله لم يواجههم من قبل.
يقر الإسرائيليون "بمرارة" بأنه رغم الصعوبات التي واجهت حزب الله عقب انتهاء الحرب، فقد أحسن استخلاص عدد من الدروس، وخرج بمجموعة من التوصيات، دلت على أنه درس يوميات الحرب جيدا
2- الوسائل القتالية، اعتمدت البنية الأساسية للجهاز التسليحي لحزب الله على عدة مركبات ووسائل، تركزت معظمها على أنواع ومديات مختلفة للقذائف الصاروخية التي يمتلكها، وهي من إنتاج روسي وسوري وإيراني بالدرجة الأولى، وتتراوح مدياتها بين 20 و250 كيلومترا، وجزء أساسي منها مزود برؤوس متفجرة متقدمة.
وقد أثبتت هذه الصواريخ فعالية فائقة، حين نجح الحزب في استهداف الجبهة الداخلية الإسرائيلية، ووضع عوائق فعلية أمام أي تقدم ميداني لقوات الجيش الإسرائيلي في ساحة المعركة، علماً بأن الحزب لا يمتلك حتى كتابة هذه السطور جهازاً ذاتياً لإنتاج خاص لمثل هذه القذائف، في ضوء اكتفائه بما يأتيه من المصادر الخارجية.
وإذا كانت إحصائيات صيف عام 2006 شهدت امتلاك حزب الله لـ12 ألف قذيفة صاروخية، فقد ارتفع العدد في أغسطس/ آب 2007 إلى عشرين ألفا، وفي منتصف 2008 قدرت المصادر الاستخبارية ما يملكه الحزب بـ42 ألف صاروخ.
ووفقاً للخطط المستقبلية التي أعدها الحزب لمواجهة مفترضة مع إسرائيل، فقد تمكن من امتلاك كميات كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى، وحسب التقارير التي أعدها جهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية فإن هذه المرحلة تعتبر "ذروة" التسلح لحزب الله.
3- التدريبات الميدانية، قام الحزب خلال السنوات الأخيرة بحملة تجنيد واستيعاب لمئات، وربما لآلاف من العناصر الجديدة إلى صفوفه، لما يلزم من تحضيراته لخوض حرب استنزاف طويلة الأمد مع إسرائيل، وهو ما يتطلب إعداداً وتأهيلاً ميدانياً لهم، ويتم هذا في ضوء تجهزه لمختلف الوسائل القتالية الجديدة، التي من شأنها منحه تفوقاً ميدانياً في حالة خوضه لأي مواجهة.
ومن التدريبات التي خاضها هؤلاء إطلاق القذائف الصاروخية ذات المديات متوسطة والبعيدة، وجمع معلومات أمنية والقيام بعمليات "تخريبية"، وبتعبئة الفراغات التي وقعت في صفوف الحزب عقب الحرب، تجنيد كادر مؤهل متمرس لمختلف عناصره بانتظار يوم إصدار القرار!
4- الانتشار الجغرافي، جاءت معالم الانتشار الميداني الجديد لحزب الله على النحو التالي:
أ- تحويل القرى اللبنانية الملاصقة للحدود مع إسرائيل إلى "ثكنة" عسكرية متقدمة له، ولجمع المعلومات الأمنية اللازمة، وهي طريقة قام عليها عناصر ليسوا مسلحين، لكنهم مجهزون بكاميرات تصوير، ومناظير بعيدة المدى، وساعة بعد ساعة يتم إرسالهم للحصول على الصور اللازمة.
إضافة لذلك، أبلغ عن قيام الحزب بعملية بناء مكثفة لمباني محاذية للحدود، أعدت خصيصاً لـ:
1- مساعدته في تنفيذ العمليات التي قد يقررها وقتما شاء ضد إسرائيل
2- خط الدفاع الأمامي في القتال ضد إسرائيل.
ب- بالتمركز في قلب القرى اللبنانية لسببين هامين:
1- انتشار قوات "يونيفيل" في المناطق المفتوحة، وامتناعها عن القيام بعمليات التمشيط داخل تلك القرى، لمنع الاحتكاك مع عناصر تلك القوات، وحجم التأييد الذي يحظى به الحزب في أوساطهم.
2- المناطق الحرجية باتت مكاناً مكشوفاً للجيش الإسرائيلي، كما حصل في حادث اقتلاع الشجرة الأخيرة التي تسببت في اشتباك "العديسة"، ولم يعد مجدياًَ من الناحية العسكرية والأمنية التمترس فيها، لذلك يرى الحزب أن الأفضل له أن يكمن في المناطق السكنية المبنية، بحيث يستغلها في حدثين هامين:
1- إطلاق القذائف الصاروخية من داخلها.
2- مفاجأة القوات الإسرائيلية لأي قتال بري قد يحصل بين الجانبين.
ولذلك، فإن كل قرية من القرى الـ160 المنتشرة إلى الجنوب من الليطاني تحولت إلى قاعدة عسكرية مكثفة ومحصنة، لتصبح جزءاً من الجهاز الدفاعي الأمامي لحزب الله، فقد بنى فيها شبكات أرضية من الأنفاق القتالية، وتخزين الأسلحة، وغرف قيادات المناطق والاستخبارات العسكرية، والوحدات الهندسية بداخلها، وجميعها طواقم مدربة ومعدة جيداً للعمل في ظروف الأنفاق تحت الأرض.
كما أقام الحزب -وكل ذلك وفقا لتقديرات إسرائيلية تم تسريبها في الآونة الأخيرة- شبكات اتصالات سرية متقدمة، لتفعيل التنسيق الميداني بين مختلف وحداته القتالية وأذرعه الأمنية، وقيادات مناطقه المنتشرة في الجنوب، وتقديم الدعم اللازم والمساعدة المطلوبة لأي وحدات تطلب النجدة وقت المواجهة.
من الواضح أن اشتباك "العديسة" لم يحدث انقلابا في الاستعداد الميداني لدى الجانبين، بقدر ما نبههما إلى حقيقة أن "الصاعق" لانطلاق المواجهة قد يكون أقرب مما يتوقعان، حتى لو لم يريدا هذه المواجهة
رؤية إسرائيل لشكل المواجهة
بات من المسلم به في قناعات قيادة الجيش الإسرائيلي وحزب الله على حد سواء، أنه سيتعرض -عاجلا أم آجلا- لعملية برية واسعة، مما دفعه لبناء قوته العسكرية وفقاً لهذه الفرضية، وشملت تدريباته وتجهيزاته الاستعداد جيداً لهذا الواقع المقبل.
ولذلك شهدنا مثلاً رغبة منه في نقل ميدان المواجهة المقبلة من المناطق المفتوحة إلى مركز القرى المكتظة بالسكان، فإذا ما أراد الإسرائيليون قطع الطريق أمام مقاتلي الحزب لإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه مدن الشمال، فسيتطلب منهم القتال في مناطق سكنية مزدحمة، وفي أكثر من نقطة قتال في آن واحد.
في المقابل، فإن الفرضيات الإسرائيلية لطبيعة المواجهة القادمة من حيث شكلها وحجمها ورقعتها ومداها، دفعت بحزب الله إلى أن يركز كل قدراته العسكرية لتهديد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، والتنامي الآخذ في كميات القذائف الصاروخية بأنواعها المختلفة ومدياتها المتعددة، لتحقيق عدد من أهدافه الإستراتيجية:
1- منع سلاح الجو الإسرائيلي من الحصول على ثمن إستراتيجي باهظ خلال مجريات الحرب المقبلة، وبالتالي يأتي الجهد الذي يبذله الحزب لنشر كميات كبيرة من القذائف الصاروخية طويلة المدى في مختلف أنحاء لبنان، ويعمل على إنتاج مئات القذائف، من أجل "شل" قدرات الطيران الإسرائيلي، والحيلولة بينه وبين تحقيق نتيجة مستقبلية هامة تتلخص في عدم استهداف العمق الإسرائيلي بضربات موجعة.
2- المحافظة على إطلاق قوة نارية مكثفة، حتى لو وقع ذلك في ظل نجاح لوصول ميداني للجيش الإسرائيلي إلى الجنوب اللبناني، مما قد يعمل على تقوية انتصار الحزب في المواجهة القادمة، رغم قناعة حزب الله بأن الجيش الإسرائيلي قادر من الناحية العملياتية على احتلال الجنوب، كما فعل ذلك عدة مرات سابقة في الماضي، وعلى المس بصورة مؤلمة بقدرات الحزب الصاروخية.
3- نشر مشاهد الدمار واستهداف مرافق البنى التحتية، وتحويل حياة الإسرائيليين داخل الجبهة الداخلية إلى جحيم لا يطاق، وبالتالي يعتبر نجاحاً ظاهراً لحزب الله نقل ساحة المعركة إلى داخل إسرائيل، حيث سيسعى الحزب إلى إيصال قناعة لإسرائيل مفادها أن الإسرائيليين لن يكون حالهم مختلفاً عن حال نظرائهم اللبنانيين، وحال تل أبيب سيشبه إلى حد بعيد حال بيروت، والقصف الصاروخي الإسرائيلي للبنان سيقابله إطلاق قذائف ثقيلة ومتفجرة وبكميات كبيرة من قبل حزب الله على إسرائيل.
4- المس بصورة مؤلمة بالجبهة المدنية الإسرائيلية، مما من شأنه أن يؤثر في الروح المعنوية لـ"جيش الاحتياط" المنتشر في إسرائيل، وإضعاف حافزيته نحو القتال على أرض لبنان، وبالتالي فإن استهداف الساحل الإسرائيلي، و"غوش دان" وسط إسرائيل، من شأنه أن يجعل معظم الكادر المنخرط في صفوف الاحتياط أمام تحد كبير، هل من المنطق أن نتوجه نحو ساحة المعركة على الأرض اللبنانية فيما "البيت" مهدد من قبل صواريخ الحزب، أم أن الأفضل البقاء في البيت إلى جانب العائلة المهددة في حياتها؟
5- جعل الجبهة العسكرية الإسرائيلية تحت تهديد مكثف من قبل حزب الله، مما يسفر عن تشويش واضح في أسس العمل الذي يسلكه الجيش الإسرائيلي في ساحة القتال، ومن مظاهر ذلك استهداف القواعد العسكرية الإسرائيلية بقذائفه الصاروخية، وتهديد التجمعات العسكرية الإسرائيلية، وإعاقتها عن العمل، لتبدو منشغلة في أعمال الإنقاذ والاختفاء، والانشغال عن إرسال القوات بكثرة إلى ساحة القتال.
أخيرا.. فقد بات من الواضح أن اشتباك "العديسة" لم يحدث انقلابا في الاستعداد الميداني لدى الجانبين، بقدر ما نبههما إلى حقيقة أن "الصاعق" لانطلاق المواجهة قد يكون أقرب مما يتوقعان، حتى لو لم يريدا هذه المواجهة على الأقل حاليا..
وهنا يبدو مهما الإشارة إلى حملة استخلاص الدروس والعبر للاستفادة من حرب لبنان الثانية، تحضيرا على ما يبدو "للثالثة" القادمة حتما، وهو ما وجد ترجمته في إعادة بناء قوات الجانبين، وتشكيلاتهما العسكرية، بما يتلاءم مع المعطيات المستجدة، مما يجعلهما منشغلين أكثر من أي وقت مضى بالعثور على إجابات عملية تقدم حلاً منطقياً لما يعده كل طرف للآخر في قادم الأيام
مواقع النشر