حذر الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، ملاك الأراضي الواقعة على مشروع وسط جدة والمنطقة التاريخية ممن يرفضون الدخول في المشروع وينتظرون انتهاء الشركة التطويرية من انجاز البنى التحتية للمنطقة ومن ثم الاستفادة منها ببناء أراضيهم "بأن ذلك لن يتم مطلقا". وقال في كلمة ارتجلها خلال الحفل الذي اقامته شركة (تطوير وسط المدن) واستضافت فيه 450 مالكا للعقارات في وسط جدة "عندما سمعت بالمشروع لأول مرة قبل عدة سنوات، إبان تواجدي في إمارة عسير، فكرنا في تطوير وسط أبها وطلبنا من المختصين تقديم أفكارهم وكان من ضمنهم المهندس عبدالعزيز كامل (رحمه الله) وصاحب فكرة تطوير وسط جدة الذي شرح لي الفكرة بشكل مفصل وكنت متحمسا للفكرة، ومتمنيا أن ينتهي تطوير وسط أبها قبل تطوير وسط جدة، والآن أحثكم على الانتهاء من مشروع وسط جدة قبل البدء في مشروع تطوير وسط أبها.
واضاف سموه"مشروع تطوير وسط جدة يمثل جزءا كبيرا من استراتيجية تطوير منطقة مكة المكرمة التي تقوم على شعار (نحو العالم الأول) وتهدف إلى إعطاء مدن المنطقة الشخصية المناسبة لموقعها ونهدف إلى خلق ثقافة التفاؤل والعمل والثقة بالنفس ومعظم هذه الاهداف تتمثل في هذا المشروع".
واضاف مخاطبا ملاك الأراضي الخاصة بالمشروع "أنا لست خبيرا في الهندسة ولا الأمور المالية ولكن هنالك العشرات من الخبراء الذين سيشرحون لكم على مدى ساعات، إيجابيات المشروع، ونحن نريد من هذه المشاريع مباهاة الأمم بما لدينا من إمكانيات وقدرات مالية وإنسانية، ونحن ولدينا تلك الإمكانيات ونملك القيادة الحكيمة التي تحثنا على المشي قدما ولدينا قبل ذلك ديننا الحنيف الذي يتطلب منا أن نثبت للعالم أن دين الإسلام دين تطور ورقي، وهذه المشاريع الضخمة تعتبر فرصة عظيمة لإثبات ذلك وقد أطلقت عليها "الفرصة الذهبية للإنسان السعودي".
واستطرد قائلا لملاك العقارات "كل الإمكانات متاحة لكم ولا فرصة للتردد، وأنتم أهل لأن يكون مكانكم في العالم الأول ولن نصل إلى هنالك طالما شككنا في قدراتنا او ترددنا ولكن نحن لها بفضل القيادة الحكيمة والإمكانات الكبيرة المتوفرة".
ووعد سمو أمير المنطقة بتذليل كل العقبات التي تواجه المشروع وقال: أؤكد لكم باسم الحكومة بأنني سأذلل كل العقبات التي ستعترض هذا المشروع التنموي، وسأعمل مع سمو محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد آل سعود وامين محافظة جدة المهندس عادل فقيه لانجاز العمل بسرعة كبيرة، وأود أن أبشر كل من قرر في المساهمة بهذا المشروع بأنهم سيجدون في هذا المشروع عدة إيجابيات ومفاخر أولها خدمة دينهم ووطنهم وثانيهما بأن الريال سيعود عليهم مستقبلا بريالين وأكثر".
وكان الأمير خالد الفيصل، وأمين مدينة جدة المهندس عادل فقيه، عقدا اجتماعا مع ملاك العقارات في وسط مدينة جدة بمشاركة تحالف المطورين لمشروع تطوير وسط جدة لشرح تفاصيل المشروع وكيفية المشاركة فيه من قبل الملاك.
وحضر الاجتماع صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان، رئيس الهيئة العليا للسياحة والاثار، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد، محافظ جدة، وعدد من التجار والمستثمرين.
وفي كلمته أمام الحضور، أكد المهندس عادل فقيه في كلمة القاها نيابة عنه وكيله للخدمات المهندس خالد عقيل ان الامانة تساند المشروع الذي يهدف لتطوير وسط جدة، مشيرا الى أن الأمانة ستساهم بـ الف متر مربع للمشروع.
من جهته أكد الدكتور غسان أحمد السليمان، رئيس مجلس إدارة "شركة تطوير وسط المدن" ، أن مشاركة ملاك العقارات الواقعة في وسط جدة في المشروع اختيارية وليست اجبارية، وذلك بالأصول المملوكة التي سوف يتم تقييمها في ما بعد ويصبح الملاك شركاء في الشركة المطورة، مشيراً إلى أن العمل بالمشروع سيبدأ العام المقبل، وسوف تلاحظ مشاريع البنية التحتية خلال 3 سنوات. وتبلغ تكاليف البنية التحتية للمشروع 3,5 مليار ريال.
في الوقت ذاته، أكد الدكتور ناصر الشماع، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة سوليدير انترناشيونال، التي تشارك في تنفيذ مشروع تطوير وسط جدة، أن هذا المشروع سيشكل فرصة جديدة لتطوير وسط مدينة عريقة كمدينة جدة وتحويلها إلى مدينة حديثة ومستدامة مع المحافظة على نسيجها التراثي والتاريخي والاجتماعي على مثال ما حصل في بيروت.
وقد قام الدكتور مازن سكاف، المدير العام لشركة "إس.دي.جي" -Strategic Decisions Group في أوروبا والشرق الأوسط، بعرض المزايا التي سيحصل عليها ملاك الأراضي والعقارات الواقعة في نطاق المشروع، حيث سيتم تقييم وتثمين الأملاك من قبل شركات متخصصة ويعطى المالك بالمقابل فرصة المساهمة في المشروع بعدد أسهم مساو لسعر العقار المملوك له في تلك المنطقة.
وأضاف سكاف: 84% من أسهم شركة وسط جدة ستكون لملاك العقارات وسيتم في 3 نوفمبر تدشين المشروع ويوم 1 فبراير 2009م نهاية فترة الاكتتاب لكافة ملاك العقارات في حدود المشروع.
عكاظ
مواقع النشر