حذر ناشط دعوي المجتمع المحلي من خطورة التعامل بما وصفه "غلظة" مع متعاطي المخدرات، على اعتبار أن ذلك قد يتسبب في عدم استجابة المتعاطي ونفوره وتمرده وعدم تقبله التدخل في علاجه. ودعا الدكتور محمد الدويش أستاذ الدراسات الاجتماعية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والناشط الدعوي، إلى ضرورة التحلي باللين والرأفة وإظهار الجانب الإيجابي لديهم، وذلك في محاولة لمساعدتهم على العلاج وإبعادهم عن المخدرات وليس تنفيرهم من العلاج وزرع الاحتقان لديهم، مستندا في ذلك إلى بعض النماذج الدعوية التي حصلت في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام -. وكان مجمع الأمل للصحة النفسية، قد أعلن أخيرا أنه استقبل حتى نهاية العام المنصرم أكثر من 37 ألف حالة مرضية منها 18824 حالة تعاني إدمان المخدرات، بينها 29 حالة لفتيات.
وذكر الدويش خلال مشاركته في ملتقى توعوي يهدف إلى تدريب المرشدات الطلابيات والتربويات من جميع المراحل التعليمية ومنسوبات المدارس والإدارات النسائية، أنه يجب التعامل مع المدمن واحتواؤه وعدم الضغط عليه من خلال تجريمه بسبب التعاطي. وقال: "لا تكن عونا للشيطان على أخيك، وذلك كي تتم السيطرة عليه وتخليصه من الشيطان سواء من حيث التوعية والتوجيه أو العلاج". ويتسق حديث الدكتور الدويش مع ما يؤكد عليه خبراء العلاج النفسيين من أن التعامل مع مدمن المخدرات حساس نظراً للظروف الصحية والاجتماعية المتعلقة بالإدمان التي يمر بها،
كما أن المدمن ليس شبحاً مخيفاً ولا شيطاناً مريداً، بل هو إنسان مريض تسلطت عليه شياطين الإنس والجن في ظل تواطؤ نفسه الأمارة بالسوء فما هو إلا كالغريق الذي ينتظر من يلقي إليه بطوق النجاة. من جهة ثانية، قال حمد بن مشخص مدير العلاقات العامة والإعلام في مجمع الأمل للصحة النفسية في الرياض: إن المجمع يحرص على نشر رسالته الوقائية والتوعوية حول الخدمات التي يقدمها، إلى جانب الخدمات العلاجية والتأهيلية وبرامج الترفيه وبرامج التوعية والتثقيف الصحي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المجمع درب 700 مرشد طلابي من منطقة الرياض ومناطق أخرى.
وتناول الملتقى الذي نظمه مجمع الأمل للصحة النفسية بالتعاون مع إدارة التربية والتعليم في الرياض، واستمر عدة أيام في مدارس المملكة في الرياض، مشكلة تعاطي المواد المخدرة والاضطرابات النفسية لدى الطالبات وطرق التعامل معها. وأشار عبد الله العبيلي مدير التوعية والتثقيف الصحي في مجمع الأمل في الرياض، إلى أن الملتقى شهد أكثر من عشر محاضرات وبرامج عمل ومناقشات واسعة ومعارض توعوية ومشاركة من قبل الإخصائيات في اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والمديرية العامة لمكافحة المخدرات وعدد من الجهات وشاركت فيه أكثر من 600 موظفة من إدارة تعليم الرياض ما بين مرشدة طلابية ومشرفة تربوية بهدف تطوير مهاراتهن بكيفية التعامل لمواجهة إدمان المخدرات والاضطرابات النفسية لدى الطالبات. هذا وقد شهد المعرض التوعوي المصاحب للملتقى توزيع عدد من المطبوعات التوعوية وإقبالا كبيرا ولقي استحسان الحاضرات، خاصة معرض اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات.
المصدر : الإقتصادية - فهيد الغيثي
مواقع النشر