عمًان - رابح بوكريش (السوسنة) : لا شك أن أجهزة الأمن والمخابرات هي العمود الفقري لكل أنظمة والسؤال المطروح هو: هل تراجع نفودها وأساليب عملها؟ في الجزائر تفاجأ الشعب بأول ظهور علني لمدير المخابرات العسكرية الجزائرية اللواء عثمان طرطاق، خلال افتتاح مؤتمر الشرطة الإفريقية أفريبول بالعاصمة.
وتداول الجزائريون صور الجنرال طرطاق، بشكل واسع، عبر شبكات التواصل الاجتماعي، كما سلطت وسائل الإعلام الضوء على تلك الصور خاصة وأنها لم تألف ظهور قائد الاستخبارات العسكرية على الملأ قبل ذلك، حيث رسم الفريق محمد مدين صورة الرجل الشبح على مدار 25 عاماً من إدارته جهاز المخابرات في البلاد .
و في الاردن قضت محكمة الجنايات بعمان على مدير المخابرات الأسبق محمد الذهبي بالحبس 13 عاما وغرامة بـ 21 مليون دينار اردني ومصادرة 24 مليون دولار أخرى من أمواله؟..
كلنا يعرف الدور البارز والكبير الذي كان يلعبه رؤساء المخابرات في الوطن العربي في أيام الحروب الباردة ،فقد كانوا هم السلطة الفعلية ومن النادر أن يشاركهم أحد في القرارات الاستراتيجية أي أنهم في دائرة السلطة الفردية وكل شيئا مرتبطا باتجاهاتهم السياسية. وكان دورهم في الداخل مراقبة جميع الناس وفي جميع الأوقات، ويستخدمون لذلك أنواع مختلفة من التخويف و أجهزة التصنت والمخبرين وحتى الأقمار الصناعية ليعرفوا ماذا تفعل، وما الذي تشتهيه وترغب فيه، وما تهمس به في أذن زوجتك، ومواقفك السياسية طبعا...
وهذه المعلومات تحفظ عند مسؤولي هذا الجهاز وتستخرج عند الضرورة. أما دورهم خارج الوطن فهو يختلف من بلد إلى أخر. فعند الدول الديكتاتورية يستغل في المهمات القذرة من قتل و اختطاف وترعيب.
أما عند الدول الأخرى فدورها يكمن في التجسس على الأعداء والأصدقاء في جميع المجالات تقريبا. إما في الزمن الراهن وفي ظل ثورة المعلومات والاتصالات فقد سهل عليهم المهمة أصبح التجسس إلكترونيا ونظرا إلى وجود المحكمة الجنائية الدولية التي تستطيع أن تحاكم أي مسؤول أرتكب جرائم ،تغير أسلوب عملها إذ أصبح يخضع للدستور والقوانين. و مع ذلك مازالت بعض التجاوزات لكنها ليست كما كانت في زمان الحروب الباردة.
مواقع النشر