المرحلة الوصفية وهي المرحلة التي اتفق العلماء علي تسميتها "مرحلة علم الأجنة الوصفي" حيث اقتصرت هذه المرحلة الطويلة التي تقدر بخمسة وعشرين قرناً قبل الميلاد علي وصف الملاحظات المتعلقة بمظاهر تطوير الجنين مع محاولة تفسيرها بطرق متنوعة. وكان غياب المنطق أمراً طبيعياً مع انعدام وجود الأجهزة التي يمكن أن تساعد العلماء الدارسين علي فهم حقيقة التطورات التي تمر في حياة الجنين.
ثم جاء أرسطو وكان مشغولاً بمسألة الولادة وتكوين الكائنات الحية وكتب كتاب "تكوين الحيوانات" هذا الكتاب قوبل بالإعجاب رغم ما فيه من الأخطاء الحتمية التي لم تكتشف إلا قبل القرن التاسع عشر. هذا كله بعد ازدياد الصلة بين مصر واليونان.
أما عن عصر صدر الإسلام فقد جاء القرآن بالتحدث عن الجنين وكذلك رسول القرآن وأصبح هذا التحدث من العلوم النظرية إلا ما فتح الله عليه من الفهم ولكن كانت هذه المعرفة في حدود النظر فلم يختلف الطب وبالذات طب الأجنة عما كان عليه قبل الإسلام لكنه منذ مطلع العصر الأموي بدأ يتخذ خطاً جديداً بنقل هذه العلوم القديمة من يونانية وفارسية وهندية إلي اللغة العربية.
وكان علي رأس هذه الترجمة خالد بن يزيد بن معاوية فنبغ بعد ذلك علماء أمثال علي بن عباس والرازي وابن سينا الزهراوي.
فهذا الطب الطب الإسلامي من حيث قوميته طب يوناني عربي بدأ بأبقراط وأرسطو وانتهي بابن سينا. ومن حيث تاريخ التفكير العلمي طب الكليات والاستنتاج وهو العهد الذي سبق عهد الاستقراء والتجربة. ومن حيث ناحية الزمن طب وسيط يقع بين الطب العتيق الذي انتهي بطب قدماء المصريين وبين الطب الحديث الذي بدأ في عصر النهضة. ومن حيث التطور الطبي يعد طب الخبرة المنظمة بعد أن كان خبرة بحتة وقبل أن يكون هو في العصر الحديث الطب التجريبي.
ثم غفل المسلمون تعاليم دينهم التي تدعوهم إلي الأخذ بوسائل العلم بنوعيه النظري والعملي فقامت المدنية مرة أخري في أوروبا في القرن السابع عشر بمولد العلم التجريبي الذي بدأ باختراع المجهر وهي المرحلة التجريبية.
وبدأ ازدهار علم الأجنة حقيقة في هذا القرن بفضل كثير من العلماء أمثال فابريسيس 1621م. وهارفي 1651م. ومالبيجي 1672م.
ثم جاء القرن الثامن عشر فكان قنطرة عبور إلي علم الأجنة الصحيح وكثرت الأبحاث والدراسات والمؤلفات حوله ومن هذه الدراسات التي ألفها الإنجليزي بلفور 1851م 1882م حول "كتاب علم الأجنة المقارن" نتيجة لتجاربه الخاصة.
ومن الأحداث المهمة في هذا القرن تحسين المجهر الضوئي واكتشاف الخلية: وانها الوحدة الأساسية في بناء الكائنات الحية.
وفكرة التطور العضوي للحيوان المنوي في أواخر هذا القرن مازالت غامضة ومتضاربة. والتخيلات عن أصل الحياة وتتابع الأحياء متنافرة متناقضة.
ثم جاء القرن التاسع عشر حيث زادت المكتشفات في علم الأجنة وعرف أن الخلية هي الوحدة الأساسية لتكوين الجنين ثم باتحاد الخلايا المتشابهة ينشأ العضو ثم باتحاد الأعضاء ينشأ الجهاز وتعمل هذه الأجهزة لصالح الجسم.
ثم خطا خطوات في معرفة اتحاد النطفتين الذكرية والأنثوية وعرفت الأمشاج واكتشف مصدر الحيوان المنوي والبويضة.
وبالجملة فقد تطور علم الأجنة التجريبي الذي أسس في القرن التاسع عشر تطوراً ضخماً في القرن العشرين فهو يمثل مجالاً علمياً مهماً جداً في البيولوجيا الحديثة.
أما القرن العشرون فله عبقريته فقد تقدم في القرن العشرين حيث أنشأ علم الوراثة وأصبح التحكم في صفات الجنين وغذائه ولون بشرته وطوله وقصره من أسهل الأمور. واكتشفت الهرمونات التي تعمل علي تثبيته في الرحم وتهيئة المناخ له.
ثم تخصص البحث في الأحماض التي تتكون منها الخلية وأصبحت هذه الدراسات شبه خيالية في فترة الكشوفات ثم عدل المجهور إلي الميكروسكوب الالكتروني الذي يكبر الشيء أكثر من آلاف المرات.
ثم كثرت التخصصات في علم الأجنة وتفرع من التخصص تخصص أدق فكلما كثرت المعلومات كثر المجهول
مواقع النشر