بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كرة القدم: السبب الرئيس في إصابات الملاعب عند الكبار والصغار
في سلسلة من الدراسات العلمية التي تم نشرها في عدد من المجلات الطبية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية تبين أن كرة القدم كانت مسؤولة عن الكثير من الإصابات عند كل من المحترفين والهواة على السواء.
وفي الوقت الذي تتنامى شعبية هذه اللعبة في جميع أنحاء العالم وخاصة في العالم العربي وفي مجتمعنا السعودي الذي تشكل هذه الرياضة الغالبية العظمى فيه فإن مثل هذ الدراسات تكون هامة جداً لأنها تساعد على التعرف على أسباب هذه الإصابات ونوعيتها وطريقة تفاديها. وقد أصدرت الفيفا (FIFA) نشرة باللوائح التي تنظم تعريف وتسجيل حالات الإصابات الناتجة عن ممارس ة كرة القدم عند المحترفين. فمثلاً الإصابة البسيطة هي التي لا تجعل اللاعب يتغيب عن اللعب والشديدة هي التي يضطر اللاعب المصاب بها أن يتغيب لمد تزيد عن ثمانية وعشرين يوماً خارج الملعب. أما الإصابات الشديدة جداً فهي التي تنهي حياة اللاعب المهنية.
وفي إحدى الدراسات القادمة من السويد تبين أن الإصابات شائعة جداً وخصوصاً بين المحترفين وخلال نهائي الدوري حيث يمكن أن تصيب ما يقارب العشرة في المائة من اللاعبين. وقد بينت الدراسة أن الكثير من هذه الإصابات كان يمكن تفاديه لو تم اتخاذ الإجراءات اللازمة.
أنواع الإصابات
تتراوح ما بين الخدوش الطفيفة إلى الكسور في بعض الحالات. ولكن كثيرا منها يكون على شكل تمزق عضلي في عضلات الفخذ الخلفية (Hanstring Muscles) وتمزق في عضلات المنطقة الأمامية من الورك (Groin injuries) وتمزف الأربطة المحيطة بالركبة مثل الرباط الصليبي الأمامي (ACL) والأربطة الجانبية في الركبة (MCL) والأربطة والأوتار المحيطة بالكاحل (Anklc sprain). وعادة ما يصاب ثلاثة من كل أربعة لاعبين بإصابة ما خلال الموسم الرياضي ولكن إذا ما كانت الإصابة شديدة فإن اللاعب يكون عرضة لنفس الإصابة في الموسم التالي حتى وإن تم علاجها.
ومن المعروف أنه في دوري المحترفين فإن هذه الإصابات تؤثر على أداء اللاعب بشكل كبير وقد تمنعه من المشاركة لفترة طويلة وتؤثر على أداء الفريق ونتائج الموسم. ولهذا السبب فهي تكون مادياً مكلفة في علاجها وفي نتائجها المباشرة وغير المباشرة.
الأطفال وغير المحترفين
بما أن هذه الرياضة هي الأكثر شعبية في المملكة فإن الإصابات الناتجة عنها هي أكثر الإصابات الرياضية شيوعاً. ولا يوجد طفل في المملكة إلا ويمارس لعبة كرة القدم إما في المدرسة أو خارجها ولذلك فهم عرضة للكثير من الإصابات الناتجة والتي قد تشمل إصابات للوجه والرأس والعنق ومختلف أنواع الجروح. أما الأماكن الأخرى فتشمل الرسغ والأصابع واليد والركبة والكاحل وغالبيتها تكون على شكل رضوض وتمزقات في بعض الأحيان كسوراً طفيفة. ولهذا فإن الدراسات تشدد على ضرورة مراقبة الأطفال الصغار طوال الوقت عند لعبهم لكرة القدم وخصوصاً الذين هم أقل من ست سنوات في العمر.
التوصيات
يجب مراقبة الأطفال وتوفير الأرضية المناسبة والأحذية المناسبة وارتداء الأربطة الطبية الواقية حول الكاحل والركبة والتشديد على منع الخشونة عند الاحتكاك داخل الملعب. وهذا أيضاً ينطبق على الكبار وعلى المحترفين في نفس الوقت. كما يجب توافر عدة اسعافات أولية وطاقم طبي قريب للتدخل عند اللزوم.
وفي حالة حدوث الإصابة لا سمح الله فإنه بجب نقل اللاعب إلى أقرب مستشفى بعد تقديم الإسعافات الأولية له لكي يتم الكشف عليه من قبل الأطباء المختصين وإجراد الأشعات اللازمة وبعد علاج الإصابة فإنه يلزم أخذ فترة من الراحة والنقاهة ثم إعادة تأهيل قبل العودة للملاعب وهو الشيء الذي قد يستمر لبضعة أسابيع أو بضعة أشهر حسب نوعية الإصابة. ولعل أكبر دليل على وجود هذه الإصابات في ملاعبنا هو ما تطالعنا به الصحف الرياضية والصفحات الرياضية عن إصابة العديد من اللاعبين في كل موسم رياضي وابتعاد بعضهم عن الملاعب لفترات مختلفة.
د.ياسر بن محمد البحيري
مواقع النشر