مــروة رزق - محيط : ارتبط الاحتفال بعيد شم النسيم بعدد من الأطعمة والمأكولات على رأسها الأسماك المملحة كالرنجة والفسيخ والملوحة، ويسرف الناس من تناول الأسماك المملحة بكافة أشكالها وأسمائها، والنتيجة الطبيعية لهذا الإسراف حدوث مشاكل صحية تتكرر كل عام.
134714.jpg
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، في حديث خاص لـ"محيط"، أن زيادة الملح في الطعام يؤدي إلى احتجاز الماء داخل الجسم فيزيد الوزن ويضر القلب, يرفع ضغط الدم، يضر الكلى والكبد، كما يزيد احتمالات السكتة الدماغية والجلطات وهشاشة العظام ويضاعف الأزمات الربوية، فبالتالي تناول هذه الأسماك قد يدمر أجهزة الجسم ويسبب الوفاة، وذلك لأن عملية تصنيع الأسماك المملحة تساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية.
وأشار بدران إلى أن هذه الأسماك قد تكون منتهيه الصلاحيه أو غير صحية، وذلك نتيجة لقلة الملح بالفسيخ أو عدم تركه وقتاً كافياً لمدة لا تقل عن 30 يوماً، كما أنه يتم تركه مكشوفاً فيتلوث بالأتربه والرصاص والحشرات كالذباب، مشيراً إلى أن أي فساد أو تلوث به لا يستطيع المستهلك اكتشافه بالعين المجردة أو حاسة الشم، لأن طبيعة رائحتها النفاذة تغطي على أي روائح فاسدة, فلا يستطيع المستهلك التعرف على التالف منها.
وعن أعراض التسمم الغذائي، يؤكد بدران أن أعراضه تبدأ بعد عدة ساعات إلى 36 ساعة من تناول الفسيخ الفاسد، أن الأعراض الأولى للتسمم تظهر بعد 8 إلى 12 ساعة من تناول الفسيخ، وهى عبارة عن زغللة في العين وازدواجية في الرؤية وجفاف بالحلق وصعوبة في الكلام والبلع وضعف بالعضلات تبدأ بالأكتاف والأطراف العليا وتنتقل إلى باقي الجسم، بالإضافة إلى ضيق في التنفس وفشل في وظائف التنفس التي من الممكن أن تؤدى إلى الوفاة.
وأوضح بدران أن سموم الفسيخ لا يبطل مفعولها إلا عند تعرضه لدرجة حرارة مائة مئوية, ولمدة عشر دقائق عن طريق القلي في الزيت, وأن الرنجة هى البديل الآمن للفسيخ, نظراً لطهيها وتعرضها للحرارة الشديدة.
وحذر بدران من تناول الفسيخ للأشخاص الذين يمثل لهم خطراً على صحتهم، وهم الأطفال والحوامل والمرضعات، ومرضى القلب والكبد والكلى وقرحة المعدة.
شم النسيم وزيادة معلات الحساسية
أفاد بدران أن شم النسيم يتزامن مع زيادة معدلات الإصابة بالحساسية؛ وذلك بسبب انتشار حبوب اللقاح في الربيع في طبقات الجو، والتي يرجع إليها إصابة 60 % من حساسية العين والأنف والصدر والجلد.
كما أكد أن تعرض الأطفال الرضع خاصة في الشهور الثلاثة الأولى من أعمارهم لحبوب اللقاح المنتشرة حالياً بكثرة، يزيد من إصابتهم بحساسية الصدر، مشيراً إلى أن أعلى تركيز لها من الساعة العاشرة صباحاً وحتى الظهيرة.
وقال بدران: "إن الفترة الزمنية التي تنتشر فيها حبوب اللقاح، تختلف من بلد إلى آخر حسب الموقع الجغرافي وطبيعة النباتات التي توجد بها وبعض الدول مثل مصر يستمر انتشارها فيها طوال العام، محدثة حساسية على مدار أشهر الصيف والشتاء والربيع والخريف".
وأضاف أن حساسية حبوب اللقاح تعد واحدة من ثلاثة تغيرات جوية، تصاحب شم النسيم وهي الاختلاف في درجات الحرارة والرطوبة وحبوب اللقاح والرياح المحملة بالأتربة، والتي تعرض الجسم لمختلف أنواع الحساسية؛ نتيجة لأنها تكون محملة أيضًا بحبوب اللقاح؛ وحساسية حبوب اللقاح هى واحدة من نوعين من الحساسية تصيب المصريين في شم النسيم، إلى جانب حساسية الفسيخ.
الخس والليمون.. وقاية
ينصح بدران بعدم الإسراف في تناول الأسماك المملحة وتناول السمك المشوي والسلطه وشرب عصير الليمون وتناول الخس البلدي.
وأكد بدران أن السموم الموجودة في الفسيخ يبطل مفعولها عند تعرضها لدرجة حرارة مقدارها 100 درجة مئوية لمدة عشر دقائق كالقلي في الزيت، والرنجة أقل خطورة؛ لأنها تتعرض للحرارة قبل تناولها، والأسماك المشوية أفضل من الفسيخ.
وأوضح بدران أن البعض يفض تناول قلب الخس تاركاً أوراقه الخارجية، مشيراً إلى أن الأوراق الخارجية أعلى فى القيمة الغذائيه من الداخل خمسين مرة.
تناول الفسيخ ولكن..
ينصح خبراء التغذية بتناول الفسيخ ولكن بشروط:
- مكان الشراء يكون من محال معروفة.
- أن يكون الفسيخ قوي ومتماسك ورائحته غير نفاذه أكثر من المقبول.
- إلا يتناول الفرد أكثر من 100 جرام.
- يجب إزالة الرأس والأحشاء وإضافة الخل والليمون لقتل البكتيريا، حيث أن هذا الوسط الحامضي لا يناسب وجود البكتيريا.
مواقع النشر