لوكسمبورج (رويترز) : اتفقت حكومات الاتحاد الأوروبي يوم الاثنين على تخفيف العقوبات على سوريا حتى يتسنى شراء النفط الخام من المعارضة على أمل توفير دعم مالي لمقاتلي المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالرئيس السوري بشار الاسد.
واتخذ القرار خلال اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد في لوكسمبورج وسيسمح للمستوردين الاوروبيين بشراء النفط من سوريا اذا أجاز تكتل يضم جماعات معارضة مختلفة هذا.
وفرضت العقوبات أولا في عام 2011 ردا على حملة الأسد الوحشية على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وبعد عامين وصل الصراع الى حالة جمود وقتل ما يقدر بسبعين ألف شخص.
وقال مسؤولون بالاتحاد الأوروبي إن تخفيف العقوبات المفروضة على النفط سيتبع بمزيد من المساعدات والدعم الآخر للمعارضين وسط مخاوف متزايدة من حدوث كارثة انسانية في المنطقة.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون للصحفيين "الوضع الانساني مقلق للغاية. المجلس (الوزاري) تبنى اليوم قرارا يسمح للتحالف الوطني السوري بالاستفادة من احتياطيات النفط والغاز بالمناطق التي يسيطر عليها."
مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون في بروكسل يوم السبت - رويترز
وستسمح القواعد الجديدة أيضا للشركات الاوروبية باستئناف الاستثمار في البنية التحتية النفطية بسوريا بتقديم الأموال للمعارضين وبيع معدات ذات صلة بالقطاع النفطي لهم.
وسيكون شراء نفط سوري مسألة معقدة نظرا للمخاوف الأمنية وتضرر البنية التحتية بسبب المعارك لكن المسؤولين يقولون انه سيتم تقديم المزيد من المساعدة المالية.
وقال عضو بارز في المعارضة السورية يوم الاثنين إن الأمر سيستغرق شهرا آخر على الأقل قبل ان يتسنى للتحالف الوطني بيع نفط خام وذلك غالبا بسبب عدم وجود حكومة مؤقتة تشرف على عمليات البيع المحتملة.
ويقول نشطاء إن معارضين إسلاميين يشتبكون أيضا مع رجال قبائل في شرق سوريا على المنشآت النفطية في ظل حالة فراغ السلطة الناجمة عن الحرب الأهلية.
وتشير أحدث بيانات حكومية أمريكية إلى أن انتاج النفط في سوريا بلغ 153 ألف برميل يوميا في أكتوبر تشرين الأول عام 2012 بانخفاض يقارب 60 في المئة عما كان عليه عند بدء الصراع في مارس اذار 2011.
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج للصحفيين في لوكسمبورج "من الضروري لنا ان نبعث رسالة بأننا مستعدون للمساعدة بطرق أخرى..بكل السبل الممكنة بما فيها السبل التي تضيف الى التمويل (الخاص بالمعارضة)."
وقال رئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو بعد اجتماع مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بروكسل التي يزورها لحضور اجتماع لحلف شمال الأطلسي ان الاتحاد الأوروبي سيقدم مزيدا من المساعدات الانسانية لسوريا.
وأضاف "يعد الاتحاد الأوروبي صفقة دعم شاملة للغاية على الصعيد الانساني لأن اللاجئين الذين رأيناهم يتزايدون بشكل هائل ومعاناتهم لا تحتمل."
ويقدر عدد النازحين في داخل سوريا بما يزيد على أربعة ملايين بينما يقدر عدد الذين لجأوا لدول مجاورة بنحو 1.4 مليون شخص.
مواقع النشر