الرياض - واس : افتتح معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف مساء اليوم أعمال المنتدى العربي الثالث لمكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية في دورته الثالثة الذي تنظمه مصلحة الجمارك السعودية على مدى ثلاثة أيام في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الإنتركنتننتال في الرياض لبحث سبل مواجهة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية والدور الرقابي الداخلي والخارجي لضمان سلامة المنتجات المحلية والمستوردة.



وأوضح معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في كلمته الافتتاحية للمنتدى أن انعقاده للمرة الثالثة على التوالي في المملكة العربية السعودية يعد امتداداً لجهود حكومة خادم الحرمين الشريفين الهادفة إلى بذل كل ما من شأنه حماية المستهلك ومكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية، مثنياً في الوقت نفسه على التعاون بين مصلحة الجمارك السعودية وجميع الأجهزة الحكومية السعودية لحماية السوق المحلية.

ورأى العساف أن للغش التجاري والتقليد آثار كارثية كبيرة على الاقتصاد وتعود الأسباب الأساسية لتنامي ظاهرته إلى نمو الأسواق وانفتاحها على جميع السلع العالمية وسعي بعض المنتجين والمستثمرين إلى الربح السهل والسريع بغض النظر عن الأضرار الناتجة عن ذلك، مشيراً إلى أن ضرر ذلك بلغ جميع الدول والمجتمعات وخاصة مايتعلق بصحة المستهلك وسلامته.

وأكد أن الآثار السلبية لتنامي ظاهرة الغش التجاري تقلق جميع الجهات المسؤولة في حكومات الدول وتمثل عبئاً كبيراً عليها وعلى المنظمات الدولية المتخصصة الأمر الذي حفزها مع القطاع الخاص الواعي للوقوف أمام هذا التيار الجارف من الأصناف والسلع المغشوشة والمقلدة وللحد من التأثير السلبي لظاهرة الغش التجاري والتقليد على نمو الاقتصاد وأدائه ومنع إعاقة الابتكار والابداع وزعزعة الثقة في الأسواق والحاق الضرر بالمصنعين والوكلاء التجاريين للسلع الأصلية.



وشدد الدكتور العساف على أن وضع استراتيجية متكاملة على المستوى الوطني والإقليمي والدولي كفيلة بوضع حد لمواجهة هذه الظاهرة من خلال تعاون جميع الجهات على المستويات الوطنية والاقليمية والدولية لمحاربة جميع حلقات سلسلة الغش والتقليد من البداية إلى النهاية في بلدان المنشأ والانتاج والتصدير والاستهلاك والنقل الدولي وبلدان الاستيراد.

من جانبه أوضح معالي مدير عام مصلحة الجمارك السعودية صالح بن منيع الخليوي في كلمته خلال حفل افتتاح المنتدى أن الجمارك السعودية حرصت على تفعيل توصيات المنتدى السابق و"إعلان الرياض" ووضعت فرقاً وخططاً لذلك لتفعيل التوصيات إضافة إلى الاستفادة من المؤتمرات والمنتديات وورش العمل التي تعقد الأمر الذي كان له بالغ الأثر في في مكافحة الظاهرة.

ودلل على ذلك بأن ما تم ضبطه من قبل الجمارك السعودية في عام 2010م خلال عقد المنتدى العربي الثاني قد بلغت 16 مليون وحدة مغشوشة ومقلدة ليقفز الرقم في العام 2011م إلى 49 مليون وحدة بزيادة بنسبة 214% واستمر في الارتفاع ليبلغ في العام 2012م 55 مليون وحدة بزيادة بنسبة 252% مقارنة بالعام 2010م.



وأشار إلى أن عدد السلع التي منع دخولها بسبب عدم مطابقتها للمواصفات القياسية السعودية قد بلغت في العام 2010م 21 مليون وحدة لتبلغ في العام 2012م 64 مليون وحدة بنسبة ارتفاع بلغت 204% ليقفز الإجمالي إلى 78 مليون وحدة في العام 2012م بنسبة 271% مقارنة بالعام 2010م وهي أرقام تؤكد نجاح الجمارك السعودية في تفعيل التوصيات.

وتحدث الخليوي عن الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها لتحقيق سلامة الواردات ومن بينها توثيق محاضر الضبط لقضايا الغش التجاري والتقليد والاستفادة منها في تحديد مؤشرات الخطورة للإرساليات الواردة وزيادة فاعلية إجراءات مكافحة الغش التجاري والتقليد وتطبيق نظام إجراءات سحب العينات للمختبرات الخاصة وتحويلها وإعادتها آليا إضافة إلى تطبيق اجراءات استخدام شهادة المطابقة بما يضمن عدم التلاعب فيها والالتزام بتثبيت دلالة المنشأ على الأصناف الواردة بشكل ثابت غير قابل للإزالة.

ولفت النظر إلى أن من بين الإجراءات التي اتخذتها المصلحة تطبيق مفهوم إدارة المخاطر للإرساليات الواردة والصادرة وتطبيق بنود مذكرات التفاهم الموقعة بين الجمارك والشركات الاستشارية في مجال التمييز بين الأصلي والمقلد واستكمال منظومة بناء القدرات لموظفي الجمارك لتمكينهم من اكتشاف السلع المغشوشة والمقلدة وتفعيل آلية تحديد أقيام السلع الواردة في الكشف عن السلع المغشوشة والمقلدة.

ورأى مدير عام الجمارك السعودية أن كل ذلك شجع المصلحة على تنظيم المنتدى العربي في دورته الثالثة إيمانا منها بأهمية استمرار الزخم لمكافحة هذه الظاهرة خاصة وأن المنتدى ساهم في رفع خبرات الجمارك المتراكمة في تنظيم المنتدى في نسختيه الأوليين السابقتين.

الموقع الرسمي للمنتدى

من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للمختبرات الخاصة "مطابقة" المهندس سليمان بن إبراهيم الحديثي أن إقامة مثل هذه المنتديات يعد استشعارًا وإحساسا بالمسؤولية من الجهات الحكومية بخطر الغش التجاري والتقليد وما له من تبعات على صحة وسلامة المواطن والمقيم وتأثيرها على الاقتصاد الوطني بشكل عام.

وقال :"إن لدى الشركة حاليا 16 مختبرًا من بينها 8 مختبرات تعمل بكامل طاقتها و8 أخرى سيبدأ تشغيلها خلال العام الحالي 2013م خاصة في ظل حرص الشركة على تقديم العديد من الخدمات في مجالات الفحص والاختبارات المتنوعة للعديد من المنتجات والسلع".

كما نوه الأمين العام للمنظمة العالمية للجمارك كونيو ميكوريا في كلمته له خلال افتتاح المنتدى بدور المملكة العربية السعودية في إنجاح الفعاليات المصاحبة للمنتدى العربي الثالث لمكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية.

وأعرب عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ لدعمه الكبير لجهود العمل الجمركي محلياً وعربياً وعالمياً ، مؤكداً قدرة دول الإقليم على تحقيق إنجازات كبيرة في مجال عملها بما يخدم أهداف دول المنطقة وبما يتماشى مع المتطلبات والمعايير الدولية.

وأشار الأمين العام للمنظمة العالمية للجمارك إلى أن دول الإقليم تمكنت من قطع أشواط كبيرة في سبيل رفع مستوى قدرات العاملين في مجال التخطيط والتدريب والعمل الجمركي, مبينا أن المنتدى سيقود إلى أفكار كبيرة ورشيدة من شأنها تحقيق الأهداف المنشودة.

واستعرض ميكوريا عدداً من التحديات التي تواجه العمل في هذا المجال ومنها انسياب التجارة الخارجية بين حدود دول الإقليم والعمل على حماية اقتصادياتها من تغلغل ظاهرة الغش التجاري في مساراتها أو تعرضها للتقليد ، مشيرًا إلى تضافر الجهود على جميع المستويات.

وشدد على ضرورة وضع خطة إستراتيجية تنسجم مع المعايير الدولية والأخذ في الإعتبار أهمية العمل على بناء القدرات التي تستوعب حاجة التطوير والرقي ، لافتاً النظر إلى الدروس المستفادة من المنظمة العالمية في سبيل بناء بيئة عمل تسهم في رفع مستوى العاملين في هذا الحقل.

كما نوه نائب رئيس منظمة الجمارك العالمية ممثل إقليم شمال أفريقيا والشرق الأدنى والأوسط الدكتور زهير الشرفي في كلمته خلال افتتاح أعمال المنتدى العربي برعاية خادم الحرمين الشريفين للمنتدى وجهود الحكومة السعودية في إنجاح فعاليات المنتدى بما من شأنه تمكين وترسيخ المفاهيم التي تحفل به الفعاليات خاصة مكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية.

وقال :"إن المنتدى يوفر فرصة كبيرة تسهم في رفع القدرات على مستوى الوطن العربي ودول الإقليم ، معتبراً أنه انطلاقة حقيقية في مجال تقييم العمل الذي تم تنفيذه في الفترة السابقة بجانب استشراف المستقبل من حيث إثراء الإستراتيجية بالأفكار والمقترحات وأن ذلك سيصبّ في مصلحة تحسين الأداء للإدارات الجمركية ومن ثم الاستجابة لجميع متطلبات التجارة الدولية".


مدراء عموم الجمارك في الدول العربية يعقدون اجتماعهم الثلاثين

وشهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي حول جهود مصلحة الجمارك السعودية في التصدي لظاهرة الغش التجاري والتقليد والتشريعات والأنظمة التي تعمل عليها من أجل الحد من تهريب السلع الغير مطابقة للمملكة وعلاقتها مع الدول العربية والمنظمات الدولية في هذا الإطار.
وفي ختام الحفل تم تكريم أصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين وراعي الحفل .

ويتناول المنتدى سبعة محاور ذات علاقة بجهود الهيئات والمنظمات الدولية في الحد من انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وتجفيف منابع إنتاج السلع المغشوشة والمقلدة التي تشمل المستهلك بصفته المستفيد الأول من مخرجات أعمال أوراق وورش العمل والتوصيات التي سيتخذ على ضوئها قرارات تحميه من آفة الغش التجاري.

وسيكون للمبادئ القضائية لحماية حقوق الملكية الفكرية والإعلام وعقوبة التشهير حظاً من المحاور إضافة إلى جمعيات حماية المستهلك في مواجهة ظاهرة الغش التجاري والتقليد، وحجم المشكلة وأساليب مواجهتها، وتراخيص نقل البضائع واشتراطاتها، وتسهيل نقلها مع الدول الأخرى من خلال الاتفاقيات الإقليمية والثنائية، وممارسات الغش والتقليد في المناطق الحرة وبلدان العبور، والإستراتيجيات المتكاملة الضامنة للقضاء على الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية، وأهمية تبادل المعلومات وربط قواعد البيانات والشراكة بين القطاعين العام والخاص حجر الزاوية في بلوغ الهدف .

ويناقش المشاركون في المنتدى الذي يستمر ثلاثة أيام بالرياض المواصفات والجودة ودور هيئة التقييس لدول مجلس التعاون في ضبط سلامة المنتجات في السوق الخليجية المشتركة، مستعرضين التجارب العربية والعالمية الناجحة في هذا المجال ومن ضمنها تجربة الجمارك السعودية.



____
متابعات المنتدى العربي لمكافحة الغش،،،