بسم الله الرحمن الرحيمالثبات على دين الله عز وجل نعمة من الله يمن بها على من يشاء من عباده المؤمنين ، قال تعالى: { يُثَبِّتُ اللهُ الذين آمنوا بالقَوْلِ الثَّابتِ في الحياةِ الدُّنيا وفي الآخرةِ ويُضِلُّ اللهُ الظالمينَ ويفعلُ اللهُ ما يشاء } (إبراهيم/27)
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
::من أسباب الثبات على الدين::
1- صدق اللجوء إلى الله - سبحانه - والإلحاح عليه في الدعاء.
وقال تعالى : { ونُقلِّبُ أفئدتَهم وأبصارَهم كما لم يؤمنوا به أوَّلَ مرةٍ ونذرُهُم في طغيانِهم يعْمهون } (الأنعام / 110) .
وقال تعالى : { واعلموا أنَّ اللهَ يحولُ بين المرءِ وقلْبِهِ وأنَّه إليه تُحْشرون } (الأنفال / 24).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن قلوب بني آدم كلَّها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلبٍ واحدٍ يصرِّفه حيث يشاء )). ثم قال: ((اللهم مُصرِّفَ القلوبِ صرِّفْ قلوبَنا على طاعتِك )). رواه مسلم في صحيحه (2654) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما .
وروى الإمام أحمد في مسنده (4/182) قال: ((حدثنا الوليد بن مسلم ، قال : سمعت - يعني ابن جابر – يقول: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي : أنَّه سمع أبا إدريسٍ الخولاني يقول : سمعت النوَّاس بنَ سمعان الكلابي يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع رب العالمين إن شاء أن يقيمه أقامه وإن شاء أن يزيغه أزاغه )) ، وكان يقول : ((يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك)).
(( والميزان بيد الرحمن عز وجل يخفضه ويرفعه)).
لذلك لجأ الراسخون في العلم ، العالمون بالله ، الراغبون في طاعته إليه وحده داعينه سبحانه أن يحفظهم من زيغ القلوب ومضلات الأهواء : { ربَّنا لا تُزِغْ قلوبَنَا بعد إذْ هديتنا وهَبْ لنا من لدنك رحمةً إنَّك أنت الوهّاب } (آل عمران/8) .
فلا يغرنَّك يا أخي الكريم ركعة صليتَها أو ليلة قمتَها أو يومًا صمتَه ، وأنت لا تدري هل قبل الله ذلك منك أم ردَّه عليك فضُرِب بذاك العمل وجهك .
فأدم الدعاء لله وأكثر من ذكره وأطل الاطِّراح بين يديه ، وأكثر من قول : ((اللهم مُقلِّبَ القلوبِ ثبِّتْ قلبي على دينِك ، اللهم مُصرِّفَ القلوبِ صرِّف قلبي إلى طاعتِك )).
فالدعاء عبادة من أعظم العبادات ، وقربة من أفضل القربات ، وهو من أعظم أسباب الثبات على دين الله عز وجل.
__________________
قَال أبو الطَّيبِ : (( أَفَاضِلُ النَّاسِ أَغْراضٌ لذا الزَّمَنِ *** يَخْلُو من الهمِّ أخلاهم مِن الفِطَنِ)).
مواقع النشر