( 5 )
((( ماعندنا بنات تروح المدارس )))
------------------------------
سوالف قديمة قد تعجب البعض منكم
كان والدي رحمه الله يتزعم رهطا من الجننس جلهم أناسي قد مسهم طائف من عفاريت الجن من جماعته وأصدقائه لمنع تعليم الفتاة بل ومحاربة من يرسل إبنته أو بناته إلى المدرسة وحرمانه من المجالس وعدم دعوته لحضور الولائم والمناسبات وعدم قبول وتلبية دعواته إلى مجلسه وكان هذا عقاب معنوي اجتماعي غاشم شديد الوطأة والتبلًّي على ضحاياه الذين لايجدون مناصا من الإمتثال والتنفيذ لهذا المشروع البئيس
وإزاء هذا الضغط فقد اضطر كثير من الناس وأٌجبروا على منع بناتهم من الدراسة إما اقتناعا أو امتثالا قسريا للأمر الواقع وبادركثير منهم إلى منع بناته من الدراسة بعد أن وصل بعضهن إلى الصف الرابع ابتدائي وقد حقق أبي وعصبته مرادهم في ذلك
وانا اقول منين جابوا قانون لي الأذرع وفرض الحصار وقطع التواصل مع خلق الله
؟؟
ولكن هذا مافعله والدي
حتى أنه حرم شقيقتي توأمي من الدراسة والتي لاتزال أمية إلى يومنا هذا وحتى كتابة هذا الموضوع بل وحتى مراجعته ونشره وكان والدي قد زوجها وهي صغيرة في سن الحادية عشره
بس والله ماشاء الله عليها ياهي رجالة نشمية تخيٌٍٍٍٍِِش واجد من المتعلمات
فحين تأتي لزيارتي من الرياض نجيب خروف ونسوي زحمة ومظاهرة في البيت وتطبخ الذبيحة بنفسها في البيت وأتركها تفعل ما تشاء إنها توأمي أغليها وأحبها وأحترمها بس انا زرقت للدنيا قبلها وهي متشبثة بقدمي وعشان انا الكبير تحب راسي
نعود
لأحاور والدي رحمه الله
طيب ليه يابوي ماتبي البنات يتعلمن ؟؟
يقول ما من تعليم البنات القراية والكتابة الا الخراب
جواب تسلطي غير منطقي البتة مع احترامي لأبي وبشكته
لماذا يا والدي ؟؟؟
كان هذا لسان حال ووجهة نظر السواد الأعظم من رفاقه وآبائنا الأولين
طبعا لم أكن مؤهلا لطرح مثل هذا السؤال بسبب صغر السن وعدم فهم الموقف ولو تجرأت وسألت سؤالا أبلها وساذجا كهذا غايته الفضول فقط لكان الجواب رحلة مباشرة إلى منطقة فقدان الوعي جراء صفعة غاشمة اعتدت التصدي لها بأحد خدي أو كليهما غالبا
ولكني أستطيع الإجابة ألآن عن هذا السؤال بلسان حال وعقلية هؤلاء القوم في ذلك الزمن
فقد توارث آباؤنا الأشاوس فكرة مشوهة عن المرأة بصفة عامة فهم ينظرون إليها نظرة فيها الكثير من العور والحول الذي يجعلها في نظرهم الضبابي المضطرب مخلوقة مزدوجة في كل شيء وكأن لها عينين كل واحدة بلون عين رضى وعين سخط وبمعنى آخر عين حارة وأخرى بارده
وهي أي المرأة من وجهة نظرهم قنبلة شديدة الإنفجار وبلسما شافيا لجراح الحياة يعني كانوا محتاسين وحايسين الدنيا في فهم و تعريف أن المرأة أم سبع
ولذلك كانت مواقفهم تجاه المرأة احترازية بمعنى أؤمن بها ولكن ليطمئن قلبي وبفعل حشر عود حكمة معوج في عين منطق أعور وهم يتشبثون بهستيريا الباب اللي يجيك منه ريح
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الظهور أمام بعضهم أنهم رجال ولامكان وأهمية لرأي المرأة بينهم
( إقصاء غير عادل )
حتى وصل الأمر ببعضهم أنه يتوارى من القوم خجلا من مجرد التفكير في إدخال إبنته المدرسه !!!
أعتقد أنهاالظروف البالغة القسوة هي التي جعلتهم ينظرون إلى المرأة نظرة قاصرة ومحدودة جدا من وجهة نظرنا ويعاملونها معترفين بها على أساس أنها كائن له أهميته ولكن دوره محدود ومحصور ضمن حدود دكتاتورية وتسلط الزوج
وفي بعض الأمور ذات الأهمية بمعنى أن وظيفتها تنحصر ضمن أضلاع مثلث يتطلب تفرغها التام
للفراش أولا وإنجاب الأبناء والإعتناء بهم وتغذيتهم ثانيا وثالثا التفرغ للبيت طبخا ونفخا وكنسا وغسلا بما في ذلك طبخ ذبائح الولائم يعني المسيكينة تأتي أهميتها وصلاحياتها ضمن حدود دكتاتورية وتسلط الزوج
وقمع أي دور آخر من أدوارها التي وصلت إليها في أيامنا هذه مع دعمي وتأييدي لماهو ضمن الشرع والعرف و تحفظي على بعض أدوارها وخاصة المنفتحة منها لست رجعيا وإن كنت أعترف أنني دقة قديمة رغم تمتعي بالروح الشبابية الخجوله ولكن الطبع يغلب التطبع فقد طالني شيء من طباع والدي المتزمتة وهذا قدري رغم تكلفي أحيانا التكيف مع الواقع الإجتماعي
لاأحاول هنا أن أختلق الأعذارلآبائنا أو المبررات العاطفية ولكن لعله يشفع لهم أن لكل زمان مساحة من الظروف والصروف التي ترسم خارطة مجتمعاته الثقافية وتتشكل على أرضيتها عقلية ورؤى إنسان ذلك الزمن وكل زمن والشواهد ماثلة أمامنا إذا نظرنا متأملين في التاريخ وإذالوينا أعناقنا من ذهول ونحن نشاهد واقع جيلنا الحاضر من الأبناء والبنات والصرعات العصرية المتواترة في أيامنا هذه على نمط فديو كليب زمني
فالمفاهيم تتغير بصورة درامتيكية ربما كل عشر سنوات أو أقل من ذلك بكثير
انظروا وقارنوا بين ثقافاتكم وثقافات أبنائكم ستجدون الهوة سحيقة وواسعة جدا فأنتم تأكلون الكبسة في البيت وأبنائكم لايطيب لهم إلا تناول الهامبورجر مع بعض المشروبات الغازية وهم وقوفا يلهثون نحن نأكل الجريش والمرقوق والقرصان والبخاري والفول والمعصوب وهم يأكلون الكورن فلكس والأندومي
يخرب بيت اللي علمهم الأندومي
ومن يدري فلربما يفترسون في الغد القطط والفئران حسب الصرعة الآسيوية وربما طاب لهم شواء ذيل البقر مع التقزز من لحومها لأنها دقة قديمة لاتتماشى ولوثات العصر فالتمسوا العذر لآبائنا وأجدادكم فقد طحنتهم الحياة وعركتهم عركا شديدا ومن مرارتها وقسوتها ذاقوامرارة ليست كأي مراره
كانت هذه ظروفهم وأسبابها وكانت تلك ثقافتهم ومبلغهم من العلم كمجتمع عريض ليس له حظ من التعليم
إن التاريخ أيضا ينصفهم فالنهضة التعليمية لازالت فتية حديثة ولم تولد إلا وهم على وشك الرحيل على إثر من رحل قبلهم
فأنصفوهم وأنصفوا من أنفسكم فلم يتح لهم ما أتيح لنا من فرص طلب العلم وحياة الرغد والرفاهيه
رحم الله آبائنا وأمهاتنا الذين لم يدركوا مانحن فيه من نعيم وأمد الله في أعمار من بقي من آباءكم وأمهاتكم وأجدادكم وجداتكم و إخوانكم وأخواتكم
إلا ترون أننا نعيش زمنا صعبا في التعامل مع أبنائنا وبناتنا ونجد صعوبة بالغة في التكيف معهم و تكيفهم معنا ؟؟
قاتل لله معظم الفضائيات المدمرة ومن يقف خلفها و التي انتزعت أبنائنا من بين أيدينا حتى باتوا غرباء عنا في كل شيء في الدين والأخلاق والقيم والأعراف
مواقع النشر