ربما ليس من الصواب لأي كاتب أن يدخل منطقة غير منطقته أو أن يتكلم في علم ليس علمه، فقديماً قالوا «
من تحدث في غير فنّه، أتى بالعجائب». أضف إلى هذا أن منطقة الطب منطقة حساسة تحتاج لطبيب متخصص ليقوم بدور المفتي بها، وليس واحداً مثلي يكره رؤية المراكز الصحية ولا يدخلها إلا مكرهاً.
ط®ط§ظ„ط¯ ط§ظ„ط؛ظ†ط§ظ…ظٹ.jpg
لكنني
سأحدثكم عن تجربة استفدت منها بعد أن عشتها،
والتجربة باتفاق العقلاء هي خير برهان، فما على القارئ إلا أن يجرب ما أحدثه عنه هنا لمدة شهر ثم يحكم بعد ذلك بنفسه، فهو الأعرف بما يصلح له ويناسبه وما لا يصلح. والقضية لا تتعلق بتعاطي أدوية لم يصفها طبيب، وإنما تتعلق بالحمية، وإذا كانت المعدة بيت الداء فالحمية رأس الدواء.
استمعت منذ مدة من خلال اليوتيوب للطبيب الأمريكي بيتر دي ادامو Dr. Peter D›Adamo وهو يتحدث عن كتابه : كلِ الطعام المناسب لفصيلة دمك «eat right for your type» وقد أعجبت بالفكرة، وطبقت النصائح الطبية التي وردت عنه على مدى عدة أشهر وأستطيع أن أقول أن من سيطبق هذا الرأي الطبي سيستفيد في مجالين: الأول هو أن الأكل الصحي المناسب لفصيلة دمك سيجعلك ترتاح من أوجاع كثيرة وأمراض خطيرة. والثاني: أنه مذهل في قضية إنقاص الوزن والتمتع بجسد صحيح. كما أن الدكتور دي ادامو ذكر أن اجتناب بعض الأطعمة سيجنب الإنسان – بإذن الله – أمراضاً كالسرطان والسكري وارتفاع الضغط.
فقط عليك أن تعرف أولاً فصيلة دمك، ثم تعرف الأطعمة المحظورة عليك، وتلك الأطعمة التي تفيدك وتتناسب معك.
الطبيب دي ادامو يختلف تماماً مع الآراء القديمة التي تنصح بعصير البرتقال لكل الناس، والكتاب يهدم أفكاراً قديمة مثل أن اللحم الأحمر ضار هكذا بإطلاق، ويصحح هذه المعلومة بأن اللحم الأحمر ضار جداً لمن يحمل فصيلة الدم (A) فأصحاب هذه الفصيلة ينصحون بأن يكونوا نباتيين بقدر المستطاع.
أما اللحم في رأي د. أدامو فمفيد جداً لمن يحمل فصيلة الدم (O) فهذا الأخير يملك معدة حمضية قادرة على هضم اللحوم ويستفيد بشكل أكبر من اللحوم الحمراء ثم السمك بدرجة أقل والدجاج بدرجة أقل منه.
كما أن من يملك هذه الفصيلة يتمتع بجهاز مناعي قوي جداً على عكس فصيلة (A) الذين ينصحهم بالانتباه أكثر لصحتهم وضربات قلبهم،إذ إن التقارير الطبية المتفق عليها، تكرر وعلى مدى عقود متعاقبة أن مرضى القلب هم في الغالب من فئة (A).
في المقابل: فصيلة (O) ممنوعون تماماً من أكل القمح الذي يعسر على المعدة هضمه، وكذا الألبان والأجبان كاملة الدسم والتي تسبب لهم الاكتئاب، وبدرجة أقل هم ممنوعون من الحبوب عموماً، وتجنب القمح والحبوب بالنسبة لهذه الفصيلة يؤدي إلى الإنقاص السهل للوزن واشتداد الجسد بدون كبير جهد ولا ريجيم قاسي، وإن كانوا ينصحون بالرياضة الأكروباتية وكثرة المشي.
كما أنهم ممنوعون من تناول الحمضيات والمخللات، فقد اكتشف الدكتور دي ادامو أن معدة ابن الفصيلة (O) معدة حمضية تفزر إنزيميات تجعلها قادرة على هضم البعارين فلا تحتاج إلى مزيد من الأحماض، بل زيادتها تؤدي للاكتئاب وعندما يشكو أحدهم من كآبة فلربما كان السبب هو تعاطيه للأجبان المطبوخة المحفوظة التي تمتلئ بها البيوت.
الجميل في حديث الدكتور دي أدامو أن يقر أن %90 من الأطباء يرفضون نظريته هذه ويصرون على أن الطعام الجيد جيد للجميع ولا فرق بين أحمر ولا أسمر ولا (A) (O) ولا موجب ولا سالب. وإنما هي نظرية لوالده الذي كان طبيباً بدوره وكل الذي فعله الابن هو البحث عن الدعائم العلمية لنظرية الأب.
تبقى القضية مطروحة للتجربة فهي لم تصل بعد إلى مرتبة المسلمة العلمية.
أما بالنسبة لكاتب هذه السطور، فيقول بعد التجربة ما أعظم العلم، وكم هو مضحك مبك أن تجد الواحد منّا يعاني لعقود طويلة معاناة جسدية أو نفسية أو يلاحظ على نفسه رداءة مزاج فيظن أنها لعنة أو مشكلة في ذهنه، والأمر ببساطه لا يتجاوز قضية يستصغرها الناس، وهي قضية ألا تدخل في جوفك إلا الطعام الذي ينفعك، وإن شئت أن تصبغ القصة بمسحة رومانسية فقل لا يدخل جوفك إلا ما يحبك.
مواقع النشر