سعد الفهد يقسو على الإعلاميين.. والهندي يقتنص نجوى كرم
نظرة أخيرة على مهرجان الدوحة للأغنية: محمد عبده مثير دائماً.. وأحلام «طائية»!
لمهرجان الدوحة للأغنية العربية طقوسٌ وتقاليد فنية وإعلامية تتطور في كل دورة إلى أن بلغت ذروتها في الدورة العاشرة التي اختتمت قبل أيام. وما يميز القائمين عليه إبراز كل ما هو جديد في الدوحة وتصديره إعلامياً بذكاء كبير كما هو حال الحي الثقافي الذي أصبح علامة بارزة في العاصمة القطرية إلى جانب المسرح الروماني وصالة (كاتارا) وغيرها.
خلال أيام المهرجان غص مبنى شيراتون الدوحة بالضيوف من فنانين وإعلاميين، بعضهم تواجد لليلة واحدة والبعض الآخر استمر طيلة فترة المهرجان مثل «فنان العرب» محمد عبده، أما الفنانون اللبنانيون فلم ينتظروا كثيراً، وكأنهم في رحلة «ترانزيت» تنتظرهم حفلات رأس السنة في مدن عربية أخرى، ورغم ذلك فقد كان ضجيجهم عالياً وعلى رأسهم الموسيقار ملحم بركات الذي شّن هجوماً في مؤتمره الصحفي على الإعلام العربي واتهمه بتصدير الأغنية الهابطة. بينما ثار ملحم زين وهو على طاولة العشاء وتهجم على إعلامي لبناني، لتظهر الصحون الطائرة والأكواب «المتكسرة» وليشتبك الاثنان في «بهو» الفندق بصورة تبعث على الدهشة والعجب! ولولا تدخل ملحم بركات لحصل بين الاثنين ما لا يحمد عقباه.
ثورة الموسيقار ملحم بركات في المؤتمر تكررت مع الفنان القطري سعد الفهد بعد نجاح حفلته والذي اتهم الصحافيين بتجاوز المهنية و»الارتزاق» والعمل لدى من يدفع لهم من الفنانين، مما سبّب سخطاً لدى بعض الإعلاميين الحاضرين في المؤتمر، إلا أنه استدرك وقال: إن المقصودين غير متواجدين في المؤتمر. هذا التصريح الجريء وإن كان صحيحاً بنسبةٍ ما إلا أنه انفجار غير مبرر وغير محمود من الفهد وقد قلتُ له ذلك بعد المؤتمر.
* الفنانون يتهربون من الإعلام
إليسا وماجد المهندس وفضل شاكر ووائل كفوري غابوا تماماً عن أجواء المهرجان ولم يحتكوا بالإعلاميين بل إن بعضهم رفض إجراء أي مؤتمر صحفي معللين ذلك بضيق الوقت والبروفات والحفلة. الإعلاميون أصيبوا بالإحباط تجاه هذا التهرب وتساءلوا عن الفائدة من تواجد النجوم في المهرجان إذا لم يريدوا التحدث للإعلام.
* هرب الجمهور من المهندس
بعد يارا وسعد الفهد وشيرين، لم يبق للجمهور في تلك الليلة من وقتٍ ليستمع فيه لأغان إضافية، نجاح هؤلاء الفنانين في شد الانتباه وكسب التفاعل أرهق الجمهور كثيراً، وعندما جاء دور الفنان ماجد المهندس تفاجأ بخروج الجمهور تباعاً من الصالة رغم أن وصلته كانت جيدة. من وجهة نظري أن الجمهور استمع لكل أصناف وألوان الغناء وتشبع تماماً قبل أن يظهر المهندس على المسرح لذلك خرج من الصالة غير عابئ بالوصلة الأخيرة التي حرص فيها المهندس على تقديم اللون العراقي الممزوج بالإيقاعات السعودية ومع ذلك لم يتمكن من إبقاء الجمهور على مقاعدهم. ترى لو كان الموجود هو كاظم الساهر هل سيتركه الجمهور بهذا الشكل؟. لا أعتقد.. بل إني أجزم أن المهرجان افتقد لنجومية القيصر.
* محمد عبده يفجر قنبلتين
دائماً ما يستفيد فنان العرب من اهتمام الصحفيين بآرائه، لذلك ركز خلال مؤتمره الصحفي عندما قال عن نوال الكويتية بأنه «لو لم يكن مقتنعاً بها لما دعاها لتغني في مهرجان الجنادرية قبل سنوات، مضيفاً بأن الفرق بين نوال وأحلام «أن نوال صوتها عراقي ممزوج بالكويتي بينما أحلام صوتها خليجي بحت»!. قنبلته الإعلامية الأخرى كانت عندما قال في سياق حديثه عن دعم الفنانين الكبار للمواهب المبتدئة بأن «وديع الصافي دعم نجوى كرم بشكل متميز عندما غنى معها في الديو».. واللافت أن الديو المقصود ظهر قبل خمس سنوات تقريباً أي بعد سنوات طويلة من تزعم نجوى كرم للأغنية اللبنانية!.
* روتانا تستغل المهرجان
عندما واجهتُ سالم الهندي في مسرح (كاتارا) علمت أن حدثاً جديداً سيظهر قريباً للنور، وبعد بحثي علمت أن مدير روتانا للصوتيات قد اتفق مع نجوى كرم على كافة تفاصيل العقد الجديد ووقع معها فعلياً وسيتم الإعلان بشكل رسمي في بيروت. بينما وجدت المطربة لطيفة التونسية حالة حصار مستمرة من مسئولي روتانا لإقناعها بالتوقيع لروتانا رغم أنها ترفض مبدأ عقود الاحتكار ويبدو أن محمد الهاجري مسئول الحفلات بروتانا وتركي شبانة مدير قناة روتانا خليجية قد حاولا كثيراً إقناع لطيفة بالتخلي عن قناعاتها السابقة.
* المندي في سويت ملحم زين
الفنان اليمني عبود خواجة والقطري حسن الأحمد وبعد انتهاء الحفل الأول وبمشاركة ملحم زين، حضروا للفندق مع «صواني» المندي، وطلب ملحم زين مشاركتنا معه في أكل المندي في وقت متأخر، وقال: «المندي أكلتي المفضلة في أي وقت».
* الولائم في بيت أحلام
منذ بدأ المهرجان والفنانة أحلام لا تترك أحداً إلا وتقدم له الدعوة على العشاء أو الغداء في منزلها، يوم للصحفيين ويوم للموسيقين ويوم لبعض الفنانين كما استضافت يارا وشيرين وغيرها.. أحلام «الطائية» قدمت أفضل حفلاتها، في صالة «كاتارا» بمعنويات كبيرة، خاصة وأنها أفرغت ما في جعبتها من آراء جريئة خلال مؤتمرها الصحفي واتهمت «نيشان» بعدم الاحترافية في برامجه وبالذات في «ابشر».
* علي عسيري والقبض على لطيفة
في اليوم الثالث من مهرجان كانت التونسية لطيفة في بهو الفندق مع الإعلاميين والزملاء، وشاءت الصدفة أن تجمعها بالشاعر السعودي علي عسيري الذي استثمر هذا اللقاء ليتعاون معها في أغنية «أنا والصليب وعيسى» من ألحان صالح الشهري. وهو ما حدث أيضاً مع الملحن الكويتي عبدالله بودلة والفنان القطري حسن الأحمد والذي أثمر لقاؤهما في الفندق عن تعاون جديد.. مثل هذه المهرجانات تزيد فرص التعاون مع الفنانين.
* بروفات فنان العرب
رغم عدد فترات البروفات الطويلة والمستمرة التي نفذها فنان العرب طوال أيام المهرجان، إلا أن فرقته لم تؤد جيداً في حفل الختام، مما جعله يطلب من الجمهور الغناء معه ليكون دليلاً لمسار الأغنية، وحاول جاهداً تهدئة سرعة الإيقاعات بتركه للميكرفون والاتجاة للإيقاعيين.
* ختاماً المهرجان نجح في دورته العاشرة رغم قلة النجوم لكن هناك ملاحظة نسجلها عليه، وهي أنه سابقاً كان يعتمد على الصحف المقروءة لإبراز فعالياته، بينما في دورته الأخيرة انتهج أسلوباً وفكراً مختلفاً تمثل في حرصه على جذب القنوات الفضائية وهو ما حدث حيث تواجد العديد من القنوات والإذاعات وكانت جميعها في حالة صراع مستمر لتقديم أفضل مادة عن المهرجان للمشاهدين.
مواقع النشر