المدينة المنورة - حسين بن عبد العزيز حافظ (واس) : هني يلفت نظر الزائرة إلى المدينة المنورة معرض "أسماء الله الحسنى" الذي يحاذي المسجد النبوي الشريف، وتعبر محتوياته على دلالات أسماء الله الحسنى وخصائصه وصفاته عز وجل من خلال لوحات ومجسمات وعروض تعريفية وشاشات تتحدث عن عظمة الله تعالى وقدرته في خلق الكون، وما وجد على الأرض من الكائنات الحية، والمعالم الطبيعية.
ويشهد معرض أسماء الله الحسنى يوميًا أكثر من 6000 زائر على فترتين صباحية ومسائية حسبما أفاد لـ "واس" مدير المعرض رجاء بن عايش الجهني، مبينا أنه عبارة عن مكان تعريفي دعوي تربوي تبلغ مساحته 2000 متر مربع، ويضم 99 لوحة خاصة بأسماء الله عز وجل بعدة لغات، و 20 مترجما يتحدثون اللغة العربية، والإنجليزية، والصينية، والتركية، والأوردية، لشرح محتويات المعرض.
وقسم المعرض إلى ثلاثة أقسام تحتوي على أسماء الله التي تورث المحبة والحياء والخوف والخشية والإجلال والتعظيم للمولى عز وجل ، مشيرا إلى أن مجموعة سمايا سوف تحتفل قريبا ببلوغ الـ 5 مليون زائر لمعرض أسماء الله الحسنى وذلك منذ افتتاح المعرض قبل ثلاث سنوات.
وأفاد الجهني أن المعرض يهدف إلى التعريف بالله عز وجل وأسمائه الحسنى والتأمل والتفكر في معانيها، وإبراز الآثار الإيمانية والسلوكية للأسماء الحسنى في حياة الفرد والمجتمع، ومن ذلك ما تعرضه شاشة بانورامية عالية الوضوح بعرض (15) مترًا من مواد تتناول عظمة الله عز وجل في الكون والعالم الفضائي ابتداء من الأرض وتحديدا من المسجد النبوي الشريف إلى أعلى مسافة توصل إليها الإنسان بحساب السنة الضوئية بطريقة فنية مشوقة وبجودة عالية تأخذ من خلالها زائر المعرض بشكل تخيلي في جولة للفضاء الخارجي الذي يعمق في النفس المؤمنة عظمة الخالق جل جلاله، إضافة إلى مجسمات تمثل المجموعة الشمسية ولوحة تخيلية تبرز عظمة الكون وموقع الشمس منه إلى جانب لوحات تعرض وصايا النبي صلى الله عليه وسلم بأحاديث نبوية.
وأشار إلى أن إدارة المعرض خصصت موقعا رسميا للمعرض على الشبكة العنكبوتية، بجانب تطبيق إلكتروني بعنوان "فأدعوه بها"، بالإضافة إلى جهاز ذاكرة ذكية تتضمن جولة تفاعلية للمعرض وكتيبات تعريفية بأسماء الله الحسنى ومختصر بأسماء الله الحسنى باللغتين العربية والإنجليزية ليتسنى للزائر الكريم الاطلاع على محتويات معرض أسماء الله الحسنى.
من جهة أخرى أشادت الأستاذ المشارك في العقيدة والأديان بجامعة طيبة بالمدينة المنورة بسمة بنت أحمد جستنية بمضامين ومحتويات معرض أسماء الله الحسنى، وقالت: إن الحديث عن أسماء الله الحسنى تحبه القلوب المؤمنة وتطمئن إليه النفوس الموقنة ومعرفة الله ومعرفة أسمائه الحسنى وصفاته هي غاية ومطلب البرية وهي أفضل العلوم وأعلاها لأن حياة الإنسان بحياة قلبه وروحه ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطره ومحبته وعبادته والإنابة إليه والطمأنينة بذكره سبحانه والأنس بقربه جلا علاه، مضيفة إن اللذة التامة والفرح والسرور وطيب العيش والنعيم إنما هو في معرفة الله وتوحيده والأنس به والشوق إلى لقائه ولا يسكن ولا يطمئن ولا تقر عينه حتى يطمئن إلى إلهه وربه وسيده ومولاه الذي ليس له من دونه من ولي ولا شفيع.
واستطلعت "واس" آراء مجموعة من زوار المعرض من مختلف الجنسيات الإسلامية، وأجمعوا على الإشادة بالدلالات الإيمانية العظيمة لمضامين المعرض الذي يتناول أسماء الله الحسنى بصورة رائعة ومشوقة قريبة للأفئدة، مقدمين الشكر الخالص لكل من أسهم في إعداده في هذه البقعة الطاهرة التي شهدت انطلاقة الثقافة الإسلامية وتعاليم الدين الحنيف إلى أقصى بقاع المعمورة.
وقال أستاذ معهد الفنون في العراق الدكتور كريم كاظم من العراق: لقد أبهرني المعرض بكل ما يحتويه من مجسمات شمسية وكونية تبين عظمة الخالق سبحانه وتعالى وكذلك العروض المرئية على الشاشات البانورامية الضخمة وأيضا اللوحات التعريفية بأسماء الله الحسنى وتوضيح معنى كل اسم من أسماء الله بطريقة تقنية إبداعية، مضيفا أنه هكذا يجب أن تظهر صورة الإسلام بهذا الشفافية والجمال والإبداع والرؤية الصحيحة التي تجعل المتلقي يتمتع بكل ما يحتويه المعرض.
وأزجى الدكتور كاظم عالي الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لتوجيهاته السديدة في خدمة الحرمين الشريفين وزوارهما، لاسيما المعتمر والحاج، بينما أعرب الزائر صالح دواتي من الجزائر عن إعجابه بما يضمه المعرض من لوحات تعريفية ودعوية تبرز عظمة الخالق سبحانه وتعالى والمجسمات الشمسية والعرض المرئي الذي يفوق الخيال خاصة أنه يوضح قدرة الله في الفضاء إضافة إلى الكتب والوسائط الرقمية بعدة لغات قمت للزائر بشكل مختصر ومفصل، مقدما شكره الجزيل للقائمين على هذا المعرض لحسن التنظيم وحفاوة الاستقبال.
وسجل زوار من مصر والهند وأندونيسيا إعجابهم بمعرض أسماء الله الحسنى وبكل محتوياته الفنية والتقنية التي تجدد الإيمان في القلوب وتعلقها بالله عز وجل، مشيدين بتوفر جميع الخدمات الدينية والأمنية والصحية والأجواء الإيمانية التي لا توجد إلا في هذا المكان الطاهر مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم بكل ما تسعى إليه حكومة المملكة العربية السعودية من توفيرها وتقديمها للزوار.
كما عبر زوار باكستانيون عن الروحانية التي لامست شغاف قلوبهم بعد تجولهم في أرجاء المعرض، حامدين الله أن من عليهم بأداء العمرة وزيارة المسجد النبوي والصلاة فيه والتشرف بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في أجواء مفعمة بالأمن والطمأنينة والراحة وخدمات متنوعة يحرص قائد هذا البلد المبارك خادم الحرمين الشريفين توفيرها وتقديمها لضيوف الرحمن والمعتمرين والزوار.
إعداد: حسين بن عبد العزيز حافظ .. تصوير: سامي بن فالح الج
مواقع النشر