الربــــع الخـــــــالــي
(2)
هناك فرق بين شكل عروق كثبات رمال الربع والخالي وجبال طويق
فوارق إرتفاع عروق الربع الخالي عن الفياض يزيد عن 150 متر
* الكتاب: عابرو الربع الخالي مرافقو مبارك بن لندن يتكلمون
* الناشر: دار السويدي أبوظبي 2006
* الصفحات:126 صفحة من القطع المتوسط
يقول المؤلف: "منذ تركت جزيرة العرب سافرت عبر شعاب كراكورام وهندوكوش في جبال كردستان ومستنقعات العراق، مدفوعا دائما إلى الأمكنة البعيدة، حيث لا تستطيع السيارات الوصول، وحيث لا يزال يعيش شيء من العادات القديمة، ولقد رأيت قسما من أروع المناظر في العالم، وعشت بين قبائل عجيبة وغير معروفة، ولكن واحدا من هذه الأمكنة لم يهزني كما فعلت صحراء الجزيرة العربية".
هذا ما قاله ويلفرد ثيسجر المعروف باسم مبارك بن لندن في كتابه: الرمال العربية
وبعد وفاة مبارك بن لندن (ولفريد ثيسجر)، وبعد ما يقارب خمسين سنة من رحالته باستكشاف الربع الخالي وعبورها قامت الشاعرة هويدا عطا باستكمال تلك الرحلة.
ومن خلال كتاب «عابرو الربع الخالي ـ مرافقو مبارك بن لندن يتكلمون» الصادر عن دار السويدي ضمن سلسلة سندباد الجديد قامت عطا بإلقاء نثرات ضوء معاصرة على الظروف التي أحاطت بها .
قابلت الأربع رجال الذين رافقوا الرحالة كدليله وحراسة في عبور أخطر منطقة رملية سمى مبارك بن لندن كتابه الذي روى فيه يوميات الرحلة وعلاقته بأولئك الفتية الذين رافقوه. استغرقت الرحلة
خمس سنوات في حساب الرحالة وسبع سنوات في حساب مرافقيه الذين واجهوا فيها الموت جوعا وتيها وظمأ.
ابن كبينة وابن غبيشة و عمير بن عمر ومحمد صالح بن كلوت - هم الذين صحبوا الرحالة في قطع صحراء الربع الخالي حافيا فيصور ما يحلو له من مناظرها ويدون في كراسته مشاهداته وانطباعاته لينشرها بينما تدون هويدا عطا شهادات مرافقيه، وكل شهادة من الكتاب تمثل فصلا
بدءا من سالم بن كبينة الذي جاءت شهادته بعنوان «عبر ابن لندن قلوبنا قبل الربع الخالي».
سالم بن كبينة من الرواشد تجاوز السبعين يحكي رحلته مع مبارك بن لندن: كنا أربعة برفقة مبارك بن لندن في شتاء كل عام شتاء كل عام لمدة سبع سنوات بدأت وأنا قي الثالثة عشرة من عمري واذكر استقبال المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في مدينة العين
يرى ابن كبينة أن رحلة ابن لندن ورفاقه دخلت التاريخ من أوسع أبوابه. اختارت هويدا عطا عنوان «
خاف البدو من الطائرة فتركوني وحيدا» حيث يتحدث فيه ابن غبيشة عن ذكرياته مع بن لندن مشيرا إلى رحلته من حضرموت إلى
السعودية ومنها إلى أبوظبي حيث مخاطر وصعوبات الحصول على الماء والطعام.
وينتقل ابن غبيشة للحديث عن مغامرة الطائرة، ركبت الطائرة من صلالة إلى
حضرموت، ومع أن مبارك طلب من بعض البدو أن يرافقوني من صلالة في الطائرة
لكنهم رفضوا أن يركبوها معي وخافوا، فلم يكن أحد من البدو قد ركبها من قبل
فكنت الوحيد الذي ركبت الطائرة، وفي ذلك الوقت كانوا يعتقدون أن من يركب
الطائرة ميت لا محالة.
أشار بن غبيشة إلى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان كان قد منح
مبارك بن لندن وساما تقديرا لجهوده الثمينة في اكتشاف المناطق العربية.
ذكر أن ابن لندن كان وحده من يحدد مسألة التصوير، وكان يختار المكان والوقت والجهة، وحقيقة لا أدري سبب اهتمامه بأماكن معينة دون غيرها، ونحن كنا نفعل ما يريده وفي أي مكان يقف، أو عليه كنا نصوره.. وكان يعجبه.
هناك فصلا عن حكايات عمير بن عمر الذي رافق ابن لندن في كل رحلاته من صلالة إلى الرملة وإلى حضرموت وإلى المكلا وإلى أبوظبي
دليل للرحالة الانجليزي ابن لندن في غزوه لتلك الصحراء رفض الكثير أن يخرجوا معه الى السعودية وعمان والإمارات بسبب أخطار الطريق ووافقنا على مرافقته
أما الاسم الذي أنقذ ابن لندن من السجن فهو محمد بن صالح بن كلوت الرفيق
الرابع لرحلة مبارك بن لندن وهو من عائلة كبيرة وثرية في السعودية . والده
صالح بن كلوت وأخوه كان لهما مغامرة مع الرحالة الإنجليزي الأسبق «برترام
توماس» أما نصيبه كما قال فهو مع مبارك بن لندن: «كان عمره حينها أربعين سنة
وأتذكر يوم جاءنا إلى ظفار ، وعندما بدأنا في التحرك لعبور الربع الخالي
بمنطقة «منواخ» جاءنا أمر منع من الأمير عبد العزيز بألا نسير في الربع
الخالي. ثم عاد ابن لندن إلى دياره ، وبعد انتهاء الصيف جاءنا مرة أخرى إلى
ظفار ، فذهبنا معه إلى المكلا. وكان قد جاء متخفيا من لندن ، وكذب علينا
قائلا: إنه يريد الذهاب إلى السعودية ، وعندما وصلنا أرض الصاعر وحاولنا مع
بعض رجال القبيلة لمدة أسبوعين أن يسهلوا عبورنا ويساعدوننا فرفضوا فانزوى
مبارك بن لندن في مكان بعيد عنا وأخذ يبكي بقهر ولا يدري ما يفعل.
عندئذ تدخلت أنا وعرفتهم بنفسي وقدمت لهم بعض الهدايا وطلبت منهم أن يكلفوا
رجلين من الصاعر ليرافقوننا. وبالفعل وافقوا ، وذهبوا معنا حتى بئر الحسي.
وفي منطقة السليل تم القبض علينا وحجزونا في السجن ، وكان لجهودي الأثر
البالغ في الخروج من هذا المأزق.
أكد مبارك بن لندن في كتابه ، «إنني شيخ الرحلة وحلال المشاكل» كما أني
لا أنسى ذلك اليوم الذي أنقذته فيه من خمسة وثلاثين رجلا من قبيلة الدروع.
ويستمر ابن كلوت بالحديث عن نوادر الرحلة ، ومخاطرها وانطباعات المرافقين دون
الحديث المفصل عن أهمية الاكتشافات التي رافقت هذه الرحلة.
الله أكبر
أكبر مساجد في الربع الخالي - الحدود السعودية الإماراتية
مواقع النشر