بســم الله الـرحمــن الرحيــم
كشفت الأحداث الأخيرة في جنوب الوطن الغالي عن الوجه الحقيقي والقبيح للحركات الباطنية, وأثبتت من جديد أن في منطقتنا العربية من لا يزال تحركه، و تتحكم فيه أيادي المكر الأجنبية.
غير أن محاولة التسلل الفاشلة, كشفت أيضاً عن مشكلة كبرى وخطيرة تعاني منها صحافتنا المحلية, و هذه المشكلة تتمثل في الدور التضليلي والتجهيلي الذي مارسته تلك الصحف طوال الفترة الماضية.
فبدلاً من مساعدة المواطن والمسؤول في التعرف على أعداء الوطن المتربصين, ونشر ثقافة التعريف بالعدو الإستراتيجي وخطره وخطر ثقافته ورموزها, مارست تلك الصحف دور الملمع والمروج لهذه الثقافة وتلك الرموز, بل جعلت من رموزها وعلمائها مثالاً للاعتدال المزعوم, في مقابل ما يصفونه بتشدد و ضيق أفق علماء هذه البلاد!
برز ذلك في مواقف كثيرة حاول فيها تيار الصحافة أن يستغل قضايا معينة يحدث أن يكون فيها لبعض علمائنا فتاوى مغايرة للتوجّه الرسمي, فيجد هذا التيار بغيته حينئذ؛ إذ يعمد مباشرة إلى استيراد فتاوى من الخارج, دون توفير حتى لتلك التي تم تعليبها في حوزات طائفية, وذلك في محاولة لإلغاء دور علماء هذه البلاد, و السعي لتقديم بديل (غير أمين) لهؤلاء العلماء, يحدث كل ذلك نكاية في من يعتبرونهم خصومهم, دون اعتبار لمصلحة الوطن الكبرى. .
بل إن أحد رؤساء تحرير إحدى الصحف (و الذي ظهر على شاشة إحدى القنوات معلقاً على الأحداث الأخيرة, وواصفاً حركة الحوثيين و حكومة إيران بالغيبية و الطائفية), كان قد كتب في صحيفته في إحدى المرات داعياً إلى تكريم أحد أكبر المراجع الطائفية, بل ومنحه أعرق جائزة في بلادي (كما يقول الكاتب نفسه) , ويعني جائزة الملك فيصل لخدمة القضايا الإسلامية. .
هنا يحق لنا أن نتساءل: كيف يتسق أن يهاجم هذا الصحفي الآن المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة, بينما يدعو في صحيفته إلى تكريم أحد قادة هذا المشروع؟!
هل كان يعتقد حين كتب ذلك المقال أن ذلك المرجع يقف ضد حركة التمرد الحوثية؟
ألم يسمع عن العلاقة الحميمة بينه و بين زعماء التمرّد, و التي عبر عنها الزعيم الروحي للحوثيين بدر الدين الحوثي, في رسالته له في نيسان من عام 2005, و التي طلب منه فيها التدخل في المسألة الحوثية؟
و السؤال الأهم: هل يتوقع رؤساء تحرير صحفنا المحلية من تلك المرجعيات, الذين تسابقوا على حشد ونقل آرائهم في قضايانا الوطنية، أن يصدروا بيانات تدين عمليات التسلل الحوثية , أو تدين ورقة تسييس الحج التي تلوح بها إيران؟
من هم العلماء الذين يمكنهم أن يشحذوا همم جنودنا هذه الأيام؟ أليس هم أولئك الذين تجاوزتهم تلك الصحف, ووصفهم كُتَّابها بالتشدد والمشاغبة؟!
إذاً هي مصيبة كبرى لدى رؤساء تحرير الصحف المحلية, وهي في أحسن الأحوال, ومع بذل أقصى محاولات إحسان الظن, قصر نظر فاضح مِمّن يُفترض أنهم مؤتمنون على فكر كل من يعيش على تراب هذا الوطن!
إنها دعوة لكل رؤساء التحرير بأن يجعلوا مصلحة الوطن فوق كل اعتبار, و ألاّ يجعلوا من خصوماتهم الأيدلوجية (غير المسوَّغة) لعلماء هذا البلد مسوِّغاً للاستقواء بمخالفيهم, ممن أبانت لنا الحوادث أين يقفون منا على وجه الحقيقة.
حامد خلف العُمري
أنتهى
صيد الفوائد
...................
التعليق:
تأبى الخسة والدناءة الا أن تلتصق بمن ينزل الى أدنى مستويات الأمانة في مهنته مهما كانت هذه المهنه
فالخفير لو تهاون في أداء مهنته لسرق القصر وكذلك الراعي والمدرس والمدير ألخ
فما بالك بمن مهنته تحتم عليه أن يطلع على عمله ذلك القدر الكبير من الناس , فيكون لهم الحكم على ما يقوم به ويكونون شهداء عليه في كل كبيرة وصغيرة.
لعلها من حكمة الله سبحانه وتعالى أن جعل أمثال هولاء من رؤساء التحرير أشهر من نار على علم , فيجدون من يرصد أقلامهم ويجردها من الزخرف الذي تحاول أن تحيط نفسها به ويعريها الى أن تظهر بصورتها المجردة من كل أمانه مصداقية بل ومن أدنى مسئوليات وأخلاق المهنة.
لا أملك ادنى شك في أن بعض هذه الأقلام وبعض هذه الصحف قد سلكت طريق لا يسلكه حتى البغايا من حقارة النهاية التى ينتهى أليها صاحب هذا الطريق.
أنه طريق خيانة الأمانة وخيانة الوطن وخيانة قبل كل شيء الدين وأهله عبر التضليل والتطبيل للمذاهب المنحرفة عقدياً و العميلة للخارج وذات نزعة تنادى بأزالة نظام الحكم ليحل محله نظام أمامة ما انزل الله بها من سلطان .
الكل الأن يعرف تمام المعرفة أن الحوثي هو رافظي شيعي ذو دعم أيراني ومرجعية أيرانية وكذلك هو الحال لمن هم أتباع النمر الذي يستقوى على هذا البلد بقوى خارجية لينال للقطيف ومن فيها حكم ذاتي مستقل عن تراب هذا الوطن.
الصحافة الليبرالية ستنزل الى أحقر وأدنى مستوى منحط لكي تنال من شرع و علماء هذا البلد حتى أنه لم يعد هنالك خطوط حمراء أو شرف مهنة يمنعها من هذا المنحدر العفن.
بل هي على أستعداد بأن تأتى بالشيطان نفسه ليكون هو المشرع للبلاد والعباد ولكن لا يكون من دار الأفتاء والدعوة والأرشاد.
الدعم الأجنبي لهذه الصحف وقد تم فضحه بعدما تحدث الصحفيين الشرفاء عن الدعوات التى توجه اليهم من السفارات لقبول دعم لبرامج معدة مسبقاً لا تخدم الا الأجندة الخارجية للغزو الجديد.
أذا كانت كتب ومنشورات الفئة الضالة خطر على هذا البلد فأن هذا النوع من الصحافة والنشر لا يقل عنها خطر بل أنه مثل السم الذي لا تشعر به الا بعد أن يكون قد تمكن منك.
صحافة تعجبك في لحن القول ولكن لا تجد بيت سطورها قال الله أو قال الرسول صلى الله عليه وسلم الا ماندر وفقط فيما تبحث من خلاله عن نقطة خلاف بين العلماء لتعيد الجدل والتشيك , ثم ... من تجد الذي يتولى مثل هذه الأمور ؟
كاتب لم ينهى الثانوية العامة !
ومع ذلك تجده لدى الصحيفة بمثابة ( عالم ) في كل شيء!
سعادة وزير الثقافة والأعلام ....... كيف الحال؟
مواقع النشر