جدة - واس : جذبت الرواشين الحجازية القديمة زوار مهرجان جدة التاريخية (
كنا .. كدا 2) في يومه الخامس التي تعد من الإرث القديم للماضي. وتجولت "واس" على أماكن صناعة الرواشين الحجازية القديمة التي تميزت بجمال ورونق تصميمها التي كانت ومازالت تمثل أصالة الزمان والمكان للطراز المعماري الحجازي القديم.
والتقت "واس" بأحد تجار صناعة الرواشين الحجازية الدكتور
محمد كوسة، الذي أكد أن الرواشين في بيوت جدة التاريخية يمتزج بخليط من الثقافات العربية والعثمانية والفارسية، مشيراً إلى أن بيوت جدة تزينت في الحاضر بالمناظر الرائعة والتراثية لأنواع الرواشين القديمة والحديثة.
وأوضح أن الرواشين تعمل على تخفيف درجات الحرارة قديماً، وذلك بطريقتها الفنية التي تسمح لدخول الهواء الخارجي للمنزل وعملها على تكييفه، مشيراً إلى أن الرواشين كانت في السابق جزءً أصيلا في المنازل بجدة ولا يكاد يستغنى عنها في أي منزل بسبب ميزاتها العديدة وتمثيلها لأصالة الزمان والمكان.
وأشار الدكتور كوسة إلى أن الرواشين لها ثلاثة أنواع الأول المسمط وهو عبارة عن بروز بسيطة عن الجدار علي هيئة صندوق يمتد عادة من الطابق العلوي للمنزل حتى قاعدته أو أساساته في الدور الأرضي وهذا الطراز هو الأبسط بين جميع أنواع الرواشين يركب في معظم الحالات على أحد جانبي المدخل بشكل متناسق وفي قطاعه الأدنى ثمة فتحات مستطيلة أو مقوسة حشوة بمصبعات من الحديد المزخرف، أما الأدوار العليا فثمة قطاعات مُستطيلة الشكل فوق الفتحات وتحتها وقد توجد بعض الأحزمة الأفقية التي تشير إلي مستوى أرضية كل طابق من طوابق المنزل وغالبًا ما يخلو السطح الخارجي لهذا الطراز من النقوش البارزة وعوضًا عن ذلك يطلي بالألوان الزخرفية وفي العادة لا تتوج قمته بمظلة أو تاج.
وأفاد أن النوع الثاني من الرواشين البارز الذي يتميز عن سابقه بأنه أكثر تنميقًا واتقانًا وعادة ما يتم وضعه فوق مدخل المنزل وتظهر فيه المقرنصات المتدلية والدعائم والكوابل المزخرفة، مبيناً أن هذا الطراز قد يكون تجميعًا لوحدات متواصلة بدءً من الطابق الأعلى أو يكون علي هيئة مجموعة رأسية من الوحدات المنفصلة وبين كل طابق وآخر ثمة حليات معمارية أفقية وأحزمة من النقوش الزخرفية وعادة ما يكون الجزء العلوي علي شكل تاج مجوف بنقوش شبيهة بالمقرنصات وقد تختلف البروز الأمامية والتفاصيل الزخرفية من طابق لآخر في ذات المنزل.
وأبان أن النوع الثالث يأتي روشان مع بلكونة ويتكون من وحدات منفردة توزع ضمن الإطار العام للشكل المميز لواجهة المنزل وتتنوع فيها التقسيمات والفتحات والستائر الشبكية، لافتاً النظر إلى أن مايتميز به هذا الطراز وجود مظلة تعلو قمته تكون مسطحة أو مائلة وتتباين أحجامها وأشكالها من منزل لآخر.
يذكر أن صناعة الرواشين في جدة عرفت في أواخر القرن السادس الهجري علي الأرجح وصارت طابعًا مميزًا لعمارة المدينة منذ منتصف القرن السابع الهجري وتتميز رواشين جدة عن مرادفاتها في العالم الإسلامي بأنها الأكثر ارتفاعًا والأكبر حجمًا وهي تركب في صفوف متراصة وكثيرًا ما تمتد وتتواصل من الطابق الأرضي وحتى الأدوار العليا أو تمتد أفقيًا حول الأدوار العليا فتكاد تغطي واجهة المنزل بأكملها.
وتنحصر الروشان في ثلاثة ألوان أساسية الخشبي والبني بكل درجاته واللون الأخضر، وكل نوع من الروشان يتكون من 8 أنماط والذي يحدد النمط هو الطبقات الموجودة فيه والزخرفة والرواشين التي تتكون من 6 أجزاء رئيسية.
وتتميز الرواشين بوجه عام بالوحدات التصميمية الجمالية التي تبرز على الجدران في المباني وتطل على الشارع أو على الفناء الأوسط وتستند على دعائم ناتئة "كوابل" من الخشب وتظهر فيها مهارات النجارين من خلال المشغولات الخشبية للقطاعات المتشابكة والطنف والأفاريز المائلة ومصارع النوافذ وغالبًا ما تكون مزودة بشيش يتألف من ستائر شبكية صغيرة.
مواقع النشر