((( تجارة الخضار والفواكه )))
------------------------
في عام 1399 هـ عاد نجم مع زوجته وإبنهما سعود ذي العامين من عمره إلى الرياض
حيث ابتاع أرضا وبداء بنائها بموجب قرض من البنك العقاري يوم كان المواطن يقدم طلبه ويستلم أول دفعة من القرض خلال أسبوع واحد
بعد أن أتم بناء فيلته الخاصة التحق بوظيفة أهلية لدى الشركة السعودية للطــوب الرملــي الجيري كأمين صندوق ولكنه لم يلبث فيها طويلا حيث قرر العمل مجددا في التجارة فانتهز فرصة قيام أسواق الخضرة في حي الربوة في الرياض فاستأجر مبسطين متجاورين لبيع الخضار والفواكه
ولم تكن عملية ممارسة هذه التجارة سهلة أبدا
فقد واجه هو وكثير من السعوديين حربا غير أخلاقية من جانب اليمنيين اللحوج الذين تضامنوا للإطاحة به هو خصوصا كونــه المشاغب كما أسموه الــذي يتقــدم السعوديين فـي المشاكسات وتقديـم البلاغات عنهم لجـهات الإختصاص
و كانت هذه الحرب تتم من قبلهم من خلال شراء الفواكه تحديدا وبيعها برأس المال أو أقل بقليـل
متضامنين في هامش الخسارة الذي لايلحق بهم أضرارمباشرة كمجموعات على عكس السعوديين الذين لم يألفوا مثل هذه الأساليب القذرة فكان كل منهم مستقل بعمله
فتوجه المشاغب إلى مدير بلدية السوق شاكيا فأجابه مدير البلدية أن هذه المنافسة في صالح المستهلك
وحاول أن يفهمه أن هذ ه المنافسة غير الشريفة ستنتهي بإخراج الشرفاء من السوق ومن ثم تتم السيطرة وتدين لهؤلاء وحينها سيضعون أسعارهم كيفما شاؤا و يكونون هم المستفيدين أولا وأخيرا على حساب المستهلك فأين أنت من حماية المستهلك إذا كانت هذه الحماية مفتعلـــة ولمـــدة مـحــــدودة حتى تضع الحرب أوزارها بانتصار حتمي لهذه الفئات ؟؟
ونشب الخلاف بينه وبين مدير البلدية وصل حد التلاسن والإتهام المباشر والصريح أن رئيس
البلدية إما أن يكون متواطئا أو لايفهم في أسرار مهنته وغير جدير بتفعيل روح نظام الأسواق قبل نصوصه
وانتهت المعركة بتوجيه إنذار خطي لهذا المشاغب بعد أن حرر بحقه محضر موقع من مدير فرع البلدية وأعوانه ولكن المشاغب كان غير مكترث بهذا المحضر والإنذار
وبداء يمارس حربه على طريقته وأسلوبه الخاصين ومن جبهة أخرى لم يتوقعها خصومه فقلل من الفواكه واعتمد على الخضار التي هي من الكثرة وعدم القدرة على تحديد أسعارها وفي مقدمتها المجنونة ( البندورة ) التي أمكن له السيطرة على جنونها فدانت له وفق خطط محكمة باصطياد الثلاجات القادمة من خارج المملكة قبل وصولها إلى السوق من مسافات بعيدة مع الوعد بتفريغها على الفور وهذا الأمر رغب وأغرى سائقي ومالكي الثلاجات للتفريغ السريع بدلا من التوقف من يومين أو أكثر و من ثم وضع السعر متضمنا هامش الربح
حيث بداء يحتكر سوق البندورة بالتضامن مع جميع التجار السعوديين في الربح والخسارة
وذلك باتباع سيا سة توحيد بيع الجملة والقطاعي الأمر الذي قطع الطريق على هذه العصابات في سوق الربوة وسبب لهم خسائر فادحة وفتح المجال لتجار الجملة في الأسواق الأخرى المجاورة للمنطقة كالبقالات بجميع أحجامها حتى أن الطلب ظل دائما أعلى من العرض الذي لم يحاول المشاغب ورفاقه استغلاله أو تغيير وتيرته حتى لو حاول المنافسين لهم استجلاب البندورة المعروفة بماركة البسام من مصادر أخرى أو حتى من نفس المصدرفلن يستطيعوا المنافسة ذلك أن المشاغب وجماعته وضعوا أسعارامتوازنة جدا ترضي أصحاب الثلاجات الذين يعرفون أسعار السوق مسبقا
وقد تحقق للمشاغب وعصابته النجاح من خلال اتباع سياسة السعر الموحد للجملة والمفرق ورغم أن أسلوب السيطرة كان إحتكاريا على هذا النوع من الخضار من خلال اتباع طرق ووسائل تآمرية بين مجموعة المشاغب وسائقي الثلاجات من خلال تنفيعهم يوم كانت الأسواق السعودية مفتوحة على كل ممصاريعها للشركات والتجار الأجانب لتصدير منتجات بلادهم على ثلاجاتهم الغير سعودية هي الأخرى
وقبل أن يستقل السوق السعودي للخضار مقتصرا على الموردين السعوديين
على الثلاجات السعودية أيضا غير أن الأمر ظل ولايزال إلى اليوم قا نونيا في ظاهره بسجلات تجارية سعودية ولوحات سعودية يتخفى خلفها الأجانب تحت التستر بمافي ذلك الثلاجات
كان مبرر المشاغب وجماعته أن الغاية تبرر الوسيلة ولو لم يفعلوا ذلك لمكن اليمنيين من طردهم من السوق ولأحكم اليمنيون قبضتهم عليه وفرضوا الأسعار التي تناسبهم وقد كان اليمنيون من قبل يشترون بالمزاد التآمري كل ثلاجة تصل إلى السوق ويعطلونها باليومين أو الثلاثة حتى يعطشون السوق ويتركون المستهلك يلهث في البحث عن البندورة التي ينزلونها على دفعات صغيرة لخلق تزاحم وتدافع بين الناس لشراء صندوق البندورة دون أدنى إهتمام للسعر الخيالي الذي يفرض عليهم فرضا بحيث يضمن لهؤلاء الجشعين ربحا فاحشا من ثلاجة واحدة حتى لو تم بيع باقي المركون في بقية الثلاجات بأقل من رأس المال
ومن أهم عوامل نجاح صاحبنا المشاغب ورفاقه هو تحرير الثلاجات أولا بأول من خلال سرعة تفريغ محتوياتها التي لاتكاد تغطي الطلب ونفادها بمجرد عرضها
وبعد زمن من الكر والفر مع هذه العصابات سئم المشاغب العمل في سوق الخضار الذي وضعه من حيث لايدري طرفا دائما في المسرحيات اليومية التي تبداء بالتلاسن وتنتهي بالإشتباكات اليدوية مع بعض الوسائل المتاحة والغير شرعية على الإطلاق مع التوعد بتعطيله عن السوق بالإعتداء الجسدي أو غيره من الخيارات الإجراميه
والحقيقة أن مثل هذه الفئات الدنيا في عقلياتها ومفاهيمها لاتتورع أبدا عن تنفيذ تهديداتها وأخيرا اقتنع المشاغب أن سوق الخضار ليس هو مجاله أو مكانه إضافة لتذمر زوجته من خروجـه إلى السوق مــن قبــل صلاة الفجر إلى مابعد صلاة العشاء حيث لايعود لمنزله إلا وهو في حالة يرثى لها من التعب حد الإعيـــاء
ولذلك اتخذ المشاغب قرارا خطيرا وكان أسواء قرار اتخذه في حياته
يتبع
مواقع النشر