42
(( جمل سعودي وجمال لبناني ))
كان ذلك في أواسط السبعينيات الهجرية وكان نجم حينها طفلا وعايش وشاهد أحداث
ووقائع قصة جمل في جزئها الثاني في الرياض وحفظها عن ظهرقلب حتى في أدق تفاصيلها
في حين يظن البعض أن الطفل الفضولي المتطفل لايدرك بعض الأمور ولاتلفت نظره أو تثير اهتمامه
ولكن بعض الأطفال موسوعات عجيبة تستوعب أدق تفاصيل الأحداث والأحاديث حتى الحميمية منها فاحذروا عيون وآذان وعقول الأطفال إني لكم ناصح أمين
صاحبنا
جمل وهذا إسمه كان بدويا جلفا طويل القامة عريض المنكبين وذو طلعة مهيبة بوجهه القمحي الذي ينتهي بلحية ملكية مصبوغة بالسواد مع شاربين كثين طويلين ينتهي كل طرف منهما بعقصة شنبية مصطنعة فيبدوان للناظر إليهما وكأنهما جناحا أحد الجوارح أثناء تحليقه
كانت هذه إحدى مؤهلات جمل الشكلية ليكون مرافقا
( خوي )
كان أميا لايقراء ولايكتب ومهنته هي من واقع لازمته الدائمة
( سم طال عمرك )
سافر ذات صيف معهم إلى لبنان وكان من لوازم البرستيج الضرورية ولإضفاء شيء
من مظاهر المهابة والهيبة الشخصية أن يكون مظهر الخوي مهيبا ومريعا في كل شيء
في مظهره شكلا وتشكيلا في لباسه الفاخر ومجنده الجلدي الفاخر الثمين الذي يستعمله
كعهدة مؤقتة يتم استخدامها عند اللزوم فقط
هذا المجند يبداء بحزام على الخصر ويمتد منه من الخلف بمحاذات الإليتين سيرين متعامدين إلى أعلى الكتف ثم ينحدران متقاطعين من الأمام عند الصدر لينتهي طرفاهما في الحزام الذي يكون عادة مخزن للذخيرة إضافة للبندقية أو المسدس أو كليهما وأحيانا مع السيف بغمده
وكل هذه المعدات الحربية شكلية ليس إلا
أخذت بجمل وشكله الجذاب ومظهره المهيب إحدى الفتيات اللبنانيات وأغرمت به
وكانت تلك الفتاة قاصرة نظر وظنت أن في الثوب جملا جملا يساوي وزنه ذهبا
ومحيط جسمه يساوي محيط بئربترول يمتلكها في فناء قصره المنيف
كما تصورته في أحلامها وظنونها وحتى خيالاتها وقد قاست الأمور بحكمة المظهر ينبئك عن المخبر
دون أدنى سؤال عن حاله ومحتاله
فاستدرجت جمل وأغوته بجمالها الأخاذ ورقة بشرتها البضة وضحكاتها الرنانة حتى أنها أسمته
جمال بدلا من جمل
فداخ ذلك الجمل البئيس على يديها بعد أن روضته بسياط أنوثتها حتى أقنعته بالزواج منها وتنفست هي الصعداء
وتمددت على سراب أحلامها بعد أن تحققت أمنيتها بالزواج من جمال ومن ثم
امتلاك بئر خاوية من البترول ومن كل شيء إلا منها ومنه قرب بيت الشعر الذي نصبه لها في الرياض مع زوجته وسرب أبنائها
فأصيبت البنية اللبنانية بصدمة شديدة وتراجعت أحوالها الصحية
والنفسية وحتى العقلية
مما اضطر جمل إلى استئجار بيت لها في المربع فقبلت بذلك على مضض ولسان حالها
يقول بيت طين ولا بيت شعر
ولكن نيران الغيرة استعرت في قلب أم عيال جمل البدوية فأتت إلى والدة نجم شاكية باكية
من ظلم جمل لها وعدم عدله في المبيت والمأكل
فمما قالت بلهجتها البدوية
يودي للشامية القمطره والبرطقان وانا يجيبلي كراث وخس مع علف المعزى
سائت الأمور بين جمل وشمعته اللبنانية التي حملت منه وأنجبت له طفلة جميلة
فما كادت أن تتم بضعة شهور حتى حملت منه مرة أخرى ولكن الأمور زادت سوءا باعتلال صحتها فرق لحالها ووافق على سفرها مع إبنتها إلى أهلها في لبنان فذهبت
ولم تعد ولم تعد أبدا
وكأن جمل كان ينتظر هذه النهاية فلم يهتم ولم يكترث لها حتى أنه نسي أو تناسى أمر إبنته
وما كان في بطن زوجته منه
ترى كم أحمق سعودي ارتكب مثل هذه الجريمة بصورة أو أخرى خاصة
مع عدم أو صعوبة الزواج من غير سعوديه حينذاك
فكم من أحمق وماجن غير مسؤول تزوج غالبا زواجا عرفيا للمتعة فقط وكان لهذا الزواج
ثمرة أو أكثر ولكن الزوج يهرب من واقعه ومسؤليا ته دون أدنى وازع من دين أوضمير وأخلاق
مواقع النشر