“فالنتاين”..
الرؤية الشرعية و “الصرعات الشبابية” 


المدينة -لطفي عبد اللطيف- الرياض: جدل كل عام حول ما يسميه "البعض " بـ"عيد الحب" او "فالنتاين" او ما يطلق عليه بـ"عيد لبقديسين" في يوم 14 فبراير والاحتفال به بـ"وردة حمراء" او "صورة قلب احمر"، او ما شابه ذلك، فهناك من أكد على المنظور الشرعي للموضوع مستندا على آراء وفتاوى كبار العلماء بحرمة الاحتفال بذلك، لان لدى المسلمين عيدان عيد الأضحى وعيد الفطر، وأنه من قبيل التقليد بالكفار الذي لا يجوز، ومن نقّب وبحث في المسألة ونشأته تاريخيا وجده بأنه وثنيّ أو نصراني، وما يهمّنا في الامر ان المسألة لا تعدو ان تكون تقليدا للغير، يريد به البعض ان يقتفي اثرهم في كل شيء، حتى ولو كان مصادما للعقيدة والدين، فليس كل ما يفعله الغير نقتفي أثره ونأخذ منه، ولكن هناك من يرى انه "صرعة شبابية" وان "وردة حمراء" لا تعني اكثر من تصرف شبابي قد لا يعلم هذا الشاب حقيقة الامر، ولكن يبقى الأمر ان الشرع شرع يجب اتباعه وان هناك نظمًا لابد ان تحترم من الجميع، فاذا كان للغرب نظمه وقوانينه فان لدى كل دولة نظمها . ولكن ما هي قصة "فالنتاين" حتى يعرف الشباب والفتيات حكايته، هناك من يراه انه يرجع الى الرومان، حيث أنهم كانوا يحتفلون بعيد يدعى (لوبركيليا) في 15 فبراير من كل عام، وفيه عادات وطقوس وثنية ؛ حيث كانوا يقدمون القرابين لما يسمى بالإلهة المزعومة، كي تحمي مراعيهم من الذئاب، ولكن حدث ما غيّر هذا اليوم ليصبح عندهم 14 فبراير في روما في القرن الثالث الميلادي.

3 أساطير

- ويرى الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل ان هناك ثلاثة اساطير حولهذا اليوم،

الأولى: أنه اسم التصق باثنين من قدامى ضحايا الكنيسة النصرانية قيل: انهما اثنان، وقيل: بل هو واحد توفي في روما إثر تعذيب القائد القوطي (كلوديوس) له حوالى عام 296م. وبنيت كنيسة في روما في المكان الذي توفي فيه عام 350م تخليدا لذكره.

ولما اعتنق الرومان النصرانية ابقوا على الاحتفال بيوم الحب السابق ذكره لكن نقلوه من مفهومه الوثني (الحب الإلهي) إلى مفهوم آخر يعبر عنه بشهداء الحب، ممثلا في القديس فالنتاين الداعية إلى الحب والسلام الذي ما تفي سبيل ذلك حسب زعمهم. وسمي أيضا (عيد العشاق) واعتبر (القديس فالنتاين) شفيع العشاق وراعيهم!!. وكان من اعتقاداتهم الباطلة في هذا اليوم أن تكتب أسماء الفتيات اللاتي في سن الزواج في لفافات صغيرة من الورق وتوضع في طبق على منضدة، ويدعى الشبان الذين يرغبون في الزواج ليخرج كل منهم ورقة، فيضع نفسه في خدمة صاحبة الاسم المكتوب لمدة عام يختبر كل منهما خُلق الآخر، ثم يتزوجان، أو يعيدان الكرّة في العام التالي أيضا!!. أما الأسطورة الثانية فتتلخص في أن الرومان كانوا أيام وثنيتهم يحتفلون بيوميدعى (عيد لوبركيليا)، وكانوا يقدمون فيه القرابين لمعبوداتهم من دون الله تعالى، ويعتقدون أن هذه الأوثان تحميهم من السوء، وتحمي مراعيهم من الذئاب، فلما دخل الرومان في النصرانية بعد ظهورها، وحكم الرومان الإمبراطور الروماني (كلوديوس الثاني) في القرن الثالث الميلادي منع جنوده من الزواج لأن الزواج يشغلهم عن الحروب التي كان يخوضها، فتصدى لهذا القرار (القديس فالنتاين) وصار يجري عقود الزواج للجند سرا، فعلم الإمبراطور بذلك فزجّ به في السجن، وحكم عليه بالإعدام. والثالثة: أن الإمبراطور الروماني كان وثنيا وكان (فالنتاين) من دعاة النصرانية وحاول الإمبراطور إخراجه منها ليكون على الدين الوثني الروماني، لكنه ثبت على دينه النصراني وأعدم في سبيل ذلك في 14 فبراير عام 270م ليلة العيد الوثني الروماني (لوبركيليا)، فلما دخل الرومان في النصرانية أبقوا على العيد الوثني (لوبركيليا) لكنهم ربطوه بيوم إعدام (فالنتاين) إحياء لذكراه، لأنه مات في سبيل الثبات على النصرانية كما في هذه الأسطورة، أو مات في سبيل رعاية المحبين وتزويجهم على ما تفتضيه الأسطورة الثانية.

وقد أفتى كبار العلماء بحرمة الاحتفال بـما يسمى "عيد الحب" مؤكدين انه "لا يجوز الاحتفال بمثل هذه الأيام المبتدعة؛ لأنه بدعة محدثة لا أصل لها في الشرع وأن فيها مشابهة للكفار وتقليدًا لهم في تعظيم ما يعظمونه واحترام أعيادهم ومناسباتهم وتشبهًا بهم، إضافة الى ما يترتب على ذلك من المفاسد والمحاذير كاللهو واللعب والغناء والزمر والأشر والبطر والسفور والتبرج واختلاط الرجال بالنساء أو بروز النساء أمام غير المحارم ونحو ذلك من المحرمات".

- وأكد د. عبد العزيز الفوزان الأستاذ بالمعهد العالي للقضاء ان الإسلام دين محبة وألفة وأن "المحبة والالفة بين المسلمين واجب شرعي، ولا تكون بطريقة مبتدعة مخالفة للدين".

- اما هيئات الامر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أكد الشيخ سالم السرواني المتحدث الإعلامي باسم فرع الرئاسة العامة لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة مكة المكرمة على التزام الجميع بالنظم واللوائح وعد الاحتفال بذلك خروجا على الأنظمة،، ونفى "السرواني" وجود أي إجراءات طارئة، مشيرا الى ان المواطنين لديهم وعي كبير بالخطأ وذلك لاجتنابه، مشيدا بتعاون أصحاب المحلات مع رجال الهيئة، وقال: ان التعليمات واضحة وأي مخالفة سوف يتم إزالتها وفق الأنظمة.