فرانس 24 : بدأ الكتاب الرقمي يشق طريقه شيئا فشيئا في الأسواق العربية ويسجل حضورا في معارض الكتاب، وإن كان البعض غير متفائل من نجاح هذا الكتاب في إغراء القارئ العربي لتدني مستواه في القراءة، إلا أن البعض الآخر يرى مستقبلا زاهرا لهذه السوق باعتبار أن الفرد العربي متعطش لآخر الابتكارات التكنولوجية ووسائل التواصل الحديثة، فكما أغرته في السابق الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية سيجد الكتاب الرقمي طريقه إليه.



أبوظبي تراهن على سوق الكتاب من خلال معرضها الدولي

في جديد طبعة معرض أبوظبي الدولي للكتاب لهذا العام، تخصيص جناح كامل للكتاب الرقمي، يضم عشرات دور النشر العربية والأجنبية التي جاءت كغيرها من دور النشر المشاركة لبيع آخر منشوراتها في هذا المجال.

"الكتاب الإلكتروني هو وعاء للمعلومة مثله مثل الكتاب الورقي، لذلك فحضوره في معارض الكتاب اليوم صار حتمية تفرض نفسها خصوصا بعد تنامي الاهتمام به من قبل الزوار والناشرين على حد سواء، فبالإضافة إلى الورشات التي نحرص على تنظيمها للتعريف وتدريب الناشرين العرب على تقنيات ورهانات سوق الكتاب الرقمي، قمنا بتوفير أكثر من 200 عنوان من منشورات هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة بشكل إلكتروني على الأجهزة الذكية" يقول مدير مهرجان أبوظبي للكتاب جمعة القبيسي.

ويعود أول ظهور للكتاب الرقمي في العالم إلى السبعينيات مع مشروع "غوتنبرغ" الذي أراد من خلاله ميكائيل ستارن هارت الأمريكي تحويل ونشر الإصدارات الأدبية والفكرية إلكترونيا، بدأت الفكرة على الحواسيب التقليدية لتصل بعدها إلى الحواسيب اللوحية والهواتف الذكية.

أحد المشاركين في معرض أبوظبي الدولي للكتاب


هل سيعرف الكتاب الرقمي طريقه إلى الفرد العربي؟

"نيل وفرات.كوم" واحدة من دور النشر الرقمية المشاركة في معرض الكتاب، تجربتها مع الكتاب الإلكتروني جاءت بعد سنوات من عملها في سوق الكتاب الورقي بلبنان وتحولها جاء "لأسباب اقتصادية بحتة في بداية الأمر، فسعر الكتاب الرقمي أقل تكلفة وعبء من الورقي، كما أن تسويقه وتوزيعه في البلاد العربية أسهل بكثير، زد على ذلك الاهتمام الكبير الذي يوليه الفرد العربي خاصة الشاب والجامعي منه إلى التكنولوجيات الحديثة بما فيها الأجهزة اللوحية التي تمكن من تصفح الكتب عبرها" يقول مديرها صلاح شيبارو.



"جملون.كوم" موقع إلكتروني يعتبره أصحابه "أغنى" مكتبة رقمية عربية حيث يضم أكثر من تسعة ملايين كتاب عربي وإنكليزي، في البداية اقتصرت الفكرة على "خلق مكتبة على النت لعرض الكتب باللغتين العربية والإنكليزية وبيعها في مختلف أنحاء العالم، لتتطور الفكرة بعدها وتصبح مكتبة إلكترونية يمكن للقارئ تصفح هذه الكتب وقراءتها بفضل تحميل خاص على الآي باد والآي فون" يقول مديرها لتطوير الأعمال عمار سلال.

ديابوراما - معرض أبوظبي للكتاب - موفدة فرانس 24 مليكة كركود



ويدافع عمار السلال عن الكتاب الرقمي الذي يحاول تسويقه لزبائن المعرض لكونه "خفيف الوزن ، يمكن قراءته ونقله بسهولة، يمكن الحصول عليه على مدار أيام السنة ليس خلال أيام معارض الكتاب فقط، زد على ذلك فهو أرخص بكثير من الكتاب الورقي الذي عليك تخزينه وحفظه في بيتك".

"تقنيات المكتبات" مكتبة رقمية هي الأخرى جاءت لمعرض أبو ظبي لتسويق خدماتها في مجال الكتاب الرقمي خاصة الجامعي منه والعلمي من خلال مشروع "معرفة" الذي يضم "أضخم قاعدة بيانات عربية إلكترونية في مجال الدوريات العلمية الصادرة في العالم العربي باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية، حيث تضم 1500 دورية علمية من 18 دولة عربية، بالإضافة إلى 7000 رسالة تخرج، ما يسهم بقدر كبير في وصول الطلبة والباحثين العرب إلى الإنتاج العلمي والفكري العربي" يقول محمد بهيج الطيف مسؤول التسويق.

ويؤكد محمد بهيج الطيف على أهمية الكتاب الرقمي من ناحية تسهيل عملية البحث عن الكتاب أو الموضوع خاصة في المجال العلمي، وضعف تكلفة حفظه وتأمينه كذلك.



ورغم أن الجميع يؤكد على أن سوق الكتاب الرقمي في البلاد العربية واعدة وأمامها الكثير من الازدهار، لكنهم يجمعون كذلك على الصعوبات الكثيرة التي لا تزال تعيق تطورها وانتشارها، بسبب الرقابة التي تمارسها بعض الأنظمة العربية على التكنولوجيات الحديثة وانتشارها على أراضيها وعزوف قسم كبير من المجتمع العربي عن المطالعة ونقص نضج ثقافتهم فيما يخص الكتاب الرقمي حسب صلاح شيبارو، وإلى صعوبة تحميل بعض التطبيقات الجديدة باللغة العربية حسب عمار السلال، ليضيف محمد بهيج الطيف إلى ذلك صعوبة تقبل البعض للتكنولوجيات الحديثة وتمسكهم بالكتاب التقليدي.