محمد بن راشد: مرحباً بجنودنا الأخيار أسُــــود الجزيرة وحُماة الدّارْ وعرين العرب
تروي لنا كتب التاريخ دائماً مشاهد عودة الجنود من الحروب والمعارك، وما يحيط بالأبطال لحظات استقبالهم من ألق المجد والبطولة، يعودون من الجبهات تثير جيادهم المطهمات النقع وتلطمها الجموع بالورود، تنثر عليهم أكاليل الغار ويسيرون تحيطهم مواكب الفخر والإعجاب، فالجنود كُتاب المجد دوماً وحماة دياره الأشاوس، رجال البطولة والعز..
وفي قصيدة فخر وعز وشرف جديدة، كتب صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، يوم أمس ملحمة شعرية ترحيبية برجال الدار والوطن وحماته وأسود الجزيرة، بمناسبة عودة الدفعة الأولى من قواتنا المسلحة من مهامها في اليمن، بعد مشاركتها ضمن قوات التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، وصفهم فيها بحماة الدار وأسود الجزيرة الأشاوس وعرين العرب وذخره.
أنبل التضحيات
«الفاتحون» جاءت في 25 بيتاً شعرياً «إسوارة» للفخر، قدم فيها سموه روح الوطن والفروسية الخلاقة، فجنودنا البواسل في اليمن هم حماة الديار وأسود الجزيرة، قدموا أجمل التضحيات وأنبل الملاحم.
ووهبوا أرواحهم في مهمة أصيلة، تكللت بالنجاح، حين هبوا على أكمل وجه لنصرة أشقائهم فكانوا نوراً في جبين الوطن وهامة التاريخ الخالد، سيتعلم منه الناس دروس الإيثار والتضحية، التي خطوها بدمائهم، وكتبوا في دفتر الوطن العطاء، بعد أن سقوا المعتدي الجبان والغادر كأس الموت والدمار، وتركوه نادماً على خسته وأفعاله الدنيئة في شعب يستحق كل الخير:
أسُـــــــــودْ الجزيـــــــــــرهْ حمـــــــــــاةْ الــــــــــدّيارْ
قِضــــــــــوُا شَفِّنــــــــــا وإرجِعَــــــــــوْا للحِمَــــــــــىَ
عريـــــــــــنْ العَـــــــــــرَبْ دارنــــــــــا بإفتِخــــــــــارْْ
ومِــــــــــــنْ شَعْبِنـــــــــــا النَّـــــــــــاس تِتْعَلِّمَـــــــــــا
سِقُـــــــوا المِعْتــــــدي كــــــاسْ مــــــوتْ ودِمَــــــارْْ
وخَلِّـــــــــــوهْ عَ اللَّـــــــــــي فَعَـــــــــــلْ يَنْـــــــــــدِما
الأبطال الأخيار
فقواتنا المسلحة في مهمتها خلال عاصفة الحزم وإعادة الأمل إلى الشعب اليمني الشقيق، ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، قدمت روحاً عسكرية عالية ومثالاً يحتذى في البطولة فكان جنودها رجال الجبهة، وبوصولهم إلى الوطن، بعد إكمالهم مهمتهم بنجاح وتسليم اللواء إلى دفعة جديدة من جنودنا الأشاوس، ترحب بهم الكلمات ويفخر بهم الشعب، بوصولهم أصبحت الأرض سماء تطاول الأفق، تحت أقدامهم شموخ المجد وثرى الكبرياء، فهم الأخيار الذين خدموا الوطن بكل اعتبار، يترنم بهم، فقد منحوا أعمارهم، ورموا بأقدارهم لا يهابون الموت في سبيل نصرة الوطن ورفعته، وصانوا أسواره بأرواحهم وبدمائهم:
هَلاَ ومَرحبَــــــــــــــا بــــــــــــالجنودْ الخِيَــــــــــــــارْْ
غِـــــــدَتْ أرضـــــــكمْ مـــــــنْ وصَـــــــلتوا سِمَــــــا
خِـــــــــــدَمتوا وطنكـــــــــــمْ بِكِـــــــــــلْ اعتبـــــــارْْ
وأمْســــــــــــىَ بكــــــــــــمْ فَخْــــــــــــرْ يترَنِّمــــــــــــا
لأجْلــــــــــهْ ولأهْلِـــــــــهْ رَخَصـــــــــتوا العَمــــــــــارْْ
وصِــــــــــــــــنتوهْ بــــــــــــــــأرواحكمْ والـــــــــــــدِّمَا
وضوح الحق
فمعركة اليمن، معركة واجب وحق واضح وضوح النهار والشمس في ظهيرته، حيث عبث بمقدرات شعب اليمن وأرضه الطيبة شياطين فتنة وأبالسة مارقون ظالمون، فتوهموا وصدقوا أوهامهم وظنونهم الخبيثة ونواياهم السيئة الماكرة، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، فالحق هو المنتصر دائماً، وتحكي ذلك حكمة الآراء والأقوال كما أن رعاة الجهل والظلم في حسرة وندامة:
وتَـــــــرَىَ الحــــــقْ واضِــــــحْ شَــــــراةْ النَّهــــــارْْ
يشُــــــــوفَهْ ولــــــــوُ مـــــــايشـــــــوفْ العَمَــــــــىَ
وقــــــالوُ هَــــــلْ الــــــــــرايْ مــــــنْ يـــــارْ ســـــارْ
وقـــــــــــــــالوا فلا دامْ مـــــــــــــــنْ يظلِمــــــــــــــا
ومــــــنْ صــــــاحَبْ إبليــــــسْ شــــــافْ الخَسَــارْْ
ولـــــــهْ الشِّـــــــهْبْ مَـــــــعْ صاحبـــــــهْ تَرْجمـــــــا
وراعــــــــي الجَهِـــــــلْ دايمـــــــاً فـــــــي عِثــــــــارْْ
تِغِــــــــــــــــــــــرَّهْ ظنونــــــــــــــــــهْ ويتُوَهِّمـــــــــــــا
نصائح الإمارات
فقد كانت جهود الإمارة قيادة وشعباً دائماً في مصلحة الشعب اليمني، وقدموا النصيحة في السر والعلن، لكن المارقين في اليمن لم يأبهوا بهذه النصائح، ورموا بها عرض الحائط واختاروا عنها الارتماء تحت أقدام كسرى، وفي ذلك إشارة رمزية تاريخية من سموه إلى المطامع الفارسية في المنطقة، حيث تحرك هذه الحرب أياد خفية، استغلت بعض الفلول واشترت كرامتهم مقابل مغانم بسيطة على حساب عزة شعب كامل:
بـــــــــــذلنا النصـــــــــــيحهْ بِسِـــــــــــرْ وجهَــــــــــارْْ
لمِـــــــنْ تَحـــــــتْ رجليـــــــنْ كِسْــــــرَىَ إرتِمَــــــىَ
ولـــــــــي مـــــــــا يبــــــــالي بــــــــذلٍّ وعــــــــارْْ
يبيــــــــــــعْ الكرامَــــــــــــهْ لأجـــــــــــلْ يَغنِمـــــــــــا
همجية الحوثي
فهذه الجماعات لا تعرف معنى للوفاء ولا البناء، فالحوثي وأنصاره لا يستمدون قوتهم من الداخل، لكنهم يصطلون بنار بعيدة، لا معنى للبطولة في قاموسه، ولا لأخلاقيات الحرب التي تفرض مراعاة الصغار والكبار والنساء، فساطوره دام ووحشي، حز به رقاب الأطفال في مذابح وحشية وهمجية، فطبعه المجرم هذا دأبه.
لكن بفضل الله، وبفضل الجنود البواسل وتضحياتهم من قواتنا وقوات التحالف العربي، ردت كيده إلى نحرهِ وقطعت يده الجبانة الغادرة، وحطمت جيشه الجبان، الذي تشتت من هول الصدمة فانحسرت رايته التي يفخر بها وطواها التاريخ كما طوى راية كسرى، فهو لم يراعِ حق الأهل ولا حق الجار، فغدت أوهامه ومطامعه تحدثه بدار العرب، يحلم ببسط نفوذه:
ويــــــــومٍ غــــــــدا الحـــــــوثيْ إيحـــــــوثْ نـــــــارْْ
ويِسَــــــــــــوِّي الــــــــــــذي رَبِّنــــــــــــا حَرِّمـــــــــــا
يظـــــــــــنْ البطولَـــــــــــهْ بـــــــــــذَبْحْ الصِّــــــــــغارْْ
ولا يجــــــــــوزْ عــــــــــنْ طِبْعِــــــــــهْ المِجرمِــــــــــا
قِطَعْنـــــــــــا يَـــــــــــدِهْ وعـــــــــــاينْا لإنـــــــــــدِحارْْ
وجيشــــــــــهْ مــــــــــنْ الصَّــــــــــدْمِهْ إتحَطِّمــــــــــا
ورايــــــــــاتْ كِســـــــــرىَ طواهـــــــــا إنكِســـــــــارْْ
وليتــــــــهْ مــــــــنْ اللِّــــــــي جَــــــــرَىَ يفْهمــــــــا
عمــــــــاهْ الطِّمَــــــــعْ مــــــــايراعـــــــي لِجـــــــارْْ
وأمســـــــــــىَ بـــــــــــدارْ العَـــــــــــرَبْ يحلِمـــــــــــا
سد مأرب
فاليمن منا، وأهله أهلنا، نعرفه ويعرفنا، وسده العالي الشهير في مأرب الإمارات روته مراراً بماء الحياة، وفي ذلك إشارة لأيادي الغوث التي منحها القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وكل شعب الإمارات من أبنائه الكرام، لهذا الشعب الأبي..
واستحضار انتصارات عدة منها تحرير مأرب التاريخية واسترجاع السد الذي أعاد بناءه، ويقدم وصفاً أبلغ، فكما ملأه أبناء زايد بالماء، هم مستعدون أيضاً لأن يملأوه دماً، وفي ذلك إشارة إلى تضحيات جنود الإمارات في ملحمة السد، ومواقف شعبها الوفي، لإحقاق الحق ونصرة الأحرار ورد الفرحة إلى اليمن السعيد:
فيـــــــــا سَـــــــــدْ مــــــــأربْ عــــــــداكْ إنْــــــــدثارْْ
لأجـــــــــلْ اليِمَـــــــــنْ كَـــــــــمْ مَلينــــــــاكْ مَــــــــا
ولأهــــــــلْ اليمَــــــــنْ لــــــــي عَليهـــــــمْ نِغـــــــارْ
بنملاكْ يــــــــــــا سَـــــــــــدْ مـــــــــــأربْ دِمـــــــــــا
بناخــــــــذْ لــــــــكْ الحَــــــــقْ فِعــــــــلْ الحَــــــــرارْ
وبَتْــــــــــــــــــردْ فَرحــــــــــــــــــانْ تِتْبَسِّــــــــــــــــــما
أشاوس الجبهة
يوجه رسالة عز مباشرة إلى أشاوس الجبهة، درع الوطن في الملمات، وسيفه الباتر عند الخطوب، من تزهو بهم ابتسامة الإمارات، وتحلو الانتصارات، وتخفق الراية عالية، وتتكلم أفعالهم قوية مسموعة الصدى باقية الأثر، عظيمة في النفوس والوجدان:
أقـــــــــــولْ لْجنِـــــــــــودْ الــــــــــوطِنْ بإفتِخــــــــــارْ
أســـــــــــودْ الجزيـــــــــــرهْ حِمــــــــــاةْ الحِمَــــــــــىَ
إمـــــــــــاراتِكمْ فـــــــــــي فَـــــــــــــرَحْ وإنتصــــــــــارْ
وأفعالِنـــــــــــــــــــا اليــــــــــــــــــوم تِتْكَلمــــــــــــــــــا
ميثاق الوطن
يعاهدهم القادة والشعب، صفاً واحداً، على مواثيق الشرف والعهود الكبيرة التي ترتقي بالأمم وبأمجادها، وعلى رأسهم القائد الشهم حامي الديار صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب الكلمات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وكل شعب الإمارات وأبنائه الأحرار مع هذا الجيش البطل ومع أمن وأمان بلدنا الحبيب، ستظل بهم الإمارات في فرح وسرور، مادام أمثالهم حماة الديار، يسهرون ويصلون الليل بالنهار لحمايتها، كما سيبقى علمها شامخاً يرفرف عالياً في سماء العلياء والرفاه والازدهار والتقدم:
وخليفـــــــــــهْ وأنـــــــــــا بــــــــــالعِهودْ الكِبــــــــــارْ
نعاهـــــــــــــدْ وطَنَّـــــــــــــا بــــــــــــأنْ يَسْــــــــــــلِما
مَــــــــعْ القايـــــــدْ الشَّـــــــهمْ حـــــــامي الـــــــدِّيارْ
محمــــــــــــدْ وشَــــــــــــعْبٍ لكـــــــــــمْ مكْرمـــــــــــا
الإمــــــــاراتْ فــــــــي عيــــــــدْ ليــــــــلْ ونهـــــــارْ
وأعلامنـــــــــــا رَفْرفَـــــــــــتْ فــــــــــي السِّــــــــــمَا
Ⅶ خليفة وأنا ومحمد بن زايد وجميع أفراد شعبنا فداء لبلدنا الحبيب وعهده الخالد
Ⅶ الأرض غدت بعد وصولكم سماء وسيتعلم منكم التاريخ الإيثار والتضحية وخدمتم الوطن بكل اعتبار و فخر
Ⅶ معركة نصرة اليمن الشقيق معركة واجب وحق واضح وضوح النهار وأشاوس الجبهة درع الوطن
Ⅶ سد مأرب التاريخي كما ملأه أبناء زايد بالماء والحياة مستعدون أيضاً أن يملأوه دماً
Ⅶ قدمنا النصيحة في السر والعلن لكن المارقين ضربوا بها عرض الحائط والحوثي وأنصاره يصطلون بالنار
مواقع النشر