محاكمة بريطانيين وصفا الحجاب بـ"العبودية"
أصدرت السلطات الأمنية أمرا بإحالة زوجين بريطانيين إلى المحاكمة بتهمة "إثارة الكراهية الدينية" خلال تشاجرهما مع امرأة محجبة كانت تتناول طعام الإفطار في فندق يمتلكانه، ووجها لها ألفاظا مسيئة.
وبحسب ما نشرته صحيفة "تايمز" البريطانية نقلا عن وكالة "أسوشيتد برس" الإثنين 21-9-2009 فإن بداية الواقعة تعود إلى شهر مارس الماضي خلال تناول السيدة المسلمة -لم تذكر اسمها- طعام الإفطار في فندق (باونتي هاوس) بمدينة مرسيسايد الإنجليزية، وفور رؤية بن فوجلينزانج (صاحب الفندق) لها توجه إليها، ووصف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- أمامها بأنه "أمير حرب"، فيما سخرت زوجته شارون من الحجاب الذي ترتديه قائلة إنه شكل من أشكال "العبودية".
وردا على ذلك سارعت السيدة المسلمة برفع شكوى إلى الشرطة ضد الزوجين الذين صدر بحقهما لائحة اتهام بموجب قانون النظام العام الصادر في عام 1986 الذي يحرم استخدام كلمات وألفاظ تفوح منها رائحة الكراهية الدينية، التي قد تؤدي إلى تهديد أمن المجتمع
وبعد صدور لائحة الاتهام بحق الزوجين، فإنهما سيمثلان للمحاكمة أمام محكمة الصلح بليفربول في 8 ديسمبر القادم.
ومن اللافت أن فوجلينزانج (صاحب الفندق) صرح لوسائل الإعلام بأن إيرادات الفندق بعد هذه المشاجرة هبطت بنسبة 80%؛ ما دفعه إلى عرضه للبيع، ولم يتضح ما إن كانت المشاجرة في حد ذاتها هي السبب المباشر لهذه الخسارة.
"حرية التعبير"
ولم يتيسر للصحيفة البريطانية الوصول للزوجين لمعرفة رد فعلهما على أمر مثولهما أمام المحكمة، غير أن ميك جدج، المتحدث باسم "المعهد المسيحي"، شن حملة دفاع عنهما معتبرا أن محاكمتهما "تضع الحرية الدينية وحرية التعبير على المحك".
وبرر ذلك بأن "سوء استخدام القانون بهذه الطريقة يساهم في إقصاء المسيحية وجعلها على الهامش مقارنة ببقية الديانات" بحسب تعبيره.
وأضاف أن "الناس ترى الشرطة تقف بعيدا عندما يخرج المسلمون في مظاهرات ترفع لافتات تحرض على إراقة الدماء (في إشارة إلى المظاهرات المنددة بإسرائيل)، بينما يهرع للإلقاء القبض على زوجين مسيحيين لمجرد دخولهما في شجار مع مسلمة".
ويعد الحفاظ على "حرية التعبير" بلا حدود هو الحجة التي يستند إليها العديد من المدافعين عن حوادث الإساءة للإسلام والمسلمين في الغرب في السنوات الأخيرة، وأبرزها الرسوم الكاريكاتورية التي نشرتها صحيفة في الدنمارك وأثارت احتجاجات واسعة في أنحاء العالم الإسلامي، كما رفضها عدد من الغربيين الذين يرون أن هذه الحرية "لها حدود".
وتعاني الأقلية المسلمة في بريطانيا من بعض ممارسات العداء والعنصرية منذ تفجيرات لندن في يوليو 2005 التي أودت بحياة 56 شخصا، واتهم بارتكابها مسلمون.
ويصل عدد المسلمين في بريطانيا إلى حوالي 2.5 مليون مسلم طبقا لآخر إحصاءات رسمية، من إجمالي عدد السكان الذي يزيد على 60 مليون نسمة.
مواقع النشر