المدينة المنورة (واس) : تواصل جميع الجهات الحكومية الأمنية والخدمية بمنطقة المدينة المنورة تقديم خدماتها الميدانية التشغيلية في المسجد النبوي الشريف، حيث تشكّل جملة الخدمات المقدمة للزائرين في مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم – جانباً من منظومة العناية والرعاية الشاملة التي توليها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين من المعتمرين والزوّار، وتهيئة كافة السبل والإمكانات لراحتهم وليؤدوا عباداتهم بيسر وأمان.
ورصدت وكالة الأنباء السعودية قبيل حلول موعد الإفطار أمس، جانباً من صور العناية الفائقة التي تقدمها مختلف الجهات الأمنية والخدمية والخيرية والتطوعية، بإِشراف ومتابعة مباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة، لخدمة الزائرين في المسجد النبوي وساحاته خلال أيام شهر رمضان لينعموا بالراحة والطمأنينة.
ويشارك 5,000 كادر من الموظفين والموظفات في تنفيذ خطة وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي لشهر رمضان المبارك، حيث أفاد وكيل الرئيس العام لشئون المسجد النبوي الدكتور علي بن سليمان العبيد أن الخدمات المقدمة تشمل أعمال نظافة المسجد النبوي الشريف وساحاته وسطحه، وفرش المسجد النبوي الشريف بأكثر من 16 ألف سجادة داخل المسجد، وسطحه، وأطرافاً من الساحات الشمالية والغربية والشرقية، إضافة إلى مهام إدارة السقيا التي تتولى توريد أكثر من 300 طن من مياه زمزم يومياً، وكذلك توفير مياه زمزم الباردة في 15 ألف حافظة مياه داخل المسجد النبوي، وسطحه، فضلاً عن 40 خزاناً من المياه الباردة مع الكاسات النظيفة ذات الاستخدام الواحد، بالإضافة إلى 20 موقعاً للمشارب تحوي 385 نافورة شرب في ساحات المسجد النبوي، وكذلك الإشراف على العمالة التي تتولى تعبئة الحافظات وتوزيع أكثر من 360 ألف كأس جديد يومي وسحب المستعمل منها أولاً بأول.
وأفاد العبيد أن الخطة التي يجري تنفيذها حالياً لخدمة المصلين والزائرين شملت توفير 2500 حافظة مياه زمزم باردة لتوزيعها في جميع سفر الإفطار في ساحات المسجد النبوي، ويتم زيادة العدد حسب الحاجة، مضيفاً أن الخطة تضمنت الاستفادة من مشاريع خادم الحرمين الشريفين لتظليل ساحات المسجد النبوي الشريف بعدد 250 مظلة لحماية المصلين والصائمين من حرارة الشمس ومن الانزلاق عند نزول المطر بالإضافة إلى تشغيل 436 مروحة رذاذ لتلطيف الجو الحار في الساحات لينعم المصلين والمشاة بجوً لطيف.
ولفت العبيد إلى أن منسوبي إدارة الساحات والمواقف يقومون بمراقبة كافة الخدمات في الساحات والإبلاغ عن أي ملاحظات، ومنع إعاقة الحركة في الساحات، وتوجيه الرجال والنساء إلى المصليات المخصصة لكل منهم، ومنع مزاولة مهنة البيع في الساحات، وفتح ممرات تؤدي إلى أبواب المسجد النبوي وسطحه، وتنظيم موائد إفطار الصائمين في ساحات المسجد النبوي بطريقة مرتبة ومنظمة حيث يسمح بدخول التمر والقهوة واللبن الزبادي والخبز فقط داخل المسجد النبوي، أما الوجبات في الساحات فلها ترتيب خاص حيث تم تحديد مواقع لها في الساحات الشمالية والشرقية والغربية، مبيناً أن عدد الوجبات التي تقدم يومياً تتجاوز 100 ألف وجبة تقريباً، تقدم وفق ضوابط واشتراطات صحية يلزم بها أصحاب السفر.
فيما تتولى إدارة النظافة والسجاد بوكالة شؤون المسجد النبوي تقديم العديد من الخدمات الحيوية من خلال المهام اليومية التي يعمل على تنفيذها 1250 عاملاً للنظافة في أقسام الرجال و200 عاملة في أقسام النساء، وتشمل مهام العمل اليومي كنس الروضة الشريفة وتطييبها بمعطرات الورد بمعدل 6 مرات يومياً في رمضان، إضافة إلى غسل الأرضيات داخل الحرم بمعدل 3 مرات يومياً باستخدام 32 مكينة غسيل مجهزة بمواد النظافة، وكذلك كنس سجاد المسجد النبوي بمعدل 3 مرات يومياً باستخدام أكثر من 200 مكينة للكنس.
وتواصل الجهات الأمنية تنفيذ مهامها الميدانية من خلال قوة أمن المسجد النبوي، وعبر النقاط الأمنية في مختلف المواقع التي يرتادها الزوّار لتنفيذ الأعمال التنظيمية والمشاركة في خدمة زوّار مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتسهيل تنقلهم بين مختلف الأماكن، وكذلك انتقالهم إلى مكة المكرمة عبر ميقات ذي الحليفة.
وتنفّذ فرق ميدانية متعددة التخصصات خطة الدفاع المدني بالمدينة المنورة في رمضان، حيث تم دعمها بمختلف الآليات المتطورة لكافة أعمال الإطفاء والانقاذ، وسيارات السلالم، وصهاريج المياه، وسيارات الاسعاف، وفرق الدراجات النارية، والمعدات الثقيلة والتي تشمل 91 وحدة للإطفاء و 74 وحدة للإنقاذ و 33 وحدة للإسعاف، ووحدات للتدخل في حوادث المواد الخطرة.
واستحدثت مديرية الدفاع المدني بالمدينة المنورة هذا العام 7 مراكز موسمية للإطفاء والإنقاذ، تغطي جميع طرق الوصول للمدينة المنورة لمباشرة كافة البلاغات عن حوادث المركبات، بالإضافة إلى تشغيل عدد من الفرق المتحركة في المواقع المهمة والحيوية التي تشهد كثافة في حركة المركبات في المنطقة المركزية بمحيط المسجد النبوي الشريف، والشوارع الرئيسية خلال أوقات الذروة، ونشر عدد من الآليات سريعة الحركة في محيط المسجد النبوي، كفرق للتدخل السريع في حالات الطوارئ، وتسيير الدوريات لمتابعة توفر اشتراطات السلامة في المجمعات التجارية، ومنشآت اسكان الزوار.
وتبرز في المنطقة المركزية ومحيط المسجد النبوي، جهود النظافة التي تتولى تنفيذها آليات تابعة لأمانة المدينة المنورة، للتأكد من خدمات النظافة وتنفيذ خطة الإصحاح البيئي ونقل المخلفات والنفايات الصلبة إلى المردم العام للتخلص منها بطريقة آمنة، وتكثيف مختلف الأعمال خاصة في المناطق المزدحمة التي تشهد كثافة عالية من الزوار خلال شهر رمضان، كالمنطقة المركزية، والأسواق التجارية، والأحياء المحيطة بالمسجد النبوي الشريف.
وعلى الرغم من الازدحام المتزايد الذي تشهده ساحات المسجد النبوي بعد صلاة العصر، والطرق المؤدية إلى أبواب المسجد النبوي، إلا أن نجاح كافة العاملين في الجهات المعنية في تنظيم تدفق المركبات القادمة باتجاه المسجد النبوي، وحشود القادمين سيراً من مختلف الجهات، يشكّل تحدياً مألوفاً لدى كافة الجهات الأمنية والخدمية، حيث يشهد المكان انسيابية لا مثيل لها في انتظام أماكن مدّ سفر الإفطار بشكل هندسي، واتخاذ ترتيبات تعني بمنع عرقلة سير المتجهين إلى المسجد، وإتاحة ممرات ومساحة كافية للمشاة، وتعيين مواقع لحاويات النفايات الصغيرة والمتوسطة بالقرب من الساحات، والآليات المخصصة لتنظيف الساحات، وأماكن لوقوف عربات وشاحنات النظافة، فضلاً عن تخصيص أماكن لمقدمي خدمات الإسعاف وللعربات المخصصة لبعض الجهات الأمنية لسهولة تنقلهم وأداء أعمالهم في ساحات المسجد النبوي.
ويوحي الزيّ الموحّد الذي يرتديه مقدمو الوجبات من منسوبي الجهات الخيرية جانباً من الاهتمام الذي توليه الجهات الرسمية بالسلامة الغذائية للزائرين الصائمين، حيث تقدّم بعض الجهات الخيرية والمؤسسات التطوعية الآلاف من وجبات الإفطار الساخنة والباردة للصائمين خلال وقت وجيز، وفي أماكن محددة، بإشراف وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي.
وعبّر عدد من الزائرين عن شكرهم العميق للجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – لخدمة المسلمين قاصدي بيت الله الحرام ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم وتهيئة كافة الإمكانات ليؤدوا عباداتهم بيسر وأمان.
وامتدح الزائر صالح السيادي من سلطنة عمان، الخدمات المتوفرة في المسجد النبوي، مبيناً أنه دأب منذ عدة سنوات على المجيء إلى المدينة المنورة في شهر رمضان لما في هذه الأيام المباركة من راحة وطمأنينة تنبع من هذه المدينة الطيبة، ويرى أن لشهر الصيام في مدينة المصطفى عليه الصلاة والسلام، روحانية وطابعاً خاصاً، إذ يجتمع المسلمون من كافة الأجناس على سفرة واحدة، وفي بقعة واحدة، خلال الشهر الفضيل ابتغاء رحمة الله وثوابه ومغفرته، وان يتقبل منهم الصيام والدعاء، سائلاً الله أن يسدّد الجهود ويجزي المحسنين أجراً وغفراناً.
من جانبه، أعرب رئيس جمعية الصحافة الإلكترونية بمراكش، عضو المكتب الوطني للنقابة الوطنية للصحافة بالمغرب محمد السعيد مازغ عن سعادته بقضاء أيام شهر رمضان في المسجد النبوي، مبيناً أنه يقضي شهر رمضان في المملكة العربية السعودية منذ عدة سنوات مستهلاً رحلته بأداء مناسك العمرة ثم القدوم إلى المدينة المنورة لقضاء باقي أيام الشهر الفضيل في مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، وقال: المملكة معروفة بكرمها وخيرها الذي عمّ المسلمين، والأجواء الربانية والحظوة التي وهبها الله لهذه البلاد أمر عظيم بأن جعل فيها هذه المشاعر المقدسة التي يفد إليها المسلمين من كل العالم، وهي فرصة لأن نقوّي إيماننا، ونلتقي بأحبائنا في المدينة المنورة، فهنا تتجلى روح المساواة بين كل المسلمين بمختلف لغاتهم ولهجاتهم في هذا المكان الطاهر، يتبادلون المحبة والتضامن والوحدة، سائلاً الله العلي القدير أن يوحّد صفوف المسلمين ويحفظهم من كل سوء.
مواقع النشر