أنس علي - عمون : وسط تخوف الأردنيين من خطر غزو جيوش الجراد على المملكة بعد هجومها على شبه جزيرة
سيناء، وبدء انتقالها من مكان لآخر بسبب سرعة الرياح، إنتظر الأردنيون وصول الجراد بجاهزية عالية للحد من تفشيها بالمملكة لما تشكله من خطورة على المحاصيل الزراعية.
وفي الوقت الذي يتخوف فيه الأردنييون من الزحف "
الجرادي" وجد أيضاً من ينتظر هذا الزحف بفارغ الصبر لما فيه من منافع أخرى لا يعرفها كثيرون حيث أن الجراد يوصف بأنه من أكثر المقويات الجنسية فاعلية - حسب مختصين في العلاج بالأعشاب - كما أنّ البعض يرى فيه علاجاً لـ " الروماتيزم "، وآلام الظهر، وتأخر نمو الأطفال.
يشار إلى أن الجراد نوعان هما الـ "
مكن" والـ "
زعيري" ، حيث أن الـ "مكن" الأنثى وهي أكثر فائدة؛ لأنّها تأكل أكثر من الذكر وتحمل فوائد صحية مضاعفة، وذلك حين يطبخ لمدة ساعة ونصف تقريباً في ماء مغلي وملح.
يشتهر أشخاص بتجارة الجراد وطبخه وأكله خصوصاً في مناطق الخليج العربي لما له من فوائد صحية حيث أن هناك من شبه أكل الجراد بتناول حبوب " الفياغرا" لما له من فوائد صحية خاصةً لكبار السن، حيث ينشّط الجسم، ويزيد من الطاقة؛ لإحتوائه على مواد متنوعة بسبب أنّه يأكل من كل شجرة.
وأباح الدين الاسلامي أكل الجراد ويستدل على ذلك بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم "
أحل لكم ميتتان ودمان السمك والجراد" وعن عبدالله بن أبي أوفى قال:{غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع غزوات فكنا نأكلالجراد}(صحيح سنن النسائي).
ومن أشهر الأسواق التي تختص ببيع وطبخ الجراد هو سوق "
الجردة" وسط مدينة "
بريدة" إذ يستقبل السوق يومياً أطناناً من الجراد، يقابلها طلب متزايد من عشاقه مما أعطى للسوق حركة دؤوبة ونشطة لافتة للأنظارويشار أن غالبية المستهلكين للجراد هم من كبار السن والبعض من فئة الشباب.
ويتكون الجراد من دورة دموية بسيطة وهي عبارة عن أنبوب رقيق أو تجويف دموي (haemocoel) يبدأ من المخ وينتهي بأسفل الجسم، ويغلظ في أجزاء ظهرية تسمى جيوب (sinuses) تمثل القلب غير المتطور، وتُعد هذه الجيوب مخازن مؤقتة للدم، ويوجد لها فتحات تمرر الدم عبر الأنسجة، وعند بداية الجناحين تجويفان يمثلان أعضاء دموية نابضة مساعدة تكون مقام القلب المتطور في دفع الدم للجناحين، ويتميز الجهاز الدموي في الجراد وبقية الحشرات بأنّه نظام مفتوح وليس مغلقاً؛ وذلك يعني عدم احتفاظ الحشرة بالدم داخل الأوعية الدموية، والدم القليل الموجود في الجراد غير مسؤول عن تبادل الأكسجين ويقتصر فقط على تبادل الغذاء بين أنسجة الجسم والجهاز الدوراني.
وهناك طرق لحفظ وتخزين الجراد طوال العام، حيث يتم تجفيفه ومن ثمّ سلقه بالماء والملح، ليؤكل بعد أكثر من عام بعد صيده.
ووصف أحد عشاق الجراد مذاقه بالحار ويؤكل مشوياً أو مسلوقاً مع إضافة بعض البهارات وهناك من يطحنه ويخلطه مع الدقيق والتمر.
من جهة أخرى حذّربعض الأطباء من تناول الجراد؛ بسبب احتمال تعرّضه للرش بالمبيدات الحشرية أو أدوية أخرى، وحصول مضاعفات خطيرة، إذ لا يسلم أبداً من احتمال تعرّضه لكمية ولو قليلة جداً من أي مبيد، سواء كان موجوداً على أوراق الأشجار التي تعالج أو يتم رشه مباشرة بالمبيدات، وهو ما قد يؤدي إلى تعرّض جسم من يتناول الجراد لخطر التسمّم.
مواقع النشر