بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,
منتخبنا وأيام (الفيفا).. لا بلح الشام ولا عنب اليمن
بريدة- سلطان السيف
ظهر مدرب منتخبنا السيد بيسيرو عبر "دنيا الرياضة" بعد اللقاء الودي الذي جمع المنتخب السعودي وبيلاروسيا والذي انتهى بالتعادل واصفاً المواجهة بالمتواضعة فنياً، ومن هذا التصريح يستنتج المتابع تساؤلاً بديهياً يتمثل في كيفية اختيار هذا المنتخب المتواضع بحسب رأي بيسيرو لملاقاته ودياً؟؟ ومن المسؤول الذي اختار بيلاروسيا للعب أمام الأخضر وديا؟.
فبعد أن تجاوب المسؤولون مع مطالب النقاد والخبراء الملحّة في الاستفادة من يوم (الفيفا) ومنازلة منتخبات عدة تملك من التجربة والتمرس الكروي ما يكفي لتطوير منتخبنا، ووضعه على الطريق السليم وجعله في أهبة الاستعداد لأي من الاستحقاقات المقبلة، يأتي الدور الآن للمطالبة باللعب مع منتخبات أكثر قوة من الناحية الفنية، فضلاً عن ملاقاة منتخبات ذائعة الصيت دولياً، خصوصاً وأن إجراء مثل هذه اللقاءات سيعود بالفائدة على المنتخب من ناحية الانسجام، ناهيك عن كشف أكثر دقة للأخطاء التي قد يقع فيه لاعبوه.
ثمة أمر آخر يرتبط بإجراء المقابلات التجريبية أمام المنتخبات القوية على ملاعبها، إذ أن هذا النوع من المواجهات سيكون مفيداً بدرجة كبيرة من النواحي كافة، فحين يلعب (الأخضر) مع منتخبات أوروبية أو أفريقية أو حتى لاتينية قوية، فهذا يعني أن المنتخب سيكون متمرساً على مواجهة جميع الظروف والأجواء التي قد تعترضه في أي من الاستحقاقات الرسمية، كما أن إقرار مثل هذه النزالات سيعطي مردوداً وأصداء إعلامية مميزة خارج النطاق الإقليمي. من السهل أن نأتي بمنتخب مغمور أو ضعيف إلى ملاعبنا لاختبار قوة فريقنا، غير أن الصعوبة تكمن في كيفية إعداد منتخب قوي ويشرّف عندما يلعب في البطولات المهمة، وهذا لن يتحقق إلا بإجراء مباريات قوية مع المنتخبات المتقدمة كروياً وعلى ملاعبها أو على الأقل في ملاعب محايدة، كون فترة توقف نشاطاتنا الكروية التي تسبق مباريات المنتخب تسمح بذلك، وسيكون ذلك إذا ما أردنا الارتقاء بفريقنا الوطني، فهذه قطر تلاقي بلجيكا في فرنسا، وعمان تلاقي البرازيل في مسقط بحثا عن الاحتكاك مع فريق يمتلك أسماء بارزة في الخارطة الكروية العالمية، وتقديم منتخباتها أمام الإعلام الخارجي، دون النظر لنتيجة المباراة.
على المسؤولين أن يدكوا أن منتخبات مثل بيلاروسيا أو ليشتنشتاين لن تقدم المفيد والجديد لمنتخبنا لضعفها الفني والخشونة التي ظهرت على لاعبيها كما حدث مع بيلاروسيا، والتعلم من درس مواجهة ماليزيا قبل خوض الملحق الآسيوي أمام البحرين دون الحصول على فوائد فنية لكشف مكامن الخلل، حيث أننا بهذه الطريقة في التعامل مع أيام (الفيفا) لن نخرج بفوائد ينتظرها الجمهور السعودي لاستعادة الهوية المفقودة، فضلاً عن إضعاف المسابقات المحلية بكثرة التوقفات وطول فتراتها على طريقة "لا بلح الشام ولا عنب اليمن".
مواقع النشر