من CNN العربية
محكمة أمريكية تسقط تهماً عن مسلمة بعد قضية "الحجاب"
جورجيا، الولايات المتحدة الأمريكية(CNN)-- سحب قاض أمريكي حكما أصدره بالسجن على امرأة مسلمة رفضت نزع حجابها علانية في إحدى قاعات المحكمة، بعد أن طلب رئيس الشرطة منه إسقاط التهمة، وذلك في منطقة "دوغلاسفيل" في ولاية جورجيا الأمريكية.
وقام القاضي بالفعل بإلغاء حكمه، لتخرج ليزا فالنتين بعد سبع ساعات من اعتقالها بدون ورود أية تفاصيل.
وكانت فالنتاين قد رفضت نزع حجابها عند دخولها إحدى قاعات محكمة البلدية، لأنها "بحد قولها" لم تسبب الأذى لأي أحد في القاعة، وعند إصرار مسؤول أمن المحكمة، ردت فالنتاين غاضبة وهي تهم بالمغادرة: "هذا تمييز وهراء."
ولكن ردة فعلتها هذه، دفعت مسؤولي الأمن إلى القبض عليها ومنعها من المغادرة، مما أدى إلى حدوث نوع من الاشتباك بينها وبينهم، لينتهي الأمر بتكبيلها وعرضها على قاضي المحكمة كيث رولينز الذي عاقبها بالسجن عشرة أيام عندما رفضت الدفاع عن تصرفاتها.
ونُقلت فالنتاين إلى سجن في نفس المنطقة، وأجبرت على خلع حجابها وارتداء زي السجن البرتقالي، لأخذ صورة لها.
وقال محامي فالنتاين، كورام بييج، إنه " شيء مدمر بالنسبة لها، أن تكتشف أن نظام العدل في بلادها ليس كما كانت تتوقع."
وقامت الشرطة بإطلاق برنامج جديد تحت عنوان"احترام التنوع الثقافي والديني في المنطقة" لتدريب كافة عناصرها على كيفية احترام التنوع الثقافي للسكان.
ومن المتوقع أن يخضع القاضي رولينز إلى هذا التدريب أيضا.
ومن جانبها، قالت السلطات في دوغلاسفيل، في بيان صحفي، إن القصة ليست تماما كما أوردتها فالنتاين.
فقد أكدت السلطات أن فالنتاين كررت مرارا قول "عنصري" للقاضي مع الإشارة عليه، كما أحدثت ضجة كبيرة في المحكمة، أثارت اهتمام جميع الموجودين.
وأضاف البيان أن مسؤول الأمن، قد طلب من فالنتاين عدم المغادرة بهدوء واضعا يده حول معصمها، إلا أن مقاومة فالنتاين، أدت إلى ضغطه بقوة أكبر على يدها.
وانطلقت عدد من المظاهرات في المنطقة للتنديد بقرار القاضي، وضمت عدد من الجهات المعنية كمجلس العلاقات الأمريكية-الإسلامية، والرابطة الإسلامية للنهوض بحقوق الأشخاص الملونين، والاتحاد الأمريكي للحريات المدنية.
وباشرت وزارة العدل الأمريكية في التحقيق بالقضية، وقال رئيس الشرطة، جو وزينانت " إننا نريد تجنب وقوع هذا الأمر مرة أخرى، لأن إحراج أي أحد، ليس هدفنا."
وكان القاضي رولينز قد واجه نفس المشكلة سابقا مع نساء محجبات، عندما أمرهم بترك قاعة محكمته، أمثال حليمة عبدالله التي احتجزت لمدة 24 ساعة في حادثة مماثلة.
وقال زوج فالنتاين، عمر هال، "إن القاضي بات واضحا في تمييزه ضد أي شخص يرتدي الحجاب أو الخمار."
وقال وزينانت إن "تطبيق برنامج تدريب مسؤولي الأمن على احترام التنوع الديني والثقافي، سيساهم في منع حدوث أي حالة مشابهة في المحاكم مستقبلا."
مواقع النشر