غزة - أ ف ب : أغارت طائرات حربية إسرائيلية فجر اليوم الثلاثاء على منزل إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، في مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غرب مدينة غزة، كما أفاد ابنه.
وقال عبد السلام هنية "تم قصف بيتنا وأقول الحمد لله أن قطرة دم طفل شهيد أغلى من بيوتنا". وذكر شهود عيان أن "الطائرات الحربية أطلقت صاروخين على المنزل ما أدى إلى دمار كبير وأضرار في عدد من المنازل المجاورة".
ولم يظهر إسماعيل هنية أو أي من قادة حماس منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية، لكن هنية ألقى كلمة متلفزة مسجلة الأسبوع الماضي.
قصف منزل هنية بغزة بعد مجزرة عيد الفطر
وكالات (الجزيرة نت) : أفاد مراسل الجزيرة أن إسرائيل قصفت منزل إسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في وقت يشهد فيه القطاع عشرات الغارات والقصف المدفعي والجوي من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مما أدى إلى استشهاد سبعة أشخاص من عائلة واحدة برفح وستة في مخيم البريج.
وقال المراسل إن الطائرات الإسرائيلية شنت غارة على منزل القيادي في حركة حماس إسماعل هنية في غزة دون أن يسفر ذلك عن إصابات. وأكد نجل هنية وقوع الهجوم في صفحته على موقع فيسبوك وقال إن منزل هنية كان خاليا.
وأفاد مراسل الجزيرة أيضا أن طائرات إسرائيلية قصفت قبل قليل مقر قناة الأقصى في حي النصر في غزة.
وأسفر القصف على غزة منذ منتصف الليل حتى الآن عن سقوط سبعة شهداء من عائلة واحدة رفح وفي مخيم البريج وستة شهداء على الأقل من عائلة واحدة غالبيتهم من الأطفال، وذلك بعد أن تجاوز عدد الشهداء أمس سبعة وأربعين بعد انتشال 12 جثة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، فضلا عن عشرات الجرحى.
ووصف المراسل تامر المسحال هذه الليلة بغزة بأنها من الليالي العصيبة والأكثر مرارة، وقال إنها تنذر بيوم جديد سيشهد مزيدا من التصعيد خصوصا بعد التهديدات التي أطلقها نتنياهو ووزير دفاعه.
وقال إن القطاع يشهد تواصل قصف جوي وبري ومن الزوارق الحربية، وسط تحليق الطائرات المكثف لا يغادر سماء غزة.
مجزرة جديدة
وقد ارتكبت إسرائيل الاثنين في أول أيام عيد الفطر مجزرة بمدينة غزة راح ضحيتها عشرة بينهم ثمانية أطفال.
وقال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن الشهداء العشرة استهدفوا بغارة إسرائيلية في متنزه بمخيم الشاطئ غربي مدينة غزة. وأضاف أن 45 آخرين أصيبوا بينهم سبعة في حالة خطيرة. ورفعت مجزرة مخيم الشاطئ حصيلة شهداء أول أيام عيد الفطر إلى 17 شهيدا على الأقل.
كما ارتفعت حصيلة ثلاثة أسابيع من العدوان إلى نحو 1060 شهيدا وأكثر من 6000 جريح وفقا لبيانات وزارة الصحة الفلسطينية. وأكدت الأمم المتحدة أن 762 على الأقل من جملة الشهداء مدنيون, ومن الشهداء 226 طفلا، وفقا للمصدر نفسه.
من جهته, قال المراسل تامر المسحال إن ما يقرب من 100 طفل فلسطيني كان يلهون في المتنزه عندما وقعت الغارة.
وتزامن هذا القصف تقريبا مع قصف لمجمع الشفاء بمدينة غزة, وهو أكبر مستشفى في قطاع غزة. وقال مصدر طبي إن الصواريخ الإسرائيلية سقطت عند البوابة الرئيسية لقسم العيادات الخارجية في المستشفى مما أوقع إصابات بين المدنيين.
وادعى جيش الاحتلال الإسرائيلي أن المقاومة الفلسطينية هي المسؤولة عن الحادثتين, وتحدث عن "إطلاق فاشل" لصواريخ من قبل المقاومة.
وكان جيش الاحتلال قد أنكر أن يكون وراء المجزرة التي وقعت قبل أيام في مدرسة ببيت حانون شمالي قطاع غزة, تديرها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وتضم نازحين, لكنه أقر بعد ذلك بمسؤوليته عن القصف الذي أسفر عن استشهاد 15 شخصا وجرح عشرات آخرين.
وكان مراسل الجزيرة قد قال في وقت سابق الاثنين إن أربعة فلسطينيين بينهم طفل في الرابعة من عمره استشهدوا في قصف مدفعي إسرائيلي لجباليا شمالي القطاع.
وأضاف المراسل أن قوات الاحتلال قصفت بالمدافع بلدة جباليا, وأحياء الشجاعية والزيتون والتفاح بمدينة غزة, ومناطق في خان يونس ورفح جنوبي القطاع, مشيرا أيضا إلى قصف متزامن من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية.
ووفقا لمراسل الجزيرة, انتشلت جثامين أربعة شهداء ظلوا ثمانية أيام تحت ركام منزلهم المدمر بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة, في حين توفي آخرون متأثرين بجراح سابقة.
تصعيد إسرائيلي
وفي ما يشير إلى تصعيد إسرائيلي محتمل, أنذر الجيش الاسرائيلي مساء الاثنين سكان حيي الشجاعية والزيتون شرقي غزة, وجباليا شمالي القطاع, بإخلاء منازلهم فورا. وتمت عملية الإنذار عن طريق رسائل عبر الهواتف الجوالة.
وجاء هذا التهديد -الذي قد يكون تمهيدا لعمليات توغل بري أوسع نطاقا- بعيد مقتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين إثر سقوط قذائف هاون أطلقتها كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) -على تجمع لقوات الاحتلال في مستوطنة أشكول التي تقع شرقي خان يونس.
وبعد هذا الإنذار, قال مراسل الجزيرة وائل الدحدوح إن الجيش الإسرائيلي بدأ بقصف حيي الزيتون والشجاعية شرقي مدينة غزة بالمدافع.
وتواصل القصف الإسرائيلي رغم أن الساعات الأخيرة شهدت هدوءا نسبيا، حيث تقلصت الغارات وعمليات القصف، في ظل التهدئة الإنسانية التي اقترحتها الأمم المتحدة. وواصل جيش الاحتلال اعتداءاته بعدما رفضت تل أبيب هدنة إنسانية لـ24 ساعة دعت إليها الأمم المتحدة, ووافقت عليها فصائل المقاومة.
وكانت حركة حماس قد أعلنت أمس أنها والفصائل الأخرى وافقت على "تهدئة إنسانية" في قطاع غزة لمدة 24 ساعة "استجابة" لطلب من الأمم المتحدة. وترهن إسرائيل أي وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة بنزع سلاح المقاومة, ولقي شرطها هذا دعما صريحا من الرئيس الأميركي باراك أوباما.
في المقابل تؤكد فصائل المقاومة أن التهدئة الشاملة مرهونة بوقف كامل للعدوان ورفع الحصار بالكامل, كما تؤكد أن سلاحها خط أحمر. وفي أول أيام عيد الفطر خيمت أجواء من الحزن على قطاع غزة حدادا على الشهداء.
وكانت المحال التجارية أغلقت أبوابها مساء الأحد، وحل الظلام في أرجاء القطاع نتيجة ما خلفه العدوان الإسرائيلي من دمار واسع جعل غزة تبدو مدينة أشباح، وترك الشوارع خالية من سكانها الذين انشغلوا بدفن شهدائهم وتضميد جراح مصابيهم.
مواقع النشر