قلعة المويلح
كانت هذه المنزلة تسمى النبك وتعرف بملوحة آبارها فتحول اسمها الى المويلح. قال بن فضل الله (740 هجري) : النبك ويسمى المويلحة وهو على ساحل القلزم ويرد ماؤها وهو ملح رديء لا يكاد يسيغه الشارب ومن شَرِبه أفرط به الاسهال لشدة مابه من البورقية والملح.
[align=justify]تشتهر المويلح بقلعتها الشهيرة التي أمر بتشيدها السلطان سليمان القانوني عام 968هـ وهي قلعة ضخمة تحتوي على حوالي 99 غرفة واربعة أبراج , ويوجد بداخلها بئر . ويقال أنها أكبر القلاع في المملكة العربية السعودية . وقد عمرت القلعة حوالي 400 سنه أو تزيد مما يزيد من أهمية أثارها0
ويشير الرائد/على بن عبدالرحيم الوكيل (1)ان قلعة المويلح الأثرية كانت على عهد المماليك عبارة عن برج , وعندما جاء العهد العثماني فكر السلطان سليم الاول ببناء قلعة المويلح الحالية أسوة بالقلاع القائمة على الساحل الشرقي للبحر الاحمر , مثل قلعة العقبة وقلعة الأزنم , ونفذ هذه الفكرة السلطان سليمان القانوني عام968هـ لأجل تأمين الحجاج وخدمتهم حيث أن المويلح تقع على طريق الحجاج المصري وكان يخزن في هذه القلاع المؤن للحجاج والذخائر لحماية الحجاج وحماية موارد المياة التي كانت كثيرا مايتم الاستيلاء عليها من قبل البادية وتمنع الحجاج من استخدامها0
[وكان طريق الحاج المصري مقسم الى عدة مناطق تعرف باسم الدرك تتولى كل قبيلة حماية الحاج في الدرك المخصص لها من السلب والنهب .
كما أن شيوخ هذه القبائل يستلمون عوائد لهم مقابل ذلك من وكيل القلعة وتعرف باسم الصرة والقلعة بنيت في موقع مرتفع يوفر لها الاستطلاع من جميع الجهات وتتكون من اربعة ابراج كل برج نصف قطره خمسة امتار تقريبا وجهز سطحة العلوي بفتحات سبع في كل برج للمدافع ويقع بين كل برج واخر على طوال السور مزاغل للبنادق والمسافة بين كل مزغل واخر حوالي متر تقريبا ويوجد بداخلها مايقارب سبعون غرفة بالاضافة الى المسجد والبئر والمخازن الاخرى0
ومقطع الحجر الذي بنيت منه القلعة يقع جنوب شرق المويلح بمسافة سبعة كيلو مترات وقد رممت قلعة المويلح ثلاث مرات الاول عام 1185هـ وقام بها الشريف السيد مصطفى بن محمد المويلحي وكيل قلعة المويلح في ذلك التاريخ ورممت في المرة الثانية عام1236هـ الحكومة الخديوية وكان وكيل القلعة في ذلك التاريخ السيد على احمد الوكيل المويلحي ورممت للمرة الثالثة في عام 1281 هـ على عهد الخديوي اسماعيل وكان وكيل قلعة المويلح السيد عبدالرحيم محمد الوكيل المويلحي0
وقد تعرضت قلعة المويلح في عام 1331هـ للقصف من بابور انجليزي وكان في القلعة حامية تركية مما ادى الى الدمار في الواجهتين الشمالية والغربية0
وقد ذكرها هشام عجيمي بقولة كانت قلعة المويلح منذ انشائها سنة 968هـ تتبع ادارة ولاية مصر التابعة للدولة العثمانية وبعد استغلال مصر عن الدولة العثمانية حولت القلاع الحجازية من قلم الروزنامة (وهي كلمة فارسية تعني التقويم ) ثم اطلقت ايام حكم اسرة محمد على باشا في مصر على مكتب الحسابات العامة لقيد الدخل والمنصرف بالمالية في 21 مايو 1885م /1303هـ نظارة الحربية بما في ذلك قلعة المويلح0
وفي سنة 1307هـ /1889م تسلمت الدولة العثمانية قلعة المويلح ثم تلتها بقية القلاع الحجازية من الادارة المصرية لان مصر لم تكن في حاجة ماسة الى تلك القلاع التي كانت تنفق عليها من غير جدوى اضافة الى انشغال مصر بالثورة السودانية بذلك الوقت0
وفي عهد الخديوي عباس حلمي الثاني 1310/1333هـ فصلت القلاع الحجازية نهائي عن ادارة مصر وقبل اجراء فصل القلاع الحجازية عن الحكومة المصرية سنة 1310هـ وتبعيتها للدولة العثمانية احس وكيل قلعة المويلح السيد عبدالرحيم بن محمد بهذا الانفصال فارسل خطاب الى ابن عمة عبدالسلام المويلحي يستفسر عن مصير المويلح فرد علية بخطاب يوضح فيه بان الحكومة المصرية قررت فصل المويلح عن مصر وانه جرت توصية والي الحجاز من قبل الدولة العثمانية على ال المويلحي بالحجاز0
واستمرت تبعية المويلح للدولة العثمانية حتى شهر رمضان من عام 1331هـ حيث جرى سحب القوات العثمانية الموجودة فيها واصبحت قلعة المويلح تضم مديرية المويلح وشرطتها وفي غرة جماد الاخرة سنة 1344هـ 17 ديسمبر 1925م وقعت اتفاقية تسليم الحجاز بين ملك الحجاز على بن الحسين ملك الحجاز وعبدالعزيز بن عبدالرحمن ال سعود سلطان نجد وملحقاتها وقد كافأ السلطان عبدالعزيز ال الوكيل على اخلاصهم بابقائهم في ادارة المويلح واستمر السيد احمد بن عبدالرحيم مديرا لها ثم الغيت شرطة المويلح في 30 جمادى الاخر 1345هـ 1926م في ايام السيد احمد عبدالرحيم الوكيل0[/align]
[read]بيانات إضافية[/read]
وفي سنة 955هجري وصفها صاحبنا الجزيري:
على بن عبد الرحيم الوكيل الشريف عميد حاليا ويعمل مساعدا لقائد مجموعة الدفاع الجوي الثالثة بتبوك
كتاب شمال الحجاز _للدكتور حمود بن ضاوي القثامي .صدر عن العصر الحديث للنشر والتوزيع 1412
مواقع النشر