بيروت (رويترز) - قال معارضون سوريون مسلحون إنهم سيطروا على نقطة تفتيش عسكرية رئيسية في بلدة درعا يوم الجمعة وعبروا عن أملهم في أن يمكنهم ذلك من السيطرة على المدينة التي تعد مهد الانتفاضة المستمرة منذ 27 شهرا.
ووضع نشطون فيديو على الانترنت يظهر مقاتلين يفجرون مبنيين عاليين تقع بينهما نقطة التفتيش.
وكان الصراع السوري قد بدأ في درعا كاحتجاج سلمي على حكم الرئيس بشار الأسد لكنه امتد في أنحاء البلاد وتحول إلى حرب أهلية.
ويقول المرصد السوري لحقوق الانسان الذي مقره لندن إن أكثر من 100 ألف شخص قتلوا في الصراع.
وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد الذي يعتمد على شبكة من النشطاء في أنحاء سوريا إن سقوط الموقع العسكري له اهمية استراتيجية بالنسبة لدرعا.
وقال عبد الرحمن لرويترز "الجيش مهدد الآن هناك. الثوار لم يحرروا المدنية القديمة بالكامل. لا يزال الجنود موجودين في ضاحيتين .. لكن هذا يمكن أن يغير ميزان القوى هنا."
وكان النشطون المعارضون في المنطقة اكثر تفاؤلا وقالوا إن المقاتلين دمروا تقريبا كل المواقع العسكرية الثمانية والأربعين في المدينة واجبروا الجنود على التراجع.
وقال نشط يدعى عمار عبر الهاتف "هذا معناه تحرير المدينة القديمة في درعا. هذا له أهمية كبيرة بالنسبة لكل السوريين.. لقد تحرر قلب الثورة."
واضاف أن المعارضة استعادت السيطرة أيضا على المسجد العمري الذي كان نقطة للتجمع وعيادة مؤقتة عندما بدأت الاحتجاجات لكنه دمر تقريبا بنيران الدبابات والمدفعية.
وكانت قوات الأمن شنت هجوما دمويا على المسجد في الفترة من 23 حتى 25 مارس اذار 2011 مما اسفر عن مقتل 31 شخصا هناك.
والسيطرة على موقع البنايات العسكري من بين أول الانتصارات الكبيرة للمعارضة المسلحة في الجنوب منذ شهور حيث تشن قوات الحكومة هجمات تشمل ايضا دمشق ومحافظة حمص.
وقبل أن تحقق الحكومة مكاسب كانت درعا وهي أيضا اسم محافظة على الحدود الجنوبية مع الأردن ممرا للسلاح إلى المعارضة يصل حتى دمشق.
لكن تقدم الجيش قطع عدة خطوط للامدادات ويشكو المعارضون أيضا من أن المقترح الروسي الأمريكي لعقد مؤتمر للسلام في جنيف فضلا عن المخاوف الغربية من تنامي التيار الإسلامي بين المعارضين تسبب في عرقلة إمدادات السلاح.
وتراجعت بشدة الآمال بخصوص المؤتمر بعدما سيطرت قوات الأسد مدعومة بمقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية على بلدة القصير على الحدود اللبنانية السورية هذا الشهر.
وقالت مصادر خليجية إنهم حصلوا على الضوء الأخضر لاستئناف تزويد المعارضة باسلحة ثقيلة بعدما أعلنت الولايات المتحدة أنها ستزود المعارضة بدعم عسكري.
وتحرص القوى الغربية على ضمان وصول الأسلحة إلى وحدات المعارضة المعتدلة نسبيا دون كتائب المعارضة الإسلامية التي يرتبط بعضها بتنظيم القاعدة وتزداد قوة بين المعارضة المسلحة.
وقال عبد الرحمن إن المقاتلين الإسلاميين قادوا المعارك في الآونة الأخيرة في درعا على ما يبدو.
ولم ترد تقارير عن استخدام اسلحة متطورة مثل الصواريخ المضادة للطائرات التي تطلق من على الكتف والتي يعتقد أن السعودية تزود بها حاليا جماعات معارضة يجري اختيارها بعناية.
مواقع النشر