دويتشه ﭭيله : يعتقد مفوض الاتحاد الأوروبي للشرق الأوسط اندرياس راينيكه أن مصر ستواصل لعب دور بناء ومهم في المنطقة. ومن جهة أخرى ينتظر الممثل الأوروبي من الحكومة الإسرائيلية الجديدة للالتزام بحل الدولتين. DW في لقاء خاص معه.



DW : يقدر عدد ضحايا الحرب الأهلية في سوريا حتى الآن بحوالي 70 ألف قتيل. ومؤخرا هددت كل من إيران وسوريا بالانتقام من الهجمات الجوية الإسرائيلية الأخيرة على منشأة في دمشق. هذا في حين تستمر في مصرالصدامات العنيفة بين جماعة الإخوان المسلمين وأطياف المعارضة. ألم تراودكم في الأسابيع القليلة الماضية فكرة التخلي عن منصبكم كمبعوث خاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط؟

أندرياس راينيكه: لا، بل فكرت على الأرجح بمضاعفة عملي أو أوقات عملي. ولكن أنت على حق بالطبع. فخاصة الوضع المأساوي في سوريا يثير الكثير من القلق. لقد شرحت الوضع فيما يتعلق بهجوم إسرائيل على منشأة في دمشق. وهذا بمثابة إشارة إضافية، تبرز مدى صعوبة الوضع الأمني ​​في سوريا والدول المجاورة أيضا. ولدينا أيضا مشكلة أخرى تتمثل في إمكانية استخدام النظام السوري للغازات السامة، وهوما يثير قلقا كبيرا. وبالإضافة إلى ذلك لدينا أيضا مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. وأنت تعلم أن هناك نحو مليون لاجئ فلسطيني في سوريا يحاولون التزام الحياد إلى حد كبير، لأن ليس لديهم أي بديل للذهاب إلى مكان آخر. ولقد فر بعضهم الآن إلى الأردن ولبنان، ويمكن للمرء أن يتخيل ما نوع الصعوبات الأخرى التي تنتظرهم.


لعبت مصر في الماضي دورا بناءا ومهما فيما يتعلق بعملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وكذلك في منطقة الشرق الأوسط على العموم. هل يمكن من وجهة نظركم أن تحافظ مصر على هذا الدور في ظل حكومة تابعة لجماعة الإخوان المسلمين، وخاصة بعد التصريحات الأخيرة، التي تداولتها وسائل الإعلام عن الرئيس المصري مرسي والتي تثير الكثير من الشكوك؟

يجب أن نعرف أن العالم العربي بأكمله يعيش مرحلة توجه استراتيجي جديد. فالعلاقات والائتلافات القديمة لم تعد تعمل بشكل صحيح بسبب تغير القوى الحاكمة.ولقد ناقشنا موضوع سوريا، وأما مرسي ومصر فهو موضوع آخر. وأما السعوديون فيبحثون أيضا عن دور جديد وكذلك دول الخليج الأخرى تتساءل أيضا كيف سيكون دورها وعلاقتها في المستقبل مع إيران. وكل هذا سيؤدي حتما إلى تشكيل ائتلافات وعلاقات جديدة بين دول المنطقة.

ولكن الأمر الواضح هو أن مصر ستستمر في لعب دور مهم تحت القيادة الجديدة أيضا. وأنا بدوري على اتصال وعلاقة مع المصريين لبحث الفرص الممكنة. ولكن عملية النقاش هذه ستكون طويلة بالطبع. والمصريون على وعي أيضا بأهمية لعب دور بناء، ولقد أثبتوا ذلك في ما يخص نزاع غزة الأخير، حيث أظهروا قدرتهم على لعب دور بناء وفعال.


هذا يعني أنكم لا تخشون أن تتحول مصر من محرك إلى معيق لعملية السلام في الشرق الأوسط؟

أعتقد أن جميع الدول بما في ذلك مصر تدرك أن الصراع بين إسرائيل وفلسطين هي مشكلة يجب حلها. وهم يعرفون أن مشاكلهم الحقيقية ذات طابع داخلي. وهم يعرفون أيضا أن القضية الفلسطينية تثير الاضطرابات في جميع أنحاء العالم العربي. ولهذا فإن حل هذه المشكلة هو في مصلحة الجميع بما في ذلك الجانب المصري. ولكن طريق التوصل إلى حل سلمي يبقى صعبا جدا.ونحن نأمل في هذا العام أن نتمكن في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة وإرادة الاتحاد الأوروبي وأعضائه الـ 27 أن نعيد الحركة للمفاوضات وأن نمضي قدما في ذلك.


لقد ذكرتم الولايات المتحدة، التي يبقى لها الدور الأهم في الدفع بعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وتحقيق النجاح. هل ترون بعض المؤشرات التي تعيد الأمل بأن الرئيس أوباما يسعى لبداية جديدة في عملية السلام في فترة ولايته الثانية ؟

الولايات المتحدة تلعب دورا هاما وحاسما في حل هذا الصراع. وهذا نعرفه جميعا. ولكن الأوروبيين يلعبون أيضا دورا متزايد الأهمية، وهو ما ظهر جليا أيضا في تصريحات وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في عدة مناسبات في الأشهر الأخيرة.

ولقد تابعنا التصريحات الجديدة لوزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري في مجلس الشيوخ والتي تشدد على الأهمية التي يوليها البيت الأبيض لهذه القضية، وسوف نرى في الأيام والأسابيع المقبلة كيف سيتطور ذلك. الاتحاد الأوروبي على أي حال، سواء ممثلة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون أو أنا على اتصال وثيق مع الإدارة الأميركية لبحث السبل والوسائل التي يمكن أن نشارك في إنجازها معا على أرض الواقع.


ماذا تنتظرون من الحكومة الإسرائيلية الجديدة التي تعتبر أيضا طرف اساسيا في أي حل للصراع في الشرق الأوسط؟

ننتظر من الحكومة الجديدة، التي تزال في طور التكوين، أن تكون منفتحة على حل الدولتين. ولقد ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ذلك في خطاب بار أيلان ونأمل أن تسير الحكومة الجديدة على نفس الخط وأن تكون منفتحة للدخول في مفاوضات مع الجانب الفلسطيني، الذي ننتظر منه أيضا نفس الشيء، خاصة بعد أن أصبح عضوا مراقبا في الجمعية العامة للأمم المتحدة.


بالإضافة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني يبقى البرنامج النووي الإيراني من أهم الملفات المثيرة للجدل في المنطقة .فالولايات المتحدة وإسرائيل أكدت مؤخرا من جديد على أنها لن تسمح بأسلحة نووية في إيران ولم تستبعد الخيار العسكري. ما هو موقف الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن؟

أنتم تعرفون أن الاتحاد الأوروبي والممثلة السامية كاثرين أشتون تشارك بتفويض من مجلس الأمن في مفاوضات 3+3 مع الإيرانيين. ونحن نفعل ذلك منذ مدة طويلة، وذلك بصبر عظيم وبجدية كبيرة. وسوف نستمر في ذلك ونأمل أن تتفهم الحكومة الإيرانية خطورة الوضع وكذا الفرص والإمكانيات التي تتيحها لهم الإدارة الأمريكية الجديدة.


يشغل أندرياس راينيكه منذ فبراير 2012 منصب المبعوث الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط. وكان يعمل قبل ذلك كسفير لألمانيا في سوريا مابين 2008 و 2012.
_____

مواضيع تستحق الإطلاع DW.DE

تصدير الأسلحة إلى سوريا بين التأييد والتردد
نتانياهو يوكل ملف مفاوضات السلام لتسيبي ليفني
مئات الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يضربون عن الطعام