رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) : اختار الفنان التشكيلي الفلسطيني الشاب
جهاد مظلوم ان يمنح المكفوفين فرصة لمشاهدة لوحاته الفنية برسمها بنظام برايل.
وقال مظلوم لرويترز مساء الاثنين خلال مشاركته في المعرض الفني (ابداعات طموحة) الذي تنظمه وزارة الثقافة في رام الله "أردت ان اقدم شيئا جديدا للمكفوفين يمكنهم من رؤية اللوحات الفنية من خلال لمسها برسمها بنظام برايل."
وقدم مظلوم خريج كلية الفنون الجميلة من جامعة القدس عمله الفني الجديد (حسن في كل مكان) الى جانب اعمال متنوعة لسبعة عشر فنانا مثلت مشاريع تخرج لهم من كليات الفنون في الجامعات الفلسطينية.
وقال "اخترت كتاب الفنان التشكيلي الراحل حسن حوراني (حسن في كل مكان) الذي يضم نصوصا ورسومات للاطفال لتقديمه بنظام برايل بكل ما فيه."
واضاف "انها محاولة جادة رأيت انها تستحق التحقيق فهي ربما ستفتح بابا مهما على طريق الدمج المجتمعي واشراك المكفوفين في التأمل والتذوق."
وبدا عمل مظلوم الفني كواحد من الاعمال البارزة في المعرض الذي يستمر حتى الرابع عشر من الشهر الجاري في قاعة (شركة فلسطين للتنمية والاستثمار باديكو).
وكتب الى جانبه "لوحة ترسمها الكلمات وتخفق بنبضها الحروف وتعزف ألحانها معاني الكلمات وتنشر ألوانها السطور وترفرف في فضاء الذاكرة لتنير الفكرة في العقل الكبير بعدما أظلمت من حوله الفضاءات عله يحيا بسحر تلك اللوحات."
وتعددت الاعمال الفنية المشاركة في المعرض ما بين الرسم والنحت والتشكيل اضافة الى الفيديو.
وشاركت الفنانة التشكيلية نور الفارس خريجة كلية الفنون من جامعة النجاح الوطنية بلوحة فنية (الخلاص) استخدمت فيها الالياف الزجاجية والفيبرجلاس يظهر في جزء منها رجل وامرأة يحاولان شق جدار للمرور منه وفي الجزء الاخر رجل يحاول تسلق الجدار.
وكتبت حول عملها "منذ هبوط ادم وحواء الى هذه الارض بدأت الصراعات فحياتنا كنزنا نسعى لاجتياز هذا الواقع الذي اصبحنا فيه لكل منا صراعاته الخاصة نهرب عندما نشعر بالخوف ستراني اشق الجدار الى ما اريد."
وقدمت الفنانة رند الطاهر خريجة كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح قسم الخرف منحوتة فنية من السيراميك (ملحمة جلجامش في رحلة البحث عن الخلود).
وقالت لرويترز فيما كانت تقف الى جانب عملها الفني "استخدمت الصلصال والزجاح وحولته الى السيراميك باستخدام درجة حرارة عالية وهو عمل يتحدث عن الكون والوجود."
ويظهر في العمل الفني رأس انسان يتربع على ما يشبه قلعة جلجامش بما فيها من تفاصيل كثيرة وكتابات على جدرانها.
وكتبت حول عملها "الفكرة الاساسية لطرح المشروع هي عرض فكرة الاسطورة حيث تخاطب العقل البشري من عدة مبادئ للخلق والتكوين وصولا الى انعكاس الروح الخاص باتجاه هذا الموضوع في اطار فلسفي يصب في اتجاه الفن الحديث."
وشكل المعرض فرصة لتبادل الافكار بين الفنانين القادمين من مدارس مختلفة. وقالت رند "المعرض فرصة كبيرة لتبادل الخبرات والاطلاع على تجارب الاخرين اضافة الى تقديم اعمالنا للجمهور."
وقال انور ابو عيشة وزير الثقافة خلال افتتاحه المعرض "ان الانتاج الفني الفلسطيني حقق تألقا واضحا ولقي اضواء مستحقة في المشهد الثقافي العالمي في أكثر من جانب وشكل مساحة جيدة في المشهد الثقافي العربي والدولي."
ويرى الفنان التشكيلي خالد الحوارني ان هناك مجموعة من الفنانين الواعدين في مجال الفن التشكيلي.
وقال لرويترز خلال تجوله بالمعرض "لا شك اننا امام مجموعة من الاعمال الفنية المتميزة التي تشكل اضافة الى الفن التشكيلي الفلسطيني التي يحتاج اصحابها الى مزيد من الدعم والرعاية ليقدموا مزيدا من الابداعات."
وقال القائمون على المعرض انه سيجري نقله إلى مدن القدس ونابلس وبيت لحم وجنين بعد عرضه في رام الله لاتاحة الفرصة لاكبر عدد من الجمهور لرؤية هذه الاعمال الفنية.
مواقع النشر