الرياض - واس : رأس معالي وزير الخدمة المدنية الأستاذ خالد بن عبد الله العرج اليوم، الاجتماع الـ 15 لأصحاب المعالي الوزراء ورؤساء أجهزة الخدمة المدنية والتنمية الإدارية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بمقر الأمانة العامة لمجلس التعاون بالرياض.



وأكد معالي وزير الخدمة المدنية كلمته أن الاجتماع يأتي تجسيداً لرؤية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله -، بشأن تعزيز العمل الحكومي المشترك بين دول المجلس، معرباً عن شكره للأشقاء في دولة قطر على جهودهم الطيبة خلال استضافة الاجتماع السابق .

وأوضح معاليه أن القطاع الحكومي يشكل رافداً مهماً في دفع عجلة التنمية في أوطان دول المجلس، حيث أدى هذا القطاع المهم دوراً وبارزاً في ترسيخ أسس التنمية الإدارية، ما تتطلب على الجميع فيما مضى دعمه والسعي لتطويره بشتى الوسائل الممكنة، ليتواصل هذا الدعم إلى وقتنا الحاضر من أجل أن يقوم هذا القطاع بدوره التنموي على الوجه الأكمل كوسيلة فعالة في تنفيذ السياسات الحكومية بكل جدارة واقتدار.

وقال: "من موقع المسؤولية الوطنية وعبر الأدوار المناطة في وزارات الخدمة المدنية والتنمية الإدارية بمجلس التعاون الخليجي، مطالبون ومعنيون أيضا بتوجيه مسارات جهدنا، تجاه النهضة التنموية المنشودة لدولنا عبر تطوير العمل الحكومي وقياس معدلات الإنتاجية وجودتها وتطوير وإعداد الكفاءات وتنمية المواهب وتنمية روح الإبداع لدى الكادر الوظيفي.

وأشار معاليه أن وزارة الخدمة المدنية في المملكة العربية السعودية، وفي مواكبة منها لمسارات التنمية السعودية بشكل عام وبالدعم غير المحدود من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - أيده الله - وضمن منهجية رؤية المملكة 2030، قدمت العديد من المبادرات التي تهدف إلى تحسين وتطوير العمل الحكومي، ولعل من أهمها برنامج الملك سلمان لتنمية الموارد البشرية من أجل الاستثمار في رأس المال البشري وتنميته وتأهيله، بما يتماشى مع طموحات المستقبل، وذلك ما تمثل عبر تطبيق مفاهيم الموارد البشرية.

كما بادرت الوزارة بالعديد من البرامج، حيث تسعى من خلالها لإعادة هيكلة الوظيفة العامة بما يتوازى مع متطلبات وطموح المرحلة. كما تعمل الوزارة على إطلاق "برنامج قادة التحول الوطني" خلال الشهرين القادمين والذي يهدف إلى مساندة ودعم القادة التنفيذيين السعوديين في الوظائف القيادية في القطاع الحكومي، لتمكينهم من تطوير معارف ومهارات القيادة والإدارة المتقدمة لتنفيذ متطلبات رؤية المملكة، وذلك بالتعاون مع أرقى الجامعات العالمية مثل جامعة هارفرد، وستانفورد، وأم أي تي، وجامعة سنغافورة الوطنية.



ووصف معاليه جدول أعمال الاجتماع بأنه يحفل بالعديد من الموضوعات، والتي بذلت الأمانة العامة للمجلس جهوداً مشكورة عبر التحضير والإعداد والمتابعة، حيث تكمن أهمية المواضيع في دفع عجلة التعاون المشترك بين دولنا الشقيقة للوصول إلى مستقبل زاهر، يرضي طموح أبناء شعوبنا وقياداتنا التي أولتنا هذه الثقة الكبيرة، معبراً عن ثقته من خلال العمل التنسيقي بين دول المجلس على خلق خدمة مدنية أكثر متانة ومرونة لمواجهة تحديات المستقبل وأكثر رسوخاً في دعمها لرفاهية بلداننا وازدهارها.

وأختتم معاليه كلمته بالشكر لمعالي أمين عام المجلس الدكتور عبد اللطيف الزياني والأخوة العاملين بالأمانة على تهيئة جميع متطلبات هذا الاجتماع الدوري من حيث الترتيب لعقده وإعداد جدول أعماله وتهيئة الموضوعات المدرجة عليه، التي هي حصيلة لجهودهم السابقة، أو ما قدمته أجهزة الخدمة المدنية والتنمية الإدارية في دول المجلس من دراسات واقتراحات، وشكره للأخوة الوكلاء على جهودهم التي بذلوها في اجتماعهم التحضيري يوم أمس لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول أعمالهم وما توصلوا إليه من توصيات ستمهد إن شاء الله للوصول إلى النتائج الإيجابية المأمولة.



تلا ذلك كلمة معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني، القاها نيابة عنه الأمين العام المساعد لشؤون الإنسان والبيئة بالأمانة العامة للمجلس عبد الله بن جمعه الشبلي، رفع فيها خالص التهنئة إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - حفظهما الله - بمناسبة اليوم الوطني السادس والثمانون للمملكة العربية السعودية، مثمناً الاستضافة الكريمة للمملكة العربية السعودية لأعمال الاجتماع، مقدما ترحيبه لأصحاب المعالي والسعادة والوفود المشاركة، مشيراً إلى أن هذا الاجتماع يأتي استكمالا لما تم إنجازه وإقراره من مشروعات وبرامج عمل مشتركة خلال الاجتماعات السابقة، والتي يتطلع الجميع من خلالها المضي قدما نحو تحقيق الأهداف والتوجيهات النبيلة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس -حفظهم الله - الرامية إلى توفير أقصى سبل الراحة والطمأنينة لمواطني دول المجلس، والعمل على الارتقاء بالموارد البشرية في مجتمعات دول المجلس، عبر التأهيل والتدريب الوظيفي لإشراكهم وتمكينهم من مواصلة من مواصلة مسيرة الخير والعطاء في شتى المجالات، مختتماً تصريحه بالشكر الجزيل لمعالي وزير الخدمة المدنية الأستاذ خالد بن عبد الله العرج على ترؤسه لأعمال هذا الاجتماع، وعلى كرم الضيافة، وحسن الاستقبال، والتنظيم والإدارة لأعمال الاجتماع.

بعد ذلك بدأت أعمال الاجتماع حسب الجدول المقرر بطرح ومناقشته مذكرة الأمانة العامة بشأن توصيات الاجتماع الثاني والعشرين للجنة وكلاء أجهزة الخدمة المدنية الذي عقد يوم أمس، ثم بمذكرة الأمانة العامة بشأن قرارات المجلس الأعلى في الخدمة المدنية, والتي جاء منها قرار المجلس الأعلى في دورته 36 الخاص باعتماد رؤية خادم الحرمين الشريفين حول تعزيز مسيرة العمل الخليجي المشترك، وتقرير متابعة فريق عمل المختصين في أجهزة الخدمة المدنية، ومعاهد الإدارة العامة لإعداد دليل بالمفاهيم والمصطلحات الإدارية، ومسميات وحدات الهياكل التنظيمية، في دول المجلس، وتقرير متابعة فريق عمل المختصين في قوانين وأنظمة وتشريعات الخدمة المدنية للقيام بدراسة مقارنة في تطوير وتحديث تشريعات الخدمة المدنية، ومذكرة الأمانة العامة بشأن الإشكاليات والتحديات التي تواجه أجهزة الخدمة المدنية بدول المجلس والجهود المبذولة للتصدي لها.



كما ناقش المجتمعون مذكرة الأمانة العامة, بشأن توحيد عمليات شراء تراخيص أنظمة الموارد البشرية بدول المجلس HR Systems، والمقترح من مملكة البحرين، ومذكرة الأمانة العامة بشأن تكريم الكفاءات الإدارية، ومذكرة الأمانة العامة، بشأن تفعيل مشروع نقل وإعارة الخبرات العاملة بين دول مجلس التعاون، ومذكرة الأمانة العامة بشأن تكليف اللجنة الفنية لدراسة مقترح لإعداد نموذج خليجي للجودة، ومقترح الأمانة بشـأن أهداف التنمية المستدامة 2030م.

واختتم المجتمعون أعمالهم, بمقترح الأمانة العامة بشأن إعداد خطة استراتيجية للجنة وزراء ورؤساء أجهزة الخدمة المدنية والتنمية الإدارية، وتحديد موعد ومكان الاجتماع الثالث والعشرين للجنة والوكلاء, والاجتماع السادس عشر لأصحاب المعالي والسعادة وزراء ورؤساء أجهزة الخدمة المدنية والذي تقرر بأن يكون في دولة مملكة البحرين الشقيقة، وما أستجد من أعمال.

ويضم الوفد السعودي المشارك في هذا الاجتماع، كلا من معالي نائب وزير الخدمة المدنية الأستاذ عبد الله بن علي الملفي، ومعالي مدير عام معهد الإدارة العامة الدكتور مشبب بن عايض القحطاني، ووكيل الوزارة للشؤون التنفيذية عبد العزيز بن عبد الرحمن الخنين، ومدير عام المنظمات والتعاون المحلي والدولي المكلف عصام بن عبد الله الحماد، ومنسق أعمال مجلس التعاون متعب بن ناصر الشريمي.