أربعة ملايين سائح سعودي في الخارج
السفر بالتقسيط
عكاظ الاسبوعية - المكاتب الداخلية
اربعة ملايين سعودي يذهبون في رحلات سياحية خارج المملكة كل عام وفي العام الماضي سجل قطاع السياحة في العالم اعلى رقم في تاريخه بواقع 900 مليون سائح..!! ومن هذه الاحصائيات نستنتج ان قطاع السياحة يعد واحداً من اكبر قطاع الخدمات في العالم بما في ذلك قطاع السياحة في المملكة الذي يملك اهم واكثر المقومات ذات القيم العالية في العالم والمتمثلة في الحرمين الشريفين والتقاء الحضارات. وعلى الرغم مما توفره السياحة الداخلية للمواطن من اجواء وخدمات قد يجدها في الخارج الا ان قوافل السياحة السعودية مازالت تتدفق باتجاه الخارج ما يدعو للدهشة والاستغراب ويطرح الاسئلة عن سر تدفق هذه الاعداد المهولة من المواطنين في بلاد الدنيا ولعل السؤال المهم هنا هو: كيف يستطيع هذا المواطن المكبل بالديون وفي ظل غلاء الاسعار العالي من السفر الى الخارج؟
هل يضطر للاستدانة حتى يلبي رغبة الاسرة التي تلح عليه بالسفر؟؟
هل تحول السفر الى الخارج الى نوع من ثقافة المجتمع والظهور والمباهاة ومجاراة الاخرين حتى ولو لم تكن الاسرة مؤهلة اصلا للسفر ولا تمتلك تكاليفه؟! وما الذي يحول دون هؤلاء الملايين الفارين الى الخارج من السياحة داخل المملكة واسئلة اخرى كثيرة طرحناها على المعنيين بالسياحة واهل الرأي والمسافرين وخرجنا بحصيلة وافرة من الآراء ووجهات النظر حولها.
قبل ان نستعرض الاسباب التي ساقها البعض في تفضيلهم السياحة في الخارج عنها في الداخل, هذه نماذج مختارة لمواطنين قد تعكس جانبا من تفكير الاسرة السعودية وتخطيطها للسفر للخارج.
بيع اسهم للسفر
يقول صالح العمري منذ وقت مبكر قمت بالحجز وشراء تذاكر السفر تجنبا لزحام الرحلات الدولية حيث انوى السفر بعائلتي الى تركيا وسوريا ولتوفير تكاليف الرحلة قمت ببيع عدد من الاسهم كعادتي في كل عام.
قرض للسفر
وقال الشاب محمد حسن العمري الذي صادفناه خارجا من مكتب للخطوط السعودية وجهتي في هذه السنة ماليزيا برفقة بعض الاصدقاء حيث زرنا في السنوات السابقة كلا من مصر ودبي ولبنان.
وعن تمويله للرحلة ذكر بأنه اقترض مبلغ عشرة الاف ريال سيقوم بتسديدها عقب عودته من السفر.
مناطق بكر
اما لماذا الوجهة الى الخارج فيرى صالح العمري ان السياحة الداخلية تكاد تخلو من الفعاليات التي تلبي رغبات العائلة وتقنعها بالبقاء في الداخل فهي مازالت بحاجة لعمل الكثير صحيح ان لدينا مناطق سياحية جميلة الا انها لم تستغل الاستغلال الامثل حتى الان.
محجوزة للعائلات
وقال محمد العمري نحن الشباب نعاني معاناة كبيرة في الاستمتاع بالمرافق العامة فجميع الحدائق والمنتزهات محجوزة للعائلات على العكس من السياحة في الخارج حيث المحلات مفتوحة للجميع بلا قيود او حواجز ويضاف الى ذلك حرارة الصيف في جميع مدن المملكة ماعدا المدن الجنوبية فضلا عن ارتفاع اسعار الوحدات السكنية.
وهو ما اكده ايضا سالم يحيى بقوله اقضي فترة الصيف متنقلا بين الدول العربية واجد ان هناك فرقا كبيرا بين المبالغ التي اصرفها في الخارج وبين المبالغ التي اصرفها في الداخل حيث تنقص عن المصاريف في الداخل اربع مرات وربما كان هذا السبب وراء سفر الكثيرين الى الخارج.
ارتفاع اسعار السكن
والحقيقة ان معظم الذين التقيناهم في هذه القضية يجمعون على ان ارتفاع اسعار الوحدات السكنية يمثل السبب الاول الرئيسي وراء سفر كثير من المواطنين خاصة الشباب لقضاء اجازتهم الصيفية في الخارج.
محمد الغامدي مثلا يرى انه على الرغم من المخاطر التي تكتنف السياحة في الخارج والاحوال المضطربة في بعض الدول الا ان اسعار خدماتها السياحية مناسبة مقارنة باسعار خدمات السياحة داخل المملكة ولا تشكل عجزا في ميزانية الاسرة.
فعلى سبيل المثال يتجاوز ايجار الشقة المفروشة بالمدن السياحية خلال الصيف في المملكة 700 ريال في اليوم الواحد في حين ان هذا المبلغ قد يسكنك عدة ايام خارج المملكة.
ومن وجهة نظر سلطان الذيابي ان غياب البرامج السياحية في المملكة واقتصارها على مدن بعينها ساهم بدوره في عزوف الكثير من السياح عن السياحية الداخلية وتغيير وجهتهم الى الخارج!!
خالد القحطاني يروي انه اخذ شقة لمدة 25 يوما في حدود 4 آلاف ريال بينما الاستمتاع بقمم السودة في عسير يكلف الشاليه من 1500-3000 ريال في الليلة الواحدة ويرى ان تشجيع السياحة الداخلية يتوقف على خفض اسعار الشاليهات والشقق المفروشة في المقام الاول.
وسببا آخر يسوقه هاشم محمد الشريف لاتجاه الكثيرين للسفر الى الخارج على الرغم من توفر مقومات سياحية في الداخل يتمثل في عدم وجود فنادق كافية لاستقبال المصطافين بالداخل ففي ابها مثلا لا يوجد سوى ثلاثة فنادق على مستوى جيد فضلا عن ان المصطاف لا يجد المطاعم التي تقدم له الاكل النظيف والذي قد يجده في أي منطقة شعبية في أي مكان في اوروبا!
غياب الارشاد السياحي
ويشير سعد العويضة القادم من الشرقية للاصطياف بمنتزهات عسير الى افتقار بعض مرافق الخدمات الى النظافة وغياب خدمات الارشاد السياحي.
والى ذلك يؤكد عدد من التقيناهم ان غلاء اسعار السلع والخدمات الذي يتزامن مع موجة الغلاء العام في الآونة الاخيرة سوف يقف حائلا دون استمتاع الكثيرين بالسياحة الداخلية وبالتالي تغيير بوصلة السياحة باتجاه الخارج خاصة الشباب والعزاب..
عروض سياحية
ويؤيد مشهد المسافرين في مكاتب الخطوط السعودية ووكالات السفر والسياحة وحركة الحجز النشطة هذه الايام صحة ما ذهبنا اليه في مقدمة هذه القضية من تدفق الملايين باتجاه الخارج حيث تقدم مكاتب السفر والسياحة عروضا مغرية لقضاء اجازة الصيف في الخارج تتضمن تذاكر سفر مخفضة وقضاء عدة ليال بأسعار زهيدة في اضخم الفنادق والمنتجعات السياحية العالمية..
ففي جولة على مكاتب السفر والسياحة بتبوك اكد العاملون ومسؤولو الحجز في هذا المجال ان المؤشر في ارتفاع تصاعدي ما يعكس اقبال المواطنين على قضاء اجازتهم الصيفية خارج المملكة حيث تشكل نسبة الحجوزات للبرامج السياحية خارج الوطن 60%.
وقال مصطفى السوداني ممثل مبيعات لاحدى الشركات السياحية في تبوك ان الاقبال في ازدياد منذ بدء الاختبارات السبت الماضي حيث يبحث السياح عن البرامج السياحية بالخارج وتكلفة الاقامة والتذاكر والانتقال مابين المدن, وعطفا على ارتفاع ايجار الوحدات السكنية والخدمات السياحية يتساءل وكيل الامين للخدمات البلدية بامانة منطقة تبوك لماذا لا تقوم الهيئة العليا للسياحة بتنفيذ مبان سكنية في جميع الاماكن السياحية وتسليمها للاستثمار من قبل شركات خاصة تحت اشرافها ووضع خرائط لتعريف المواطن بالاماكن السياحية وضبط الاسعار من قبل وزارة التجارة بالتنسيق مع الهيئة العليا للسياحة!
وعلى الرغم من موجة الغلاء وما يتطلب السفر من نفقات يظل السفر الى الخارج هاجس الاسر السعودية مهما كلف الثمن بما في ذلك الاستدانة والاقتراض من البنوك والحصول على البطاقات الائتمانية.
بطاقة قسط
وفي هذا السياق يوضح الادهم خالد السليم مدير فرع احد البنوك في حائل ان البنك بدأ في تقديم البطاقة «قسط» مقابل 300 ريال فقط قبل شهر من الآن وهذا البرنامج يخدم الراغبين في السياحة في حالة عدم توفر المال في ارصدتهم بالدرجة الاولى.
95% مقترضون
وقال عبدالله الظاهري مدير بنك الرياض في تبوك ان 95% من المواطنين يقترضون من اجل السفر الى الخارج او للسياحة الداخلية او يقدم على بطاقات (الفيزا) او القروض البنكية وبعد السفر تتراكم عليهم الالتزامات المالية.
بطاقات ائتمانية
ويتجلى الاقتراض من البنوك في شكل البطاقات الائتمانية التي تتيح لهم الشراء العاجل والدفع الاجل بغض النظر عما يترتب عليها من التزامات في السداد.
وتشير الاحصائيات المصرفية ان السوق السعودي يستحوذ على اكثر من ثلث البطاقات التي اصدرتها شركة «فيزا» ويتوقع ان يكون الحال مع بطاقات الائتمان الاخرى.
وكشفت حنان الشمراني من قسم العملاء في بنك محلي بجدة ان الطلب على بطاقات الائتمان يزيد بشكل كبير خلال فترة الصيف, موضحة ان الحد الائتماني للبطاقة من راتب الى اربعة رواتب في الشهر.
وفي السياق نفسه اشار مصدر مصرفي ان 70% من المواطنين الذين يحصلون على بطاقات الائتمان يتعثرون في السداد.
وذكر الدكتور ابراهيم عبدالكريم (اكاديمي) ان العام قبل الماضي شهد سوقا نشطا للبيع بالتقسيط والسداد بالآجل بلغ حجمه 200 مليار ريال.
وان المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية جعلت الأفراد اكثر اعتماداً على القروض البنكية وبطاقات الائتمان والتقسيط في تأمين احتياجاتهم مارفع نسبة التقسيط خلال السنوات الاخيرة الى 40% واصبحت الاقساط تلتهم اكثر من 50% من رواتب 80% من العاملين.. كما زادت القروض الشخصية والاستهلاكية لتصل في العام الماضي الى 168.8 مليار ريال, ومنهم فئة تسعى للسفر في العطلات فإذا لم يمكنهم ذلك مباشرة يحصلون على مبالغ عن طريق بطاقات الائتمان. وهكذا في ظل توسع البنوك في منح البطاقات الائتمانية اصبح كل شيء بالتقسيط بما في ذلك السفر الى الخارج.
عكاظ
(( التعليق ))
باستثنا ء الخروج للحرمين الشريفين للعمرة والزيارة فوالله لو خرج أهل البلد كلهم عن بكرة أبيهم فإني ألتمس لهم العذر في ظل غياب السياحة في بلادنا شكلا ومضمونا فليس هناك مايشجع المواطن على السياحة في بلاده برغم وجود مساحات عريضة في مصايفنا في الطائف وأبها ومرتفعات جبال عسير فعلى سبيل المثال في الطائف ليس هناك وتحديدا في الهدى والشفا فليس هناك منشآت سياحية عصرية للسكن والتنزه سوى شقق عشوائية أقل من تقليدية مملوكة للأفراد الذين يبالغون في أجورها بصورة جشعة ومنفرة
هناك مساحات أفقية لاتزال بكرا بين الهدى والشفا وكلها تطل على تهامة لم يتم استغلالها سياحيا حتى الآن ونفس الوضع والحال ينطبق على أبها ومرتفعات عسير كلها إضافة لعدم توفر الطرق السريعة الآمنة في وإلى معظم هذه المناطق السياحية الصيفية وحتى الشتوية أيضا
كما أن هناك سياحة روحية ميتة يتعطش كل الشباب لمعرفتها والتزود من ثقافتها ألا وهي معالم وطرق هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم والمواقع الشهيرة التي شهدت المعارك الإسلامية الخالدة مثل أحد والخندق وبدر الكبرى وخيبر وتبوك وغيرها
فالواجب أن يتم تخريج طلبة أكاديميين من الجامعة الإسلامية تخصصهم دراسة المواقع الإسلامية ومن ثم تخريجهم كأدلاء ومرشدين دينيين في إطار علم السياحة الروحية لتوعية الناس بآثار ديننا الخالد وقد زعم من زعم أن مثل هذه الأمور قد تجر الناس إلى تعبد هذه الآثار فالناس اليوم يتمتعون بوعي ديني مستنير ويفرقون بين الحق والباطل وليس بيننا وثنيون أو جهلة يتبركون بالمواقع كما يعتقد البعض
بل إن الإدلاء في نظري يسهمون مساهمة فعالة وأكيدة في رفع نسبة الوعي والتنور الديني الروحي لدى الشاباب وحتى الشيب وقد يقول قائل لاتشد الرحال إلا إلى ثلاثة بيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى وهذا صحيح ولكن ألا تجزي النية في ذلك بمعنى إنما الأعمال بالنيات طالب العلم يشد الرحال لطلب العلم في بلاد بعيدة جدا والأحباب في الله وذوي القربى يشدون الرحال لعيادة مريض أ والمشاركة في الصلاة والتشييع وتقبل وتقديم العزاء في الموتى تشد الرحال أيضا لرؤية الوالدين والأقربين لست أفتي حاشالله ولكني آخذ الأمور بالقياس وتفعيل النيات من غير غلو في هذا الشأن
لدينا أيضا معالم وآثار حضارية تضارع الآثار المصرية من حيث القدم والموروث الحضاري في قيمتها التاريخية وأهميتها السياحية مثل مدائن صالح وغير ها من الآثار الكبيرة والكثيرة المنتشرة في أرجاء البلاد فالسائح المسلم يتعض مما يراه والسائح الغيرمسلم قد يرى النور واليقين من خلال مايرى بعد شروح الأدلاء المتخصصين والله من وراء القصد
مجرد رأي
مواقع النشر