((2))
-------------
( القهوة آداب وعادات وتقاليد )
كنت ضمن لفيف من الضيوف في منزل أحد المعارف وقد لاحظت كماهي العادة في معظم مجالسنا وجود طاولة متوسطة الحجم
قد وضعت فوقها ترمسين للقهوة وعدد كبير من فناجين القهوه النظيفة
وكان أحد الغلمان يجلس بجوار الطاولة وكلما دخل ضيف أو ضيوف بادرهم بصب القهوة وقد لاحظت أنه يملاء الفنجان بالقهوة ويمده للضيوف بفتوروبرود كما لو كانوا في مجلس عزاء حيث يقضي العرف الحزايني الإكتفاء بفنجان واحد
واحسن الله عزاكم واقضب الباب
ومع تحفظي على بعض الملاحظات فقد تنهدت حين عادت بي الذاكرة إلى أيام الطفولة والصبى والشباب حيث تعلمنا وأجدنا إعداد القهوة العربية على أصولها كما علمنا إياها آبائنا مع شيء من الشدة والقسوة فقد كان لإعداد القهوة وطريقة تقديمها
طقوس وأصول إجتماعية صارمة جدا
ومنها على سبيل المثال عدم تحريك الدلة بقوة أثناء صبها وضرورة الإبقاء عليها شبه مائلة للأمام حتى لايخالط القهوة كدر من البن أو الهيل كذلك طريقة سكب القهوة في الفنجان من الأفضل أن تكون رشيقة بحيث يرى الضيوف سكبة القهوة عالية وبينها وبين الفنجان مسافة من الشبر ونحو الذراع حسب المهارة المكتسبة لصباب القهوه
حيث تنتهي السكبة برنة قبلة خفيفة بين شفة الفنجان وثغر الدلة على شكل نغمة تحاكي رنة النجر
كما أن في هذه الطريقة تشويق للضيف لمشاهدة شفافية القهوة والتمتع بمشاهدة لونها الأشقر ودخانها وهو يتصاعد مابين الفنجان ومصب الدلة حيث تعبق روائح الهيل والزعفران إن وجد
مع ضرورة أن يكون مقدار القهوة في الفنجان أقل من الربع حتى لا تبرد في يد الضيف الذي يرتشفها عادة بتلذذ وهي ساخنة جدا
ويحظر على من يصب القهوة الجلوس فجلوس صباب القهوة من الكبائر القهوجية وكذلك التحدث من غير ضرورة مع الضيوف سوى إن قيل له كيف الحال بخير طال عمرك
كما يجب على من يصب القهوة أن يكون حاضر الذهن وأن تكون عينيه رادارا بشريا ترقب كل حركات أيدي الضيوف
لازلت متمسكا وبتشدد بهذه العادات القهوجية
فإذا كان لدي ضيوف فعادة أجعل لها مكان مخصص لإعدادها بالفحم الذي لابد أن يظل متوهجا حتى ينصرف الضيوف
حتى أن أولادي يتسابقون ويستمتعون بإعدادها وتقديمها كمظهر من مظاهر الرجولة والإعتزاز بالعادات والتراث كموروث عزيز تليد من الآباء والأجداد
ولكن على مستوى الأسرة أقدم بعض التنازلات الشكلية فقط مثل إعدادها على الموقد ولا بأس من الترمس الجيد
على أن تسكب فيه حالا وتقدم حالا خاصة بعد المغرب ومكره أخاك لا بطل
( ان طاعك الزمن والا طعه )
ولكني أستهجن بشدة طريقة تقديم القهوة في أيامنا هذه حيث تكون فاترة وتخالطها بعض الحموضة وأعترف أنني أقوم
ببعض السلوكيات المخالفة للإتيكيت مثل تعمدي نسيان الفنجان كماهو وطالما الغلام في وضع جلوس فلامشكلة إطلاقا
لماذا لانحترم موروثنا الثقافي ؟؟
ألاترون أننا نعبث بأمجاد الآباء والأجداد ونحن نقوم ببعض الممارسات الغبية جدا من خلال انتهاكنا طقوس وعادات إعداد وتقديم القهوه؟؟
فبعض البنات وربما امهاتهن يطبخن القهوةالمبهرة طبخا بدون حس أو ذوق ويسكبنها في الترامس ليتلقفها الأبناء على مضض ويقدمونها للضيوف ربما بعد بضع ساعات وعلى طريقة
((احقن واقحن ))
حيث لاطعم ولانكهة ولا قواعد محترمة لتقديمها
لانصر على الدلة
ونتقبل الترمس ولكننا نصر على الكيف إعدادا وتقديما وتذوقا
مواقع النشر