تشارلوت (نورث كارولاينا) (رويترز) - غير الديمقراطيون الامريكيون خطاب برنامجهم الانتخابي ليعلنوا تأييدهم لأن تكون القدس عاصمة اسرائيل وذلك بعد اعتراض الرئيس الامريكي باراك اوباما على الاغفال وبعد اتهام الجمهوريين لهم بإظهار تأييد ضعيف لحليفة أمريكا.
وساد الارتباك في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في تشارلوت بولاية نورث كارولاينا لفترة قصيرة بعد ان اضطر المندوبون ورؤساء المؤتمر الى اعادة التصويت ثلاث مرات من أجل اعادة هذه العبارة في تحول محرج.
ولا تعترف معظم دول العالم ومنها الولايات المتحدة باعلان اسرائيل القدس عاصمة لها وتبقي سفاراتها في تل أبيب.
كما أشار الحزب الديمقراطي الامريكي في خطاب برنامجه الى الله. وغير الديمقراطيون من لغة البرنامج ليقولوا ان على الحكومة ان تساعد الناس على "الاستفادة بأكبر قدر ممكن من القدرات التي منحها لهم الله."
لكن أكثر التغييرات اثارة للجدل كانت بشأن اسرائيل. وقال مسؤولون في الحملة الديمقراطية إن هذه العبارة أعيدت لتعكس وجهة النظر الشخصية للرئيس أوباما.
وقال مسؤول في الحملة "التغطية الاخبارية جعلت الرئيس يعي القضية اليوم. وجه موظفيه للتعامل مع الامر فورا. الخطاب النهائي يتفق مع مواقف الرئيس." وصرح المسؤول بأن أوباما عارض ايضا اسقاط الاشارة الى الله.
الرئيس الامريكي باراك أوباما خلال مؤتمر الحزب الديمقراطي
في تشارلوت بولاية نورث كارولاينا يوم الاربعاء - رويترز
وأعلن الرؤساء الأمريكيون على مر السنين تأييدهم لجعل القدس عاصمة لاسرائيل لكنهم لم يتخذوا قط خطوة نقل السفارة الامريكية من تل ابيب الى المدينة المقدسة على اعتبار ان مصير القدس يجب ان يتقرر خلال مفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
ورغم ذلك فالاعلان عن القدس عاصمة لاسرائيل هو تصريح قوي لدعم أهم حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الاوسط والاحجام عن القيام بذلك فيه مخاطرة بأن يخسر الرئيس أصوات اليهود الامريكيين.
وقالت اللجنة الامريكية الاسرائيلية للشؤون العامة (أيباك) وهي جماعة ضغط قوية لصالح اسرائيل في بيان "نرحب باعادة عبارات في برنامج الحزب الديمقراطي تؤكد ان القدس عاصمة اسرائيل."
وأضافت "البرامج الحزبية هذه تعكس تأييدا قويا من الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) للعلاقات الامريكية الاسرائيلية."
ويسعى ميت رومني المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة القادمة التي تجري في السادس من نوفمبر تشرين الثاني الى دق اسفين بين الرئيس الديمقراطي واسرائيل.
وسافر رومني الى اسرائيل في يوليو تموز ولقي استقبالا حافلا من بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي تربطه علاقة فاترة بأوباما منذ ان اقترح الرئيس الديمقراطي عودة اسرائيل الى حدود ما قبل حرب عام 1967 .
وفي محاولة لاستغلال القضية قالت اندريا سول المتحدثة باسم رومني ان على أوباما ان يعلن "بعبارات لا لبس فيها ما اذا كان يؤمن بأن القدس عاصمة لاسرائيل."
واستطردت "ميت رومني يعلن دوما ايمانه بأن القدس عاصمة اسرائيل."
وقبل اربعة اعوام خلال حملة انتخابات الرئاسة السابقة لعام 2008 كان البرنامج الانتخابي للحزب الديمقراطي ينص على ان "القدس هي عاصمة إسرائيل وستبقى عاصمة لها."
ولكن هذا العام اسقطت هذه العبارة في مسعى لاظهار توازن في الموقف الامريكي في النزاع العربي الاسرائيلي الطويل متسببة في انتقادات من رومني مرشح الرئاسة الجمهوري وجمهوريين آخرين.
ولاعادة هذه العبارة اضطر انطونيو فيلاريجوسا رئيس بلدية لوس انجليس ورئيس المؤتمر العام للحزب الديمقراطي الى اعادة الاقتراع بالصوت ثلاث مرات وبدا مرتبكا بشأن كيفية التصرف حين كانت الاصوات التي رددت كلمة "لا" أعلى من تلك التي قالت "نعم".
وفي نهاية المطاف أعلن الموافقة على اعادة العبارة الخاصة بالقدس بأغلبية الثلثين وقوبل ذلك بهز الرأس في حركة اعتراضية من جانب هؤلاء الذين كانوا يؤيدون عدم الاشارة الى القدس في برنامج الحزب.
وقال مسؤول في الحملة الانتخابية ان أوباما أعلن تأييده لان تكون القدس عاصمة اسرائيل خلال خطاب القاه امام (ايباك) قبل ان يكون رئيسا.
وقضية القدس من أصعب قضايا "الوضع النهائي" التي سيتحدد مصيرها في اي مفاوضات سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وكانت اسرائيل قد احتلت القدس الشرقية في حرب عام 1967 .
مواقع النشر