أستاذي العزيز نجم سهيل،،
أخواني وأخواتي في درة المجالس السعودية،
السلم عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية للجميع،، وألف مبروك على هذا الصرح الجديد !!
أرجو قبول أولى مشاركاتي - ترجمة موضوع مهم على الساحة الدولية
كتب تشارلز كراوتهامر، الكاتب في صحيفة واشنطن بوست، تقرير بعنوان إشعال المحرقةَ الجمعة، 11 أبريل، 2008؛ صفحة A21 أحببت إختصاره لكم:
إشعال المحرقةَ !!
يركز التقرير على لهجة إيران المتأججة، عن إعلان إيران بأنّها كَانتْ تُركّبُ أكثرَ من (6) آلاف وحدة طرد مركزي لإنتاج اليورانيوم المخصبَ، كمكون أساسي للسلاح النووي، هذا إضافة إلى تشغيل ثلاثة ألآف وحدة طرد سبق تشغيلها، وهذا سبق عالمي.
يقول التقرير: حان الوقت في الإعتراف على فَشلَ إدارة بوشَ في إيقاْف هذا البرنامجِ الإيران النووي. وتُمثّلُ آخر دورةِ لمجلس الأمن التابع لهيئة الأمم المتحدةِ نهايةَ عقوباتَ الحصار، والتي أَخذتْ سَنَة لإقرارها، فكانت ضعيفة وهزيلة.
في نوفمبر، أخفقت داخليا جُهود الرئيسَ بوش في إيقاْف برنامجِ إيران النووي بسبب نتائج تقديرات إستخباراتية نتيجة سياسة الإعتدال وبشكل يصعب إصلاحه، بأن إيران لم تستأنف تسلحها النوويَ (ثلاثي العناصرِ لأيّ برنامج نووي)، وبالتالي ترويج إدعاءات تنازل إيران عن تسلحها النووي. صعوبةً مرحلة تخصيب اليورانيومِ باتت مؤهل لها على تطويرَ صواريخ باليستيةِ نوويةِ.
أصبح بوش دون خيارات، وسَيُسلّمُ السلطة لمن يليه في رئاسة البيت الأبيض، وسوف يسلم (ملف إيران)، بما في ذلك قرب إمتِلاكها للسلاح النووي. هذا لوحده سَيُزعزعُ أمن الشرق الأوسطَ بأسره خلال العقد القادم، وسوف يُهدّدُ المعتدل من العرب بالهيمنةِ الإيرانيةِ، وهذا الأمر سيجعل الزناد في يد إسرائيل.
يتركز إهتمام أمريكا على عدم استيلاء النزعات الدينية على السلاحِ النووي، وهذه مسألة سيحكمها الوقت. هذا ولن يتم نَزْع سلاح إيران لا بحقِّ الشفعة ولا بالعقوباتِ.
يقول الكاتب: "الرَدْع ضرورةَ مُطلقةَ"، ويرى بأن الأمر أصعب مِنْ نصف قرن مرّت به حرب الإتحاد السوفيتي الباردةِ، ويرى وجوب التعاملُ مع وضع (نووية إيران) بعقلانية، مما يستوجب حذو خطوات الحرب الباردةَ مرة أخرى مع (نووية إيران) هذه المرة؛ قبل، وأثناء، وبعد: محاولات الرَدْعَ عن شغل أي عدوانِ نوويِ. ويؤكد التقرير إيجابية طول النفس بما يكفي لتغييرِ (النظامِ)، ولجَعْل الرَدْعِ أكثر وأقوى فاعلية. ويقول بأنه لا أحد يَظْلُّ صاحياً اليوم وهو قلق حيال إنطِلاقة أي هجوم نووي على الولايات المتّحدةِ. وعدم معرفة كَمْ الملالي سَيَكُونونَ في الحكم أصعب حتى يتغيرون.
يقول: "أثناء الحرب الباردةِ، كُنّا ناجحون في مَنْع هجومَ ليس فقط على الولايات المتّحدةِ، ولكن أيضاً على حلفاءِ أمريكا. تَمديد مظلة النوويةِ الأمريكيةِ - بمعنى آخر بأنَّ أيّ هجوم على حلفائِنا يَكُونُ نعتبره هجومَ على الولايات المتّحدةِ.
تهديدِ مثل هذا مؤكد وموّثوقَ 100 بالمائة، مما جَعلَ الإتحاد السوفيتي يتردّد حول مُهَاجَمَة حلفائِنا الأوروبيينِ، وهذا ما أبقىَ السلامَ عبر تلك الحقبة.
نفس المُحَافَظَة على السلامِ النوويِ في الشرق الأوسطِ يَجِبُ أَنْ َيَكُونُ بشكل لا نهائي أقل خطر، (وبالتالي أكثر ثقة) مِنْ رَدْعِ الحرب الباردةَ ذلك الحين، وأي تهديد مِنْ إيران قد يكون مصبّه إبادةِ الولايات المتّحدةِ. فإيران بعكس الإتحاد السوفيتي، سَيكونُ عِنْدَها ترسانة أصغر، ونسبياً ستعجز من وُصُول الولايات المتّحدةِ.
أثناء أزمة الصواريخ الكوبيةِ، عَمِلَ جون كندي على أحد كيفيات الرَدْع. بينما ستكون مساهمة الرّئيسِ بوش نحو السلامِ النوويِ من خلال إصْدار بيان يَتبنّى فيه لغةَ كندي تلك، وسيغير فقط الأسماءَ فيه، ستصبح سياسةَ الأمةِ (الأمريكية) بإعتِبار أيّ هجوم نووي على إسرائيل مِن قِبل إيران، صادر من خلال إيران، كهجوم مباشر مِن إيران على الولايات المتّحدةِ، يستوجب رَدّ إنتقامي كامل على إيران.
يؤكد المؤلف على أن خطاب كهذا يَجِبُ أَنْ يُتْلَى بِبساطة: "كمشعل للتَحَمّلِ، وكزعيم لعالمِ حر، وكون الولايات المتّحدة لَنْ تَسْمحَ بمحرقة ثانية قد َتُمارسُ على الشعب اليهودي".
سياسةِ - إعلان المحرقةَ - لَم تجربها الإدارةِ الحاليةِ، لأن إيران لَنْ تَمتلكَ الأسلحة النووية قبل يناير 2009م. لَكنَّها مؤشر قويّ بأن تَعِيشُ أطول مِنْ إدارةِ بوش. كُلّ رئيس أو مرشّح رئاسي جديد يَجِبُ أَنْ يَذكرَ أهمية (إعلانَ المحرقة)،َ وكونه خط سياسي أحمر للولايات المتّحدةِ لا يجب تجاهله.
سَيَكُونُ التساؤل جدلي لا خلافيَ، حول إعلانَ المحرقةَ لا بطلانها، وبدون لهجة الإستفزاز.
قد يُقال عنها باطلا، لأن إسرائيل يُمْكِنُ أَنْ تَنتقمَ لنفسها. فالمشكلةَ كون إسرائيل بلد صغير جداً ولديها ترسانة نووية صغيرة. عكسها القوة الناقمة، يُمْكِنُها سحق إسرائيل بضربتها الأولى، أثناء الحرب الباردةِ، خَلقتْ كل من الولايات المتّحدة والإتحاد السوفيتي أساطيل وغوّاصات ضخمة - غير قابلة للكشف وهكذا كانت مناعة الرَدْع ضد أي ضرباتِ - وهذه المناعة العقلانية المَضْمُونةِ والمطلوبة ضد أي ضربة إنتقامية. حجم وحصانة الترسانةِ النوويةِ الأمريكيةِ بشكل لا يمكن تصوّره يجْعلها آمنة وفعّالة للرَدْع الأمريكي لأيّ نسخة إسرائيلية – وبحدود مواجهة الحفاظ على السلامَ على الأرجح.
هَلْ إعلانِ مثل هذا يحبذ الإستفزاز؟ بالعكس. الرَدْع أقلّ إستفزازاً لكُلّ السياسات. ولِهذا هو البديلُ المُفَضَّلُ لأولئك الذين يُعارضونَ الهجوم على إيران وإجهاضها قبل بلوغه تسلحا النوويَ، الذي تشبث بروادع (المحرقة) ضمن خطاباته السياسية.
بالطبع ليس من المحتمل تَأَكيد صلاحية الرَدْعِ مع أمثال أحمد نجاد والمجهاديين الآخرين، لكن سيستقطب الردع الذهنيات الإيرانية العقلانية، وهم كثير جداً، ربما تعطيل أو إعاقة أَو خَلْع القيادات منهم، حتى أمثال أحمد نجاد، الذي قَدْ يَضحّي بوجودِ إيران، إيران كأمة، ولتَبْرِئة إلتزامِهم القدسيِ في إبادة (بكتيريا دولة اليهود القذرة), كلمات نجاد أصبحت وصمة عار على الأمة الإسلامية.
تذمر المؤلف بقوله: "للمرة الأولى منذ زمن السيد المسيح، وإسرائيل (المعروفة بيهودا في ذلك الوقت)، وبيتُ الجالية اليهوديةِ الأكبر في العالمِ. قوَّة مجاورة متصلّبة، ينَدْفعُ أحمد نجاد وبشكل صريح كاشفا نواياه في إبادتها - هذا إنتهاكِ واضحِ لميثاق الأمم المتحدةِ - ويَتحدّى المجموعة الدوليةَ بمتابعة الوسائلِ لتَنفيذ تلك النوايا. ومع هذا، لم يقوم العالم أي شيءَ ضد أقوله. البعض، مثل الروس، يزيد النارِ حطباً".
يقول المؤلف: "لأولئك الذين لا يَرون أي مبدأِ أخلاقيِ من سياسة أمريكيا الخارجية، إعلان (المحرقة) ليس من هاجسنا. لكن الذين يَعتقدونَ بأنّ أمريكا قد تُؤيّدُ شيءاً في العالمِ – فهي تسعى في تحرير الناسَ مِنْ استعباد بعضهم نحو المهنية والأخلاقيةِ الدولية - لا يُمْكِنُ أَنْ يكون هناك سببِ ملحّ أكثرِ مِنْ مَنْع الإبادةِ النوويةِ لديمقراطيةِ متحالفةِ، تهديدَ بمأوى أخيرَ وأملَ قديم صريح بالحَلِّ النهائيِ النهائيِ.
مواقع النشر