درة : لم تعد مجتمعاتنا المعاصرة تهتم بالغذاء من أجل ألصحة، وإنما اصبحنا ننظر إلى الأغذية كمنتجات، منتجات غذائية توهمنا بجودة طعمها ورائحتها ومظهر شكلها، منتجات مصنعة نجحت في جذب شرائح من المجتمع، بضاعة توعدهم بشعور أفضل ومظهر أحسن ومستقبل واعد. ولكن كانت النتيجة على العكس تماما ، كآبة وسمنة مفرطة ومظهر سيء.

obesity-saida.jpg

والسبب الذي جعلني أكتب هذا الموضوع هو قراءتي لما نشرته جريد الرياض اليوم للدكتورة د. شريفة محمد العبودي :ربع ما تأكله يبقيك حياً، وثلاثة أرباعه يبقي طبيبك حياً !

بعد قراءتي لموضوع الدكتورة شريفة العبودي، عادت بي الذاكرة لما عشناه من حياتنا في أمريكا، ثم أخذت أقلب الإنترنت - طبعا من المؤكد ان تلك المجتمعات كانت تعيش اعتقادات خاطئة ، استحبابا للمظهر ألاصطناعي ، بل و استحبابا لشعور و مستقبل اصطناعيين.

مجتمعاتها أنها لم تبني لما في داخلها من رؤى وروية بل ركزت عمّا يشاع عن المظهر، فلم تعد الملابس تقيسهم ولا انيس لهم واعتبروا انها أزمة مؤقتة ولكن طال الانتظار عند الطبيب النفساني وصرف الأموال عليه وعلى الأندية والأدوات والكتب والمجلات الرياضية.

وانضم الملايين إلى أندية رياضية ومن ثم شراء اجهزة التمارين المنزلية، وعلى العكس، فهذا سلوك انحى بهم إلى مزيد من شكلاتات كاكاو اسكر يم (دون علم) بم نصب لهم من تلك الأنواع من الفخوخ.

الكل يحلم بتخفيف ألم الوزن – ألم معاناة النفس – ألم الوحدة والاستئناس بالقطط والكلاب في تربية المنزل، مجتمعات تم تربيتها بل وبرمجتها على التغذية الخاطئة من أسسها الأولى، تناول ما هو جاهز ، وليس تجهيز ما نتناوله، حتى في غسل الصحون قبل وبعد الوجبات اليومية ، اصبحت من البلاستيكيات والورقيات التي لا ينالنا منها إلى دمار بيئتنا التي نعيش فيها.

إعداد الإنسان لطعامه – هو الخطوة الأولى لتجهيز أوعيتنا : نفسية تنفسية هضمية حويصلية غددية امعائية وإلى الخراجية، كل منها يتجهز لما تراه العين عند تقطيعه وتشمه النفس فاورق روائحه وتستدر لكل خطوة خطى ما بعدها لما يليه من أجهزة – فتتماسك الأسنان بلثتها قبل مضغها للأكل – وتتناغم الأرياق قبل تلحس اللسان طعم الغذاء لقمة لقمة.

افقرة الأخيرة - إعداد الإنسان لطعامه - هي ما يجب البحث فيه ،، والبحث عنه ،، ومنه تنشأ تربية النفس،، فهناك أحاديث روتها أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - مع عظيم التحية ... محمد بن سعد


هموم غذائية
جامعة كولورادو : "ثلث الأمريكيات ورع الأمريكيين هم على حمية".
تقرير ماركت داتا Marketdata : 60 مليار مصروفات سنوية على برامج حمية وتخفيف الوزن في الولايات المتحدة.
جامعة كاليفورنيا – لوس أنجلوس : ثلثين منهم على الحمية كسبوا زيادة وزن عمّا كانوا عليه عند البداية.
د. شريفة محمد العبودي : ربع ما تأكله يبقيك حياً، وثلاثة أرباعه يبقي طبيبك حياً !