بســم الله الـرحمــن الرحيــم
السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتــة
لفت إنتباهي مؤخرا ظاهرة إضاءة الشموع حزناً على ضحايا حرب أو تفجير أو حتى وفاة أحد الأشخاص , وأثار دهشتي إنتشار هذه الظاهرة في الدول العربية بشكل واسع . وأول ما لاحظت هذه الظاهرة بعد تفجير فندقين في العاصمة الأردنية عمان ثم بعد إغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري . ثم توالت الأحداث حول العالم وأوقدت الشموع تلو الشموع حزناً في أكثر من مناسبة .
وخلال الأيام القليلة الماضية , غيّب الموت الشاعر الفلسطيني محمود درويش والذي توفي تحت عملية جراحية لقلبة أوائل الشهر الحالي . فحزن فانقسم العالم بين حزين وغير مبالٍ . لكن أكثر ما شدّني هو إضاءة الشموع حزناً على وفاته في الأردن وفلسطين ولبنان والكويت , والأغرب من ذلك كله ما حصل في مملكة البحرين بإضاءة 67 شمعة بعدد سنوات عمر محمود درويش وإضاءة شموع بعدد دوواينه الشعرية . فمن إين جاءتنا هذه العادة الدخيلة علينا والغريبة عن ديننا وعاداتنا !!
لقد نبّـئنا رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم قبل آلاف السنين وأخبر بأن أمّتـه ستقلّد اليهود والنصارى وتتبع خطاها وتقتدي بهم (إلا من رحم ربي ) فقال : ( لتتبعن سنن من كان قبلكم ، شبرا بشبر، وذراعا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم) قالوا: يا رسول الله: اليهود والنصارى؟؟!! قال: ( فمن؟)...أخرجه البخاري . وقد حدد الرسول عليه وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم جحر الضب لضيقه وصعوبة الدخول فيه كناية عن حرصنا تقليد اليهود والنصارى في المأكل والملبس وتشـرّب عاداتهم وتصرفاتهم , ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم .
فالحذر الحذر إخواني وأخواتي فمن تشبه بقوم صار منهم والمرء يحشر مع من أحب , فلننظر من نقلّـد وماذا نفعل فاليوم عملٌ بلا حساب وغدا حسابٌ بلا عمل , ولنتذكر أن الدنيا مزرعة الآخرة وإننا لمسؤولون عن أفعالنا , إن خيراً فخير وإن شراً فشر
تحياتي
مواقع النشر