مسقط - واس : بدأت بالعاصمة العمانية
مسقط اليوم أعمال الدورة التاسعة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة بدول العالم الإسلامي تحت عنوان: (نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية).
ويرأس وفد المملكة العربية السعودية إلى المؤتمر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي.
وبدأت الجلسة الافتتاحية بتلاوة آيات من القران الكريم، ثم ألقى صاحب السمو هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة في سلطنة عمان كلمة رحب فيها بأصحاب السمو وأصحاب المعالي الوزراء ورؤساء الوفود.
وقال سموه: إن الهدف الأسمى من الاحتفاء بالمدن الإسلامية كعواصم ثقافية إسلامية إحياء لتاريخها وحضاراتها وإسهاماتها الثقافية والعلمية من أجل بناء الحاضر والمستقبل مستلهمة مبادئها من الحضارة الإسلامية والتي هي إرث مشترك للإنسانية جمعاء على اختلاف شعوبها وتباين أجناسها وتنوع عناصرها الفكرية وخصوصيتها الحضارية
وأوضح: "أن الاحتفال بنزوى عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2015م يأتي لما تتمتع به هذه المدينة العريقة من مكانة تاريخية وحضارية ودينية وثقافية ومن خلال هذه الاحتفالية تم تسليط الضوء على مدينة نزوى وإبراز معالمها وعلمائها الذين كان لهم دور كبير في التاريخ والحضارة العمانية والإسلامية وإلى جانب الاحتفاء بمدينة نزوى تحتفل أيضا جمهورية كازاخستان بمدينة "ألما آتا" وجمهورية بنين بمدينة كوتونو كعاصمتين للثقافة الإسلامية لعام 2015م".
وأكد صاحب السمو هيثم بن طارق آل سعيد أن استضافة المملكة العربية السعودية للدورة الثامنة لوزراء الثقافة في العالم الإسلامي التي حملت شعار "من أجل تعزيز الحقوق الثقافية في العالم الإسلامي لخدمة الحوار والسلام" أسهمت في تنفيذ الإستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي، وانتخاب المجلس الاستشاري المكلف بتنفيذ هذه الاستراتيجية وكذا تم اعتماد مشروع الإعلام الإسلامي حول الحقوق الثقافية.
وقدم سموه جزيل الشكر والتقدير لمعالي وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية رئيس المؤتمر الإسلامي الثامن على جهوده الحثيثة في متابعة أعمال المؤتمر التي جاءت بتنفيذ العديد من القرارات الصادرة عنه .
ثم ألقى معالي المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري كلمة قدم خلالها الشكر إلى جلالة السلطان قابوس بن سعيد وإلى حكومته على استضافتها لهذا المؤتمر.
وأضح أن انعقاد هذه الدورة تحت شعار "نحو ثقافة وسطية تنموية للنهوض بالمجتمعات الإسلامية" يعبر عن اهتمامنا في العالم الإسلامي بقضايا التنمية الشاملة المستدامة، في أعقاب القمة العالمية التي عقدت في الأمم المتحدة، التي أقرت الأهداف الجديدة للتنمية الشاملة للخمس عشرة سنة المقبلة من العام 2016 إلى 2030م.
وأكد معاليه أن هذا الشعار يعكس اهتمامنا في العالم الإسلامي بمحاربة التطرف والغلو على مختلف المستويات والتصدي للإرهاب بجميع أشكاله باعتباره خطرا يهدد الأمن والسلم الدوليين.
وأوضح أن الثقافة الوسطية هي نقيض للثقافة المتطرفة وأن الثقافة التنموية هي بديل عن ثقافة التخلف بجميع مظاهره الذي يبدأ من التخلف في الفكر وينتهي إلى التخلف الاجتماعي والاقتصادي، منوها بحرص الجميع على إبراز هذا المفهوم العلمي وتسليط الضوء عليه، والسعي إلى العمل على بلورته وترسيخه واعتماده مقوماً من مقومات المنهج المعتمد العمل المشترك في نطاق اختصاصات المؤتمر.
وأشار إلى أن المنظمة تستند إلى الوثائق المرجعية التي اعتمدها المؤتمر في دوراته السابقة ومنها الإعلان الإسلامي حول الحقوق الثقافية، ووثيقة تجديد السياسات الثقافية في الدول الأعضاء، واستراتيجية تنمية السياحة الثقافية في العالم الإسلامي، وخطة عمل حول إحياء وتفعيل طرق التواصل الثقافي بين شعوب العالم الإسلامي: طرق الحج نموذجاً، ووثيقة الأدوار الثقافية للمجتمع المدني من أجل تعزيز الحوار والسلم، المعتمدة في المؤتمر السابع، والإعلام الإسلامي حول الحقوق الثقافية، والخطة التنفيذية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافة.
كما ألقى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الأستاذ إياد أمين مدني كلمة أكد فيها أن القضايا المتعلقة بالتبادل الثقافي بين الدول الأعضاء من الأولويات المهمة لمنظمة التعاون الإسلامي معربا عن الأمل في دعم هذا المسعى من الدول الأعضاء كافة.
كما عبر عن أمله في أن يتناول المؤتمر السبل الكفيلة بتكثيف اللقاءات الثقافية والتبادل الثقافي والتلاحم الإبداعي ومد جسور التواصل المعرفي بين العالم الإسلامي.
ودعا معاليه إلى إعادة النظر في الاستراتيجية الثقافية للعالم الإسلامي لضمان التعامل مع التحديات بفعالية وأن تستهدف الاستراتيجية الثقافية إضفاء وإضافة البعد الثقافي عند إعداد وتنفيذ البرامج الاجتماعية والاقتصادية وجعل التنمية الثقافية أولوية أساسية وكذلك جعل الشباب من بين أول المستهدفين والمستفيدين في مجال بناء القدرات.
كما دعا معاليه إلى النظر في إقامة "مهرجان منظمة التعاون الإسلامي للتعبير الثقافي" على هامش كل دورة من دورات المؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة التي تنعقد مرة كل سنتين.
يذكر أنه جرت مراسم تسليم رئاسة الدورة الحالية للمؤتمر قبل بدء أعماله، حيث سلم معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي رئيس الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الثقافة الرئاسة إلى صاحب السمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد متمنياً له التوفيق والسداد.
مواقع النشر