باتنا (الهند) رويترز : شرع عشرات الفنانين في ولاية بيهار بشرق الهند في رسم روايات ملونة مستقاة من الاساطير الهندية على جذوع الاشجار واوراقها على امل انقاذ الرقعة الخضراء المهددة بالاندثار في المنطقة.
وانطلقت هذه الحملة النادرة من حي مادوباني بشرق بيهار الذي يشتهر بوعي سكانه بالشؤون الثقافية والدينية لتبدو مئات الاشجار الباسقة على جانبي الشوارع وقد ازدانت بالرسوم الزاهية والمتقنة.
ويرسم الفنانون قصصا زاهية الالوان تحفل بمشاهد من آلهة الاساطير الهندية الكلاسيكية على غرار اسطورة رامايانا وماهاباراتا الشهيرة او رسومات خيالية لامرأة عجوز تنهر رجلا كان يهم بقطع شجرة بفأس.
ويتعشم هؤلاء الفنانون ان تستحث هذه الاعمال الفنية الاهالي من ذوي الوازع الديني للاحجام عن قطع الاشجار خشية ان ينزل بهم غضب الآلهة.
وخلال حديث تليفوني من منطقة مادوباني التي تقع على بعد نحو 1200 كيلومتر الى الشرق من العاصمة نيودلهي قال شاشاثي ناث جها الذي يدير احدى منظمات المجتمع المدني المعنية بتمكين النسوة والاطفال في مجال العمل "نحن نستعين بالآلهة كستار. نعتقد ان الناس لن يلحقوا الضرر بالاشجار متى شاهدوا صور الالهة عليها."
وتقول احصاءات ولاية بيهار إن الغابات تغطي حاليا اقل من سبعة في المئة من مساحة الولاية التي تتعرض بصفة متكررة للفيضانات.
بدأت هذه الحملة في سبتمبر ايلول الماضي بعد ان تمكن جها من تذليل عدة عقبات واعتراضات من السكان منها التكلفة وشكوك في ان الحملة ستستمر طويلا وقلق بشأن ان الالوان ستتلاشى عما قريب.
وقال جها "اضطررت لبذل الكثير من الجهد لاقناعهم قبل ان يوافقوا على الانضمام الي. قمت بعدة تجارب لاختبار مدى قوة الالوان وصمودها امام العوامل الجوية وقررنا في نهاية الامر استخدام خليط من الالوان الطبيعية والصناعية."
واضاف ان هذه المبادرة استرعت انظار المجتمع الدولي ايضا اذ يقوم وفد من سويسرا بزيارة المنطقة في الوقت الراهن لدراسة كيفية توظيف الفن في نقل رسالة اجتماعية قوية.
مواقع النشر