اوباما يشيد بالعاهل السعودي وبن لادن يوجه رسالة
أشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الأربعاء بالعلاقة الإستراتيجية القديمة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.
وقال أوباما، إن زيارته تأتي طلباً لمشورة الملك عبد الله بن عبد العزيز قبل إلقائه خطاباً إلى العالم الإسلامي من الأزهر الشريف المؤسسة العريقة في مصر غداً الخميس.
وأبلغ أوباما الصحفيين عندما التقى بالعاهل السعودي في ضيعة بالقرب من الرياض قائلاً، "رأيت أنه من المهم جداً أن آتي إلى المكان الذي بدأ فيه الإسلام، وأن أطلب مشورة جلالته، وأن أناقش معه كثيراً من القضايا التي نواجهها هنا في الشرق الأوسط".
وأثار لقاء أوباما وخطابه المقرر في القاهرة يوم الخميس القادم انتقاد زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي قال في تسجيل صوتي بثته قناة الجزيرة التلفزيونية، "إن الرئيس الأمريكي زرع بذور الانتقام والكراهية تجاه الولايات المتحدة في العالم الإسلامي".
وتأتي تلك الرسالة التي أُذيعت بعد قليل من وصول أوباما إلى المملكة بعد يوم من وصف مساعده أيمن الظواهري أوباما بالمجرم، وتحذيره المسلمين من أن ينخدعوا بكلمات أوباما "المُنمقة" عندما يلقي كلمته في القاهرة، وذلك في إطار حملة دعائية لإجهاض خطاب أوباما في القاهرة.
وبعد أن تناول أوباما القهوة العربية في مراسم استقبال بالمطار توجه إلى ضيعة الملك عبد الله لإجراء محادثات يتوقع أن تتناول الصراع العربي الإسرائيلي، والمفاتحات الدبلوماسية الأمريكية تجاه إيران إضافة إلى النفط.
وأشاد أوباما "بحكمة وكرم" العاهل السعودي منوها إلى أن للدولتين تاريخ طويل من الصداقة والعلاقة الإستراتيجية.
وشكر الملك عبد الله أوباما، وأشار إلى أن العلاقات الوثيقة بين البلدين تعود إلى الرئيس فرانكلين روزفلت، والملك عبد العزيز.
وقال أوباما، "إنني على ثقة من أن تعاون الولايات المتحدة، والمملكة العربية السعودية يمكن أن يحرز تقدماً في مجموعة كاملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك".
ويسعي الرئيس الأمريكي الذي ولد لأب مُسلم، وعاش طفولته في إندونيسيا إلى إصلاح صورة الولايات المتحدة التي تضررت كثيراً جراء حربي إدارة الرئيس السابق جورج بوش في العراق وأفغانستان، ومعاملة الجيش الأمريكي للمحتجزين في سجن جوانتانامو العسكري.
وصرح أوباما قبل مغادرته واشنطن لشبكة إن.بي.سي نيوز قائلاً، "أنا واثق من أننا نمر بلحظة تشهد فيها الدول الإسلامية على ما أعتقد إدراكاً بأن طريق التطرف لن يحقق في واقع الأمر حياة أفضل للناس".
ويتوقع محللون ودبلوماسيون أن يعرب العاهل السعودي عن قلقه من أن مفاتحات أوباما الدبلوماسية تجاه إيران يمكن أن تؤثر على العلاقات الإقليمية على حساب الرياض.
وتريد الرياض من أوباما التشدد مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يرفض إقامة دولة فلسطينية، ويعارض دعوات أمريكية لوقف الاستيطان.
وأشار أوباما إلى رغبته في أن تبدي السعودية بعض إجراءات بناء الثقة تجاه إسرائيل.
وقال أوباما في تصريحات لتلفزيون هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، "أعتقد أننا لم نرّ مجموعة من اللفتات المُحتملة من دول عربية أخرى أو من الفلسطينيين يمكن أن تتعامل مع بعض المخاوف الإسرائيلية".
وطرح الملك عبد الله مبادرة عربية للسلام في العام 2002 تعرض على إسرائيل اعترافاً عربياً جماعياً مقابل انسحابها من الأراضي التي احتلتها في حرب العام 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وحل عادل لقضية اللاجئين.
وقال مستشار للحكومة السعودية طلب عدم نشر اسمه، إنه من غير الواقعي تماماً توقع أي تنازلات من الرياض على الأقل حتى توقف إسرائيل توسيع المستوطنات بالكامل، وتقبل بمبادرة السلام العربية".
وتأمل واشنطن أن تلعب السعودية دوراً يعمل على الاعتدال في أوبك ضد الدول المتشددة فيما يتعلق بالأسعار مثل إيران بعد أن بلغت أسعار النفط أعلى مستوى لها في سبعة أشهر، مما يهدد آفاق انتعاش الاقتصاد العالمي.
وأكد مجلس الوزراء السعودي يوم الإثنين الماضي مجدداً على رؤيته بأن "السعر العادل" للنفط يتراوح بين 75 و 80 دولاراً للبرميل بزيادة قدرها 17 بالمائة عن المستويات الحالية.
وترتبط السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم والولايات المتحدة بعلاقات تمتد منذ 60 عاماً، وتقوم على ضمان إمدادات النفط مقابل الحماية الأمريكية.
ويقول محللون، إن السعودية التي تمتلك أكثر من خمس الاحتياطيات العالمية من الخام تريد أن تتأكد من جدية أوباما بشأن خطط تقليل اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط، وتنويع مواردها من الطاقة بعيداً عن الوقود الإحفوري
مواقع النشر