صيدا (لبنان) (رويترز) - ذكرت مصادر أمنية ان قوات الجيش اللبناني اقتحمت مجمعا به مسلحون موالون للشيخ السلفي احمد الاسير في مدينة صيدا يوم الاثنين واعتقلت عشرات من انصاره في استمرار لاشتباكات بدأت يوم الاحد.
وكانت هذه اعنف اشتباكات في لبنان ترتبط بالحرب الاهلية في سوريا منذ بدايتها قبل عامين. وقال الجيش ان 12 جنديا قتلوا بينما ذكرت مصادر أمنية ان عدد قتلى الجيش 18 فردا والمصابين 128 فردا.
وقال مسعف لرويترز ان 22 جثة انتشلت من مجمع المسجد لكنه توقع ان يكون العدد النهائي للقتلى اكبر من ذلك. وقال ان الصليب الاحمر عالج 94 مصابا.
وادى العنف الى توتر العلاقات الطائفية الهشة في انحاء لبنان ويخشى كثير من اللبنانيين ان تعيد الاشتباكات المرتبطة بسوريا شبح حرب 1975-1990 الاهلية التي لم تندمل كل جراحها بعد.
وامتد القتال الى مدينة ثانية يوم الاثنين حيث فتح مقاتلون سنة في مدينة طرابلس بشمال البلاد النار على الجيش وسدوا الطرق بكتل اسمنتية واطارات مشتعلة. وبحلول الليل أدت الاشتباكات هناك إلى اصابة جنديين وثلاثة مسلحين.
ولا يزال الشيخ الاسير الذي يتهم الجيش بدعم مصالح جماعة حزب الله الشيعية هاربا. ويحاول الجيش اعتقاله بعد أن اتهمه بقتل بعض جنوده غدرا يوم الاحد.
وسيطرت قوات الامن على منازل حول المجمع في اطار محاولتها السيطرة على المنطقة. وشاهد مراسل لرويترز سحبا من الدخان تتصاعد من المجمع وقال ان مكتب الاسير على الجانب الاخر من الطريق دمر تماما.
وأحرق للجبش ما لا يقل عن اربع دبابات وعدة مركبات أخرى.
واستمرت نيران القناصة في الشوارع القريبة فتعذر معرفة عدد المباني التي لا يزال المسلحون الموالون للاسير يسيطرون عليها.
ويسود التوتر صيدا منذ اندلعت الاسبوع الماضي اشتباكات بين مقاتلين من السنة والشيعة يختلفون حول الصراع السوري.
وقال الجيش ان اشتباكات يوم الاحد اندلعت بعد أن اعتقلت قوات الأمن أحد أتباع الأسير فرد أنصاره بفتح النار على نقطة تفتيش للجيش.
وتعهد قادة الجيش بالقضاء على قوات الأسير.
وقال الجيش في بيان يوم الاثنين انه يؤكد لجميع اللبنانيين تصميمه على القضاء على الفتنة واستمرار عملياته إلى أن يستتب الامن تماما في صيدا.
وذكر مصدر امني ان ما لا يقل عن 62 من أنصار الاسير اعتقلوا مع تمشيط المنطقة التي سيطرت عليها قوات الجيش. وكان رجل ممن اعتقلوا متخفيا في زي منتقبة.
وقال القاضي صقر صقر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية إن الأسير استدعي لتقديمه للمخاكمة هو و123 من أتباعه من بينهم شقيقه والمطرب السابق فضل شاكر.
وجاء في مناشدة على صفحة الأسير على موقع تويتر يوم الاثنين "نداء عاجل لجميع الأنصار هبوا لنجدة أهلكم الذين يتعرضون لمذبحة."
ودعا الاسير الناس في انحاء البلاد الى الانضمام اليه وطالب الجنود "الشرفاء" بالانشقاق.
وذكرت قيادة الجيش في بيان يوم الاحد ان العنف في الاونة الاخيرة " فاق كل التوقعات. لقد استهدف الجيش بدم بارد وبنية مقصودة لإشعال فتيل التفجير في صيدا كما جرى في العام 1975 بغية إدخال لبنان مجددا في دوامة العنف."
وندد مفتي لبنان الشيخ محمد رشيد قباني بالقتال وقال إنه لا يجوز تحت اي اعتبار التقاتل مع الجيش اللبناني.
وذكر الاعلام المحلي ان بعض المساجد السنية في طرابلس وكذلك في العاصمة بيروت دعت للجهاد دعما للاسير.
مواقع النشر